مؤرخ فني ذو عين ثاقبة يكتشف لوحة تاريخية مفقودة لملك بريطاني.. أين؟

نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تمكّن مؤرخ فني من تحديد لوحة بورتريه مفقودة للملك هنري الثامن، ملك إنجلترا بين عامي 1509 و1547، بعد رصدها في صورة نشرت على إحدى منصات التواصل الاجتماعي.

وكان الباحث البريطاني في الفنون الجميلة، آدم بوسياكيويتز، يتصفّح منصة "إكس (تويتر سابقا)، عندما استوقفه منشور من شخص يتابعه.

محتوى إعلاني

هذا المنشور كان عبارة عن صورة شاركها تيم كوكس، اللورد ملازم وركشير، وهو منصب فخري يمثّل التاج البريطاني في المقاطعة التي تقع وسط إنجلترا. وقد شوهدت خلال تجمع حفل استقبال أقيم في قاعة شاير في وارويك، مقر مجلس مقاطعة وارويكشاير.

مع ذلك، لم يأبه بوسياكيويتز للأشخاص في الصورة بقدر ما لفت انتباهه ما يوجد بالخلفية، حيث كانت معلّقة على الحائط لوحة مفقودة للملك تيودور هنري الثامن.

وفي منشور شاركه عبر مدونته خلال وقت سابق من هذا الشهر، قال بوسياكيويتز إنه كان "يتصفح (إكس) بسرعة" عندما رأى اللوحة "ذات إطار مقوّس مميز" على الحائط.

كان الإطار المميز أحد السمات التي ساعدت على تحديد اللوحة باعتبارها بورتريه مفقود للملك هنري الثامن.Credit: Adam Busiakiewicz

حينها تذكّر على الفور سلسلة من 22 لوحة بورتريه أنجزت بتكليف من قبل أحد الساسة المحليين وصانع نسيج خلال تسعينيات القرن الـ16.

وبحسب بوسياكيويتز، قام رالف شيلدون بتكليف إنجاز هذه اللوحات،  التي كانت في الغالب لملوك وملكات و"شخصيات دولية معاصرة بارزة"، من أجل تعليقها في منزله، أي ويستون هاوس في وركشير

وأوضح بوسياكيويتز أن سبب الإطار المقوس من الأعلى المستخدم للوحات يعود لأنها "أُدمجت ذات يوم في إفريز معماري برواق منزل ويستون".

وفي بيان صحفي أرسله بوسياكيويتز إلى CNN، أفاد أنّ الإطار المقوّس من الأعلى كانت "سمة خاصة بالمجموعة التي كلفها شيلدون"، في حين كان إطار اللوحة "متطابقًا مع الأمثلة الأخرى الباقية".

وأظهرت اللوحة الملك هنري حاملًا سيفًا ومعتمرًا قبعة من الريش، تمامًا كما ظهر في نقش صنعه عالم الآثار هنري شو، عام 1839.

وقد وزّعت سلسلة اللوحات لاحقًا في المزاد العلني، و"لا يزال معظمها غير مكتشف حتى يومنا هذا"، وفقًا لبوسياكيويتز.

وبعدما أعلن نظريته للعامة، زار بوسياكيويتز قاعة "Shire" في وركشير برفقة المؤرخ المحلي، آرون مانينغ، لرؤية اللوحة عن قرب. 

وكتب بوسياكيويتز في منشور لاحق بتاريخ 22 يوليو/ تموز: "اللوحة كبيرة ومتوافقة تمامًا مع اللوحات الخاصة بمجموعة شيلدون الأخرى".

المؤرخ المحلي آرون مانينغ (إلى يسار الصورة) والمؤرخ الفني آدم بوسياكيويتز في قاعة Shire في وركشير، حيث توجد اللوحةCredit: Adam Busiakiewicz

وفي عام 2018، عثر بوسياكيويتز  على لوحة صورها أحد أصدقائه خلال حفل زفاف ونشرها على "إنستغرام". وكانت الصورة تظهر لوحة حددها على أنها عمل من أنامل الفنانة الإنجليزية جوان كارليل تعود للقرن الـ17.

وقال بوسياكيويتز لـCNN: "منصات التواصل الاجتماعي مجنونة، إذ أن بعض الناس يستخدمونها لمشاهدة مقاطع فيديو للقطط ومتابعة ما يحدث في العالم، بينما ينظر أشخاص مثلي فقط إلى ما يعلّقه الناس على جدران منازلهم".

من جانبه، قال متحدث باسم مجلس مقاطعة وركشير لـCNN إنّ بوسياكيويتز ومانينغ قاما بالتواصل معهم بشأن اللوحة ورتبا للقدوم لرؤيتها.

وكتب المتحدث: "لقد شاهد آدم وآرون اللوحة في قاعة Shire، وأكدا اعتقادهما بأنها بالتأكيد إحدى لوحات رالف شيلدون".

وتابع: "منذ هذا الاكتشاف، نقلت اللوحة إلى مركز مجموعات المتحف الخاص بالمجلس للسماح بإجراء المزيد من البحث".

وأشار بوسياكيويتز لـCNN إلى أن هوية رسام اللوحة غير معروفة، ولكن مبتكر اللوحات "يُشار إليه أحيانًا باسم The Sheldon Master".

ويعمل بوسياكيويتز الآن على محاولة تحديد أصل اللوحة. وقد حصل عليها المجلس في عام 1951، مع ذلك هناك معلومات ناقصة في السجلات.

وقال: "إنّ العودة للأصل دومًا أمر شاق جدًا، لأنه يصعب في بعض الأحيان العثور عليه، خصوصًا عندما تُباع اللوحات بشكل خاص. ولكن لا شك أن هذه لوحة من مجموعة رالف شيلدون لهنري الثامن".

وأضاف: "النظر في اللوحات والصور الفوتوغرافية للوحات هو حياتي، وهو أمر ممتع للغاية، خصوصًا عندما يمكنك بطريقة ما تصحيح خطأ تاريخي. الصور التي يتم تجاهلها، والصور التي لا تحظى بالتقدير الذي تستحقه".

نشر
محتوى إعلاني