بتصاميم مدهشة.. كيف يستعد الأثرياء لحماية أنفسهم من أي خطر داهم؟

نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- هناك عدد قليل من الأمور التي يمكن أن تُخفّف من قلق فاحشي الثراء، أبرزها وجود مخبأ مُصمم تحت الأرض للحماية من أيّ مخاطر خارجية.

ففي العقارات الراقية اليوم، أصبحت المخابئ تتمتّع بتقنية عالية ومُحصّنة بشكل كبير. 

محتوى إعلاني

وقال آل كوربي، الذي يعمل في مجال الرفاهية الآمنة منذ 50 عامًا كرئيس ومؤسس لشركة SAFE، التي تأخذ من ولاية فيرجينيا الأمريكية مقرًّا لها: "شهدنا تركيزًا أكبر على الرفاهية.. إذا كنت ستتمكن من البقاء على قيد الحياة تحت الأرض، فنحن نريدك أن تستمتع بوقتك".

كوربي، الذي ساعد في تحصين منزل يتألف من 27  طبقة في مومباي للملياردير موكيش أمباني، يعمل حاليًا على بناء منزل كبير على قطعة أرض مُشجّرة تبلغ مساحتها 200 فدان، في موقع رفض الكشف عنه بالولايات المتحدة.

ومن الواضح أنه يلجأ إلى الصمت في شأن العديد من جوانب عمله.

وقال كوربي، في مقابلة عبر تطبيق "زووم"، إنّ المنزل نفسه آمن للغاية، مع وجود أبواب مقاومة للانفجارات، ونوافذ غير القابلة للكسر، وأنظمة دخول بيومترية للأبواب. 

ويشمل خندقًا مائيًا يبلغ عمقه 30 قدماً مع جسر متأرجح، ومدافع مائية قادرة على القضاء على المروحيات والطائرات بدون طيار.

ويوجد أيضًا سائلًا قابلًا للاشتعال، حيث يمكن وضعه تلقائياً على سطح البحيرة الاصطناعية، وإشعاله، لإنشاء حلقة نارية دفاعية.

وأوضح كوربي: "انظر إلى العصور الوسطى، يعتبر الخندق أحد أعظم وسائل الردع.. ولكن، لم يكن لديهم درّاجات مائية في ذلك الوقت".

صورة تعكس أحد المخابئ التي صممتها شركة "SAFE".Credit: Courtesy SAFE

"يُشبه فندق ريتز كارلتون لكن تحت الأرض"

حتى قبل خمسين عامًا، أوضح كوربي أن المخابئ التقليدية كانت تبدو مثل الفنادق الراقية، أي "مثل فندق ريتز كارلتون، تحت الأرض".

ولكن، أصبح عملاؤه الأكثر ثراءً اليوم يسخرون من مثل هذه التصاميم المتواضعة.

وأبلغ العديد من الاختصاصيين عن كثرة الاستفسارات حول المُجمّع الضخم الذي يقوم مؤسس فيسبوك، مارك زوكربيرغ، ببنائه في هاواي.

وكشفت وثائق التخطيط العامة أنه يتضمن ملجأً تحت الأرض مساحته 5 آلاف قدم مربع، مع مساحة معيشية، وغرفة نباتية وميكانيكية للحفاظ على تشغيل المخبأ، وفتحة للهروب.

ساعد آل كوربي من شركة SAFE في تحصين مسكن "أنتيليا"، المُكوّن من 27 طابقًا، في مومباي، للملياردير موكيش أمباني.Credit: Noemi Cassanelli/CNN

وقال غراهام هاريس، الشريك المؤسس في شركة SHH للهندسة المعمارية والتصميم الداخلي في لندن، أنه أيضاً يستجيب لطلبات الناس المتغيرة.

فمنذ وقت ليس ببعيد، كان العملاء يميلون إلى تحصين حمامات أجنحتهم الرئيسية.

وكانت الجدران الداخلية مصنوعة من الخرسانة، والأبواب الآمنة مصممة كي تتماشى مع تصميم المنزل الداخلي. وكان من الأفضل أن تكون قادراً على الانتقال للغرفة المجاورة ليلاً عوض الهرب إلى قبو بعيد.

وقام هاريس ببناء منزل في منطقة "هايجيت" بلندن، حيث كانت السينما عبارة عن غرفة مُحصنّة. وتشمل مصدر هواء مفلتر منفصل، وأبواب آمنة، ومطبخ صغير، ومنطقة مجهزة بالكامل يمكنها إعالة أسرة لأكثر من أسبوع.

وقرر عميل آخر أن يقوم بتحويل معرضه الفني، الذي تبلغ مساحته 3 آلاف قدم مربع، إلى غرفة آمنة، تحتوي أيضًا على مصدر طاقة منفصل.

وبالنسبة لهذا السوق، يمكن تحصين الغرف الموجودة بالفعل مقابل بضعة آلاف من الدولارات. ويمكن وضع مخابئ فولاذية جاهزة الصنع أسفل منزل جديد مقابل مئات الآلاف من الدولارات.

يهتم الأثرياء بشكل متزايد بميزات مثل أنفاق الهروب والغرف الطبية.Credit: Courtesy SAFE

ويتزايد جنون الارتياب لدى الأشخاص الأكثر ثراءً بشأن التهديدات المتعلقة بصحتهم، سواء من حيث الهجمات الإرهابية البيولوجية أو الأوبئة الفيروسية.

وأعطت جائحة كوفيد-19 دفعة كبيرة لهذا الجزء من أعمال شركة SAFE، وتُعد زوجة كوربي، نعومي، وهي ممرضة مسجلة، مسؤولة عنه. 

وبدورها، أشرفت نعومي على إنشاء غرف مُجهزة جيدًا على غرار غرف العمليات في أفضل المستشفيات، وغرف إزالة التلوث، وخزائن لمعدّات الحماية الشخصية، وصيدليات مُجهزة بأدوية الطوارئ.

وقال كوربي: "انسوا القنابل النووية، الشيء الذي يجب أن نستعد له هو الحياة الواقعية.. لقد ولّت الأيام التي يمكنكم فيها وضع حقيبة الإسعافات الأولية في مخبأ جاهز والقول بأنكم تعيشون بأمان".

نشر
محتوى إعلاني