"سوزبي" للمزادات تبيع أعمالا قيمة بالتجزئة في موقعها الجديد بهونغ كونغ.. ما السبب؟

نشر
4 دقائق قراءة

محتوى إعلاني

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— تُعد جمجمة ماموث متحجرة، وأعمال مصنوعة من السيراميك يعود تاريخها إلى قرون عدة، ولوحة الفنان "بانكسي" الشهيرة التي تمزقت ذاتيًا، بين مئات المقتنيات القيّمة المعروضة في موقع دار مزادات "سوزبي" الجديد والطامح للبيع بالتجزئة، في هونغ كونغ.

وتشمل مقتنيات دار المزادات مجموعة من القطع الفاخرة موزعة على طبقتين من مركز تجاري في الحي المالي المركزي بالمدينة.

وتتراوح أسعار العناصر الموجودة في الطبقة الأولى بين 640 و6.4 مليون دولار أمريكي.

ويتميز المكان، البالغ مساحته 2،230 مترًا مربعًا، والمُصمَّم من قبل شركة الهندسة المعمارية الهولندية "MVRDV"، بسلسلة من الأقسام المتمحورة حول مواضيع معينة تؤدي إلى منطقة عرض كهفية الشكل في الأسفل.

قسم من المساحة الجديدة لدار المزادات في هونغ كونغ.Credit: Courtesy Sotheby's

ويعد المشروع أحدث مؤشر إلى أنّ دور المزادات الكبرى لا تزال تَعتبر هونغ كونغ مركزها على المدى الطويل في آسيا.

كما أنّه يدل على ثقة سوق المنتجات الفاخرة المحلية، وسط مخاوف من أن يؤثر تباطؤ الإنفاق في البر الرئيسي للصين على تجارة التجزئة الراقية في المدينة التي تتمتع بحكمٍ شبه ذاتي.

انتعاش الأسواق الفاخرة

تمتد المقتنيات الثمينة المعروضة من الأحافير التاريخية، إلى اللوحات، وغيرها.Credit: Courtesy Sotheby's

لطالما كانت هونغ كونغ مركزًا لأنشطة المزادات في آسيا. 

وتجذب مبيعات الربيع والخريف في المدينة جامعي الأعمال الفنية من جميع أنحاء القارة، لا سيما أولئك الموجودين في الصين، والذين تغريهم الواردات المعفاة من الرسوم الجمركية على الأعمال الفنية والكماليات الأخرى. 

ونمت المبيعات الصينية للأعمال الفنية، ضمنًا تلك المصنوعة في هونغ كونغ، بنسبة 9% في عام 2023، حيث استعادت المقاطعة مكانتها كثاني أكبر سوق للفنون في العالم، وفقًا للتقرير السنوي الأخير الصادر عن شركة "UBS" و"Art Basel".

وأضاف تقرير "Art Basel" و"UBS"، أنه في حين انتعش الإنفاق على السلع الفاخرة بعد رفع قيود "كوفيد-19" في مطلع عام 2023، إلا أنّ مزادات الخريف في ذلك العام كانت "أبطأ بكثير".

ومن شأن تزايد عدم اليقين الاقتصادي في الصين التي تعاني من ضعف الإنفاق وسوق العمل الراكد، التأثير بشكلٍ ضار على هونغ كونغ، وهي وجهة شعبية تقليديًا للمتسوقين الذين يرغبون بتجنب ضريبة المبيعات في البر الرئيسي. 

وفي وقتٍ سابق من هذا الشهر، أعلنت حكومة المدينة أنّها تضاعف الحد الأقصى للإعفاء من الرسوم الجمركية لزوار البر الرئيسي بثلاث مرات، أي من 689 دولارًا إلى 2،068 دولارًا) لكل رحلة، في محاولة لجذب المزيد من المتسوقين عبر الحدود.

رغم ذلك، فقد برز قطاع المنتجات الفاخرة في هونغ كونغ باعتباره قطاعًا واعدًا في ظل عدم اليقين الاقتصادي.

مركزًا لدور المزادات

تأسست دار "سوزبي" للمزادات في لندن عام 1744، وهي مملوكة لرجل الأعمال الفرنسي، باتريك دراهي، منذ عام 2019. 

وأثبتت الأسواق الآسيوية أنّها مربحة بشكلٍ متزايد لدار المزادات، فتُظهر أحدث بيانات عملائها أنّ أكثر من 28% من المزايدين على مبيعات الأعمال الفنية، التي تزيد قيمتها عن مليون دولار، يقيمون في القارة.

ونتيجةً لذلك، زادت "سوزبي" من حضورها بالمدن الآسيوية في السنوات الأخيرة، ضمنًا سنغافورة، وشانغهاي.

وسعت المؤسسة في الوقت ذاته إلى توسيع نطاق حضورها في هونغ كونغ، ليس من خلال دار المزادات التي تم الكشف عنها حديثًا فحسب، بل عبر المقر الإقليمي القريب أيضًا، والذي من المقرر افتتاحه في وقتٍ لاحق من هذا العام.

ورُغم توسيع دور مزادات منافسة أخرى لحضورها في المدينة أيضًا، مثل "كريستيز"، و"فيليبس"، إلا أنّ "سوزبي" هي الأولى بينهم في محاولتها لإنشاء مشروع تجزئة فعلي بالمدينة.

ومن المقرر أن تفتتح دار المزادات مساحة مماثلة للبيع بالتجزئة وعرض المقتنيات في باريس، في وقتٍ لاحق من هذا العام، قبل إطلاق مشروع آخر في نيويورك، عام 2025.

نشر
محتوى إعلاني