سعودية توثق بعدسة كاميرتها مهنة "الصبّابات" بالرياض وحضورهن اللافت في المجتمع
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- "نساء أصيلات وملهمات.. ساهمن بتبلور مجال الضيافة في المملكة".. هكذا وصفت الفنانة السعودية إلهام الدوسري مهنة "الصبّابات" في السعودية.
لطالما كانت الفنانة السعودية دائمة التمعّن في مشاركة "الصبّابات" بالمناسبات أثناء فترة طفولتها، حيث عزمت في عام 2021، على التواصل معهن لأغراض البحث والتصوير بعد دعوتها للانضمام لبرنامج خاص يسعى لتوثيق أصوات وقصص النساء السعوديات.
وتتواجد هذه المهنة في بعض دول الخليج بأشكال مختلفة، لكن ركّزت الدوسري في بحثها على ثقافة مجتمع "الصبّابات" بالرياض تحديدًا، حيث أجرت مقابلات هاتفية وشخصية معهن لفترة تزيد عن أربعة أشهر، بهدف فهم تاريخ المهنة من النواحي الاجتماعية، والاقتصادية، والبصرية.
وأصدرت الفنانة السعودية ورقة بحثية بعنوان: "الصبّابات: كرم الضيافة وتعاضد النساء". وتشمل 11 صورة لـ"الصبّابات"، وفيديو قصير يوضح آلية ارتدائهن للزيّ الخاص بهن، والذي يعيدونه إلى لباس نساء أهل القصور التي بدأن عملهن بها، حسب قولها.
مهنة "الصبّابة"
الصبّابة هي مهنة إعداد المشروبات الساخنة، وأهمها القهوة السعودية، وتقديم خدمات الضيافة المحلّية التقليدية في المناسبات الخاصّة بالنساء.
وقالت الدوسري إنها "امتداد لثقافة شبه الجزيرة في أصول الضيافة العربية بالبادية، والتي قامت عليها الصبّابات لاحقًا في قصور الملوك بالسعودية.. وتم تطويرها تدريجيًا كخدمة متاحة في سوق العمل لكافة طبقات المجتمع".
في البداية، واجهت الدوسري بعض الصعوبات في الحصول على موافقة "الصبّابات" لتصويرهن بعدسة كاميرتها، إذ أوضحت أن تناولها لجهود تصدّيهن للممارسات الاحتكارية لشركات الضيافة الكبرى في فترة الثمانينيات والتسعينيات، وتعاضدهن مع بعضهن البعض لحماية حقوقهن والحفاظ على روح الضيافة السعودية، ساهم بقدرتهن على بناء جسر الثقة مع الفنانة السعودية.
وحازت الصور التي التقطتها الفنانة السعودية على إعجاب العديد من متابعيها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وكانت الدوسري قد شاركت في الكثير من المعارض منها أسبوع "مسك" مع معهد "مسك" للفنون في الرياض والبحرين، ومؤسسة الشارقة للفنون، والمتحف الوطني السعودي.
كما تم تضمين ورقتها البحثية في أحد المناهج الجامعية بأيرلندا ضمن تاريخ الفن العالمي الحديث والمعاصر ودراسات المعارض.
وقالت الفنانة السعودية: "كان هدفي التواصل معهن لإشباع فضولي الشخصي، ورغبتي في تجسيدهن بشكل يليق بمكانتهن، واهتمامي بضرورة رصد القصص النسائية غير الموثقة".
وتطمح الدوسري أن تتوسع في التقاط صور "الصبّابات" وغيرها من المهن، ونشرها في كتاب، فضلًا عن إنتاج فيلم وثائقي.