"نادرة بشكل لا يصدق".. اكتشاف هياكل عظمية بمقبرة اسكتلندية عمرها 5 آلاف عام

نشر
4 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تم الكشف عن أنقاض مقبرة "نادرة بشكلٍ لا يُصدق" عمرها 5 آلاف عام في إحدى جزر أوركني الأسكتلندية، وفقًا لبيانٍ صادر من المتاحف الوطنية في اسكتلندا، الثلاثاء.

محتوى إعلاني

وكشفت أعمال التنقيب في قرية هولم الواقعة شرق البر الرئيسي لأوركني عن هيكلٍ حجري يمكن الوصول إليه عبر ممر يبلغ طوله 7 أمتار، وآثار ركام من الحجارة من المتوقع أنّها غطّت الهيكل سابقًا، وهو يمثّل "أوج الهندسة التي تعود للعصر الحجري الحديث في شمال بريطانيا"، بحسب ما ذكره البيان.

محتوى إعلاني
اكتشاف أنقاض مقبرة "نادرة بشكلٍ لا يصدق" بإحدى جزر أوركني الاسكتلندية.Credit: National Museums Scotland

واكتُشِف 14 هيكلًا عظميًا لرجال، ونساء، وأطفال، بالإضافة إلى بقايا بشرية أخرى، في إحدى الزنزانات الجانبية الستة الأصغر حجمًا المُحيطة بغرفة حجرية كبيرة.

وقال واحد من المديرين المشاركين في عملية التنقيب، وكبير أمناء قسم عصور ما قبل التاريخ (العصر الحجري الحديث) في المتاحف الوطنية باسكتلندا، هيوغو أندرسون -ويمارك، لـCNN: "خلال فترة العصر الحجري الحديث، كان من الممكن أن يبلغ قطرها 15 مترًا بشكلٍ مثير للإعجاب، وأن تشكّل تلة هائلة، وأعمالاً حجرية كبيرة جدًا، وهندسة معمارية مثيرة للإعجاب للغاية. هذه الزنزانات عبارة عن إنجازات هندسية حقيقية".

وأشار أندرسون-ويمارك إلى وضع اثنين من الهياكل العظمية بوضعية عناق تقريبًا، مع وضع طفلين فوق رأسيهما.

ومع ذلك، لم يحدّد علماء الآثار بعد العلاقة التي تربط هؤلاء الأفراد.

دُمِّرت المقبرة بشكلٍ كبير في القرن الـ18 أو الـ19 لبناء منزل ريفي. Credit: National Museums Scotland

وفي بيان، قالت عالمة الآثار فيكي كامينغز، رئيسة كلية التاريخ، والآثار، والديانات بجامعة "كارديف"، والتي شاركت في إدارة عملية التنقيب إنّ "الحفاظ على عددٍ كبير من الرفات البشرية في جزء واحد من المعلم أمرٌ مدهش، وخصوصًا عند الأخذ بعين الاعتبار تعرّض الحجارة للسرقة في الغالب من أجل توفير مواد البناء".

كما أنّها أضافت: "من النادر للغاية العثور على ودائع القبور هذه، حتّى في المقابر المحفوظة جيدًا، وستوفّر هذه البقايا نظرة جديدة لجميع جوانب حياة هؤلاء الأشخاص".

ومن المعروف وجود 12 مقبرة أخرى مشابهة في أوركني يُشار إليها باسم "مقابر الممرات من نوع مايس هاو".

ولا تزال غالبيتها ظاهرة للعيان في المنطقة، على عكس الاكتشاف الأخير الذي كان مدفونًا تحت الأرض.

وتم تدميرها إلى حدٍ كبير في أواخر القرن الـ18 أو أوائل القرن الـ19 لتوفير الحجارة لبناء منزلٍ ريفي، وفقًا لما ذكره البيان، ولكن كشفت الحفريات الأولية اللاحقة في عام 1896 عن 8 هياكل عظمية، ودفع ذلك الأثري المحلي، جيمس وولز كورسيتر، إلى افتراض أنّها كانت مقبرة مُدمَّرة.

وتحتوي أوراق موجودة ضمن مجموعة خاصّة من ملاحظات كوريستر على المزيد من الأدلة التي سمحت لعلماء الآثار بإجراء مسح جيوفيزيائي على أمل تحديد المقبرة المحتملة، وتوفير الأساس للقيام بعملية التنقيب.

وقال أندرسون-ويمارك: "شكّل تحقيق هذا الاكتشاف مفاجأة كبيرة"، مضيفًا أنّه "إنجاز كبير، لكنّه اليوم مجرّد حقل واسع من العشب.. لا يوجد شيء على السطح يُشير إلى وجود هذه المقبرة على الإطلاق، ولكنه كان من الممكن أن يكون نصبًا تذكاريًا رائعًا. ونحن محظوظون لأنّهم تركوا لنا ما يكفي من ذلك".

نشر
محتوى إعلاني