في أسكتلندا.. أعاد خبراء ومصممون نسج "قماش من التاريخ".. لماذا؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- اجتمع مصممو المنسوجات وخبراء قماش الطرطان (tartan) معًا لإعادة إنشاء أقدم قطعة من الطرطان الاسكتلندي بغرض التصنيع الحديث، ما يسمح لمحبي القماش الشهير بارتداء "قطعة من التاريخ".
وباستخدام التأريخ الكربوني، اكتشف العلماء أنّ تاريخ نسيج "غلين أفريك"، الذي اكتُشِف في مستنقع خث في المرتفعات الاسكتلندية أثناء العمل في الغابات، يعود إلى الفترة الممتدة بين عامي 1500 و1600 تقريبًا.
وكان قد تم التبرع به لهيئة الطرطان الاسكتلندية في ثمانينيات القرن المنصرم.
وقال الخبراء إنّ هذا يجعله أقدم عينة من "الطرطان الحقيقي" في أسكتلندا.
ولم يتمكن المتخصصون من العثور على أي تشابه بين النسيج وأنسجة أي من عشائر الطرطان المعروفة التي تطوّرت في أوائل القرن الـ19.
ومع أنّ العينة كانت ملطخة بالخث، إلا أنّ الخبراء تمكنوا من تحديد الخطوط الخضراء، والبنية، أو السوداء الموضوعة فوق لون أو لونين.
وكشف تحليل للأصباغ أُجري على 8 عينات مأخوذة من القطعة التاريخية أنّها تحتوي أيضًا على اللونين الأحمر والأصفر.
الآن، أُعيد إنشاء هذا النمط لخزانات الملابس الحديثة بواسطة دار "إدغار" للنسيج وأقمشة الطرطان (House of Edgar).
وبناءً على عمليات تحليل الأصباغ، واستخراج الأنماط من المادة الأصلية، عمل خبراء من هيئة الطرطان الاسكتلندية التي تحافظ على أصول هذا النسيج، وتاريخه، وتصنيعه، وتعمل على ترويجه، مع دار "إدغار" للعثور على درجات الألوان التي تناسب أحدث لوحة ألوان للمصممين.
وفي حديث له مع CNN قال بيتر إيسلي ماكدونالد، رئيس الأبحاث والمجموعات في هيئة الطرطان الاسكتلندية، إنّ الفِرَق عملت معًا "للحفاظ على النمط، والألوان، مع تحسين درجات الألوان لتحويله إلى قماش كان موجودًا آنذاك ربما، ويناسب هذه الفترة أيضًا".
وعند الحديث عن القماش الأصلي، أكّد ماكدونالد: "لقد كانت بلا شك قطعة تدل على مرتبة المرء".
وشرح ماكدونالد: "من المرجح أنّها كانت مملوكة لشخصٍ مهم، ربما امرأة أو رجل برتبة عالية"، مضيفًا احتمال ارتدائها كشال أو كغطاء للجزء العلوي من الجسم.
وقالت إيما ويلكنسون، وهي مصممة في دار "إدغار" لـCNN، إنّ العمل مع الخبراء لإعادة إنشاء الطرطان كان "شرفًا كبيرًا".
وسيكون التصميم متاحًا للشراء كجزء من المجموعة الجديدة للشركة.
وأكّدت ويلكنسون: "ستتمكن العديد من متاجر الكيلت في أسكتلندا وحول العالم من الوصول إلى هذا الطرطان".