رسومات لمصارعين في موقع بومبي الأثري تدل على تعرض الأطفال لمشاهد عنيفة

نشر
3 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- كُشف عن رسومات تخطيطية صنعها أطفال تصور مشاهد عنيفة لمصارعين وصيادين يقاتلون الحيوانات في حديقة "بومبي" الأثرية بإيطاليا.

وقال مشرف الحديقة غابرييل زوتشتريجيل إنه عُثر على الرسومات، التي يُعتقد أنّها صُنِعت على يد أطفال تتراوح أعمارهم بين الخامسة والسابعة قبل ثوران بركان جبل "فيزوف" في عام 79 ميلادي، على جدران غرفة خلفية في القطاع السكني لـ"جزيرة العشاق العفيفين" (Island of chaste lovers) في الحديقة الأثرية.

وتُظهر الرسومات تَعرُّض الأطفال للعنف الشديد خلال العصور القديمة.

محتوى إعلاني
رسومات لصيادين يقاتلون الحيوانات. Credit: Archaeological Park of Pompeii

وأفاد زوتشتريجيل في بيانٍ حول الاكتشاف الأخير: "لا يبدو أنّ الأمر يشكل مشكلة اليوم فقط، في ظل ألعاب الفيديو ووسائل التواصل الاجتماعي".

ومن ثم أضاف: "يكمن الفرق في أنّ سفك الدماء على الحلبة خلال العصور القديمة كان حقيقيًا، ولم يعتبره إلا قلة من الأشخاص مشكلة رُغم جميع التداعيات المحتملة على التطور النفسي والعقلي لأطفال بومبي".

واعتبارًا من الثلاثاء، أصبح من الممكن رؤية زوار الحديقة للرسومات عبر الممرات المعلقة فوق منطقة الحفريات، بينما يواصل علماء الآثار العمل في الموقع.

وتُصوِّر الرسومات مشهد قتال بين مصارعَين يحملان رماحًا في أيديهم، أثناء مواجهة خنازير برية على الأرجح.

يُعتقد أنّ الرسومات صُنِعت على يد أطفال تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 7 أعوام. Credit: Archaeological Park of Pompeii

وفي مكانٍ قريب، عُثِر على رأس طائر جارح يقول علماء الآثار إنّه قد ينتمي لنسر.

وتتضمن الرسومات أشكالًا لأيدي أطفال صُنِعت بالفحم، وأشخاصًا يلعبون بالكرة. 

ويُظهر أحد المشاهد ملاكمين يستلقيان على الأرض بعد التعرض لـ"ضربةٍ قاضية" على ما يبدو، وفقًا لوصف الحديقة.

شهد الأطفال سلوكيات عنيفة على الأرجح

يمكن للزوار إلقاء نظرة على الرسومات من الممرات المعلقة. Credit: Archaeological Park of Pompeii

بدأت حديقة بومبي بالتعاون مع قسم الطب النفسي العصبي للأطفال بجامعة "فيديريكو" الثاني في نابولي لدراسة فن الأطفال.

حتى الآن، توصل الخبراء إلى أنّ الرسومات جاءت على الأرجح نتيجة "الرؤية المباشرة" لحدثٍ ما، وليس من نماذج تصويرية.

قال زوتشتريجيل: "من المحتمل أنً واحدًا أو أكثر من الأطفال الذين لعبوا في هذا الفناء، وبين المطابخ، والمراحيض، وأحواض الزراعة المخصصة للخضار شهدوا معارك على المدرج، وبالتالي تعرضوا لشكلٍ متطرف من أشكال العنف القوي، والذي كان من الممكن أن يشمل أيضًا إعدام المجرمين والعبيد".

وأضاف، "توضح لنا الرسومات مدى تأثير ذلك على مخيلة طفلٍ صغير، أو طفلة، عبر مراحل النمو ذاتها التي لا تزال موجودة حتى اليوم".

وبالإضافة إلى الرسومات، كشف علماء الآثار عن بقايا متحجرة لرجل وامرأة لقيا حتفهما عندما ثار البركان، الذي حوّل مدينة بومبي الرومانية القديمة إلى عالم توقف به الزمن.

واكتُشِف الموقع لأول مرة في القرن السادس عشر.

وعُثر على الشخصين، ويُفترض أنّهما زوجان، أمام منزل كان يخضع للتجديد، بناءً على مواد البناء الموجودة في الموقع.

وتشكل عمليات التنقيب الجارية جزءًا من خطة واسعة النطاق لإنقاذ الموقع القديم من الانهيار بعد سنوات من الإهمال.

وشملت الاكتشافات السابقة مخبزًا في السجن، وغرفة طعام فخمة زُيِّنت جدرانها بشخصيات أسطورية.

نشر
محتوى إعلاني