طائرات ودبابات تعلو أسطح المنازل في هذه القرية بالهند..ما سرّها؟

نشر
5 دقائق قراءة
وثق المصور راجيش فورا تقليدًا معماريًا فريدًا في المناطق النائية من البنجاب، فقاده إلى قرى مثل دولتبور، حيث تعلو المباني منحوتات غير مألوفة.Credit: Rajesh Vora/PHOTOINK

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- التقط المصوّر راجيش فورا مشهدًا فريدًا من نوعه في قرية دولتبور، بولاية البنجاب في الهند، يظهر العمارة المتنوعة والنابضة بالحياة. 

وشعر روفا بالذهول لدى مشاهدة نسخة كبيرة طبق الأصل لطائرة تابعة لشركة طيران الهند على رأس مبنى أخضر شاحب. وفي الشارع ذاته، يعلو مجسم دبابة عسكرية مع جندي مسكنًا أصفر اللون، ما شكّل تباينًا بصريًا ملونًا وانتقائيًا بالمقارنة مع المشهد العام للقرية.

محتوى إعلاني

رغم أنّ المرء قد يخال أن هذه الهياكل الفريدة تشي بمنشآت ترفيهية، إلا أنها في حقيقة الأمر خزانات مياه متقنة الصنع.

زار فورا 150 قرية، والتقط صورًا لمئات من هذه المنحوتات المميزة، التي ضمّنها في معرض يُقام بمهرجان التصوير السنوي: Les Rencontres d'Arles (لقاءات آرل) في فرنسا هذا الصيف.

ووصف فورا خزانات المياه المميزة على السطح بالمزيج الذكي الذي يجمع بين الشكل والوظيفة، مشيراً إلى أنّ دمجها بالمنازل كان فكرة رائعة. 

أثارت هذه المنحوتات إعجابه خلال مهمة كُلّف بها في عام 2014، وقد أعرب لاحقًا عن تقديره لمهارة الحرفيين المحليين الذين ابتكروا هذه التصاميم المزخرفة، معترفًا بأهميتها الفنية والوظيفية على حد سواء، في الهندسة المعمارية للقرية.

ترمز خزانات المياه الموجودة على السطح لمكانة القاطنين المادية، وبينما يعمل بعضها كخزانات مياه وظيفية، فإنّ بعضها الآخر ينتصب فوق تجهيزات السباكة التقليدية. وكل من هذه التصاميم يروي قصة فريدة من نوعها. 

منحوتة زجاجة ويسكي في جاندر كالان.Credit: Rajesh Vora/PHOTOINK

وأوضح فورا لـCNN أنه "إذا كان شخص ما يمارس الرياضة، فسوف يطلب من الحرفيين نحت شكل كرة قدم، وإذا كان طاهياً فسوف يضع طنجرة ضغط.. وإذا كان يحب المشروب، فسوف يضع زجاجة من الويسكي". كما لاقت منحوتات الطائرات والدبابات والسيارات رواجًا.. وجميعها تعكس تطلعات أصحاب هذه المنازل الشخصية". 

في العام الماضي، نشر فورا كتابًا بعنوان "المنحوتات اليومية" ضمّ بين دفتيه صورًا التقطها من بعض القرى التي زارها، وترافقت مع نصوص من خبراء معماريين، وأكاديميين، وأمناء معارض، بغية استكشاف التقاليد الفريدة. ومن خلال أبحاثهم، قدّروا وجود حوالي 30 حرفيًا في المنطقة يُبرمون اتفاقات شفهيا مع أصحاب المنازل وعائلاتهم لإنشاء هذه المنحوتات النابضة بالحياة.

رموز الشتات

عثر فورا على هذه المباني الفريدة أثناء استكشافه لمعبد خاص بالسيخ في قرية تالهان، خلال عمله على قصة مصورة حول الهجرة العالمية. 

يشتهر معبد غوردوارا، الذي يُعرف أيضًا بـ"هاوايجاهاج" أو "الطائرة"، بالزوار الذين يقصدونه جالبين معهم نماذج طائرات، ويطلبون الحصول على موافقات سريعة على التأشيرة بهدف مغادرة الهند. وعلم فورا أنّ العديد ممّن حصلوا على تأشيراتهم وسافروا، عادوا إلى قراهم، وأضافوا منحوتة الطائرة إلى الأجزاء الخارجية من منازلهم المشيدة حديثًا.

بين عامي 2014 و2019، قام فورا بست رحلات، بهدف التعمّق أكثر في اتجاه خزانات المياه المصممة تحديدًا على الأسطح. 

بدأت هذه الممارسة في سبعينيات القرن الماضي، واكتسبت زخمًا مع ازدهار مجتمعات الشتات البنجابية في دول مثل كندا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة. 

كما لاحظ فورا مزيجًا من أنماط العمارة الخاصة بدول مختلفة في هذه القرى، حيث استوحى أصحاب المنازل عمارة منازلهم من دول خارج الهند، ما أدى إلى مزيج رائع من تأثيرات التصميم.

تصميم شاحنة ماروتي في ميثات.Credit: Rajesh Vora/PHOTOINK

واجه فورا تحديات بداية لجهة توثيق خزانات المياه الموجودة على السطح، بسبب عدم وجود خرائط غوغل في المناطق النائية بولاية البنجاب. 

زار فورا القرى على أمل التقاط تصاميم مختلفة. وتميزت قرية دولتبور بمجموعة متنوعة من التصاميم المتنوعة في إطار واحد. 

ويشغل تفكيره مصير هذه المنازل المزخرفة بشكل فريد مع الأجيال التالية، مسلّطًا الضوء على أهمية صيانتها للحفاظ على تراثها. 

ويأمل بأن يستمر في أرشفة التراث المعماري للبنجاب، كما يبحث بفارغ الصبر عن منزل تظلّل سطحه منحوتة كاميرا.. لم يقع عليه بعد، حتى بعد رحلات مكثفة بلغ مجموعها أكثر من 3500 ميل (نحو 5632 كيلومترًا).

نشر
محتوى إعلاني