بيعت بالمزاد.. كم حققت آخر صور لبعثة استكشاف منكوبة بالقطب الشمالي لجأت لأكل لحوم البشر؟

نشر
4 دقائق قراءة
Credit: Courtesy Sotheby's

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- حظيت رحلة السير جون فرانكلين المنكوبة إلى القطب الشمالي باهتمامٍ كبير من الجمهور خلال العصر الفيكتوري نتيجة اختفائها الغامض، ومهام الإنقاذ غير المثمرة، والحكايات الدموية عن أكل لحوم البشر.

محتوى إعلاني

وبيعت، الخميس، مجموعة من الصور الفوتوغرافية لفرانكلين وزملائه من كبار الضباط التُقطت في مايو/ أيار العام 1845، قبل ثلاثة أيام فقط من انطلاق رحلتهم البحرية، في مزاد نظمته دار "سوذبي" للمزادات في لندن مقابل 444،500 جنيه إسترليني، أي ما يعادل 545،700 دولار.

محتوى إعلاني

وقالت إميلي بيرمان، رئيسة قسم الصور الفوتوغرافية لدى دار "سوذبي" للمزادات، لـCNN: "من النادر لنا أن نحصل على عناصر بهذه الأهمية التاريخية كانت عبارة عن ملكية خاصة، أي كانت ملكًا لعائلة السير جون فرانكلين من خلال النسب المباشر.. ثم تتاح لنا الفرصة لعرضها أمام الجمهور".

بتكليف من زوجة فرانكلين، جين، تمثل هذه المجموعة من صور كاميرا "الداجيرية"، وهي أول شكل ناجح من التصوير الفوتوغرافي، آخر صور التُقِطت للرجال الـ14 ، واعتُقِد أنّها كانت مفقودة حتى الآن.

ولفتت بيرمان إلى أنّ "زوجة فرانكلين كان لديها تنبؤ مستقبلي بتخليد هذه اللحظة المهمة والتاريخية لهذه الرحلة الاستكشافية التي كانت على وشك البدء، وهو أمر مؤثر للغاية عند النظر إلى الماضي، بالطبع، لأنهم اختفوا بعد ذلك".

وتابعت بيرمان أنّه "بتلك الصور، يمكنك حقًا ربط التاريخ الذي حدث خلال الـ170 عامًا، ماذا حدث بالضبط لفرانكلين، وماذا حدث لرجاله، وإلى أين ذهبت السفن؟".

نقش يظهر نهاية رحلة السير جون فرانكلين المشؤومة في القطب الشمالي، مأخوذ من لوحة رسمها دبليو توماس سميث والمعروضة في الأكاديمية الملكية في العام 1896.Credit: Historia/Shutterstock

وفي 19 مايو/ أيار 1845، انطلق فرانكلين في بعثة  شملت سفينتين وطاقمًا مكونًا من 134 رجلاً، بهدف استكشاف 500 كيلومتر من ساحل القطب الشمالي، لاستكمال رسم الممر الشمالي الغربي. وقد تم تجهيزهم بإمدادات غذائية تكفي لثلاث أعوام. 

لكن بعد مرور عامين من دون أي اتصال من قبل البعثة، طلبت السيدة فرانكلين من مكتب الأميرالية والشؤون البحرية في لندن، إرسال فريق بحث.

وانتظروا عامًا آخر، نظرًا لكمية الإمدادات الموجودة، قبل بدء جهود البحث والإعلان عن مكافأة تعادل مليوني جنيه إسترليني (2.5 مليون دولار) من أموال اليوم.

وقالت بيرمان: "هذه هي الصور التي صنعت منها النقوش التي ظهرت في مجلة أخبار لندن المصورة عام 1851".

وتابعت: "هذه الصور الشخصية التي يعتمد عليها معظم الناس، عندما تفكر في معرفة ما كان يبدو عليه فرانكلين والضباط.. هذه الصور الداجيرية التي يستمد معظم الناس مرجعيتهم منها".

مثل هذا المكافأة الكبيرة دفعت إلى إجراء العديد من عمليات البحث، حيث فُقد المزيد من الرجال والسفن أثناء البحث عن فرانكلين ورجاله مقارنة مع البعثة الأصلية ذاتها.

وقالت بيرمان إنّ الصور كانت "تقريبًا بمثابة دعوة للتجمع، لأنه عندما يمكنك تعيين صورة لقصة ما، فإن ذلك يجعلها أكثر إنسانية بكثير".

وبعد أعوام في سنة 1854، قيل للمستكشف الاسكتلندي جون راي من قِبل صيادي الإينويت، إنّ السفينتين قد حُوصرتا في الجليد، وتُوفي الرجال بسبب البرد، كما أنهم لجأوا حتى إلى أكل لحوم بشرية.

ولكن لا يزال المصير النهائي للطاقم  أمرًا يكتنفه الغموض.

ولم تُكتَشَف السفينتان حتّى القرن الـ21 من خلال خدمة الحدائق الوطنية الكندية والمجتمعات الإينويتية.

وعُثر على سفينة HMS Erebus في عام 2014، بينما عُثِر على سفينة HMS Terror في عام 2016.

مصير البعثة المأساوي الذي لا يزال غامضًا إلى حد كبير، استمر في جذب اهتمام الجمهور، ما جعله مصدر إلهام للأعمال الخيالية، ضمن مسلسل AMC الصادر عام 2018 "The Terror"، الذي لعب الممثل البريطاني جاريد هاريس دور البطولة فيه.

نشر
محتوى إعلاني