فقدت بصرها عندما كانت طفلة..هكذا تضع شابة المكياج على وجهها

نشر
6 دقائق قراءة

محتوى إعلاني

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يُعتبر وضع المكياج من الطقوس التي يمارسها العديد من الأشخاص.

وفي مصر القديمة، كان يُعتقد أنّ وضع مساحيق التجميل تروق للآلهة، حيث كان القدماء يستخدمون ظلال العيون المصنوعة من حجر الملاكيت، وأحمر الشفاه، والكحل كدلالة على ثروتهم، ولتحويل أنفسهم إلى أعمال فنية حية.

وخلال نشأتها، كانت الكاتبة، فريا روجرز، تحبّ النظر إلى العارضات على أغلفة المجلات ببشرتهن الخالية من العيوب، وشفاههن اللامعة، وعيونهنّ المزينة بالكحل بشكلٍ مثالي.

وكانت الشابة تعتقد أنّ أختها الكبرى ساحرة، وأنّ أدوات المكياج خاصتها كانت بمثابة عصا سحرية.

وقالت روجزر: "كانت تعمل بدقةٍ شديدة دائمًا، وهو شيء لم أكن سأستطيع تقليده قط بما أنّ بصري كان يتدهور ببطء".

وجدت فريا روجرز علاقة جديدة مع المكياج.Credit: Freya Rogers

وشُخِّصت روجزر بالالتهاب المفصلي اليفعي مجهول السبب في سن الثانية، وهو مرض مناعة ذاتية يهاجم فيه الجهاز المناعي الخلايا والأنسجة السليمة عن طريق الخطأ، ما يتسبب في التهاب واسع النطاق في جميع أنحاء الجسم. 

وتؤثر هذه الحالة على حوالي 1 من كل ألف طفل في المملكة المتحدة، والذين هم دون الـ 16 عامًا.

ورغم أنّه يستهدف المفاصل بشكلٍ رئيسي، إلا أنّه يؤدي أحيانًا إلى مضاعفات في العينين والأعضاء الأخرى.

في الحالة الصحية لروجرز، أثّر المرض على عينيها، ما أدى إلى معاناتها من التهاب العنبية المزمن، وهي حالة تلتهب فيها العين بشكلٍ مستمر، وتؤدي في النهاية إلى فقدان البصر. 

صورة لروجرز خلال طفولتها.Credit: Freya Rogers

ورغم أنّ الخضوع للعمليات الجراحية والعلاج قد ساعداها في التعامل مع الالتهاب، إلا أنّ الأضرار كانت غير قابلة للإصلاح، وتسببت في النهاية بإصابتها بحالة الجلوكوما التي تزيد الضغط داخل العين، ما أدّى إلى إتلاف العصب الذي يربط الدماغ بالعينين بشكلٍ دائم، ويمكِّننا من الرؤية.

ومع تقدمها في العمر، وزيادة الضعف في بصرها، بدأت علاقتها بالمكياج وبنفسها بالانهيار.

وأفادت الشابة: "كنت أذهب إلى المدرسة مع بقع من كريم الأساس غير الممزوج أو خطوط شفاه غير متناظرة. كنت أتوق إلى الشعور بالسيطرة على حياتي، وكنت عنيدة للغاية لدرجة أنّني لم أسمح لأختي أو أمي بمساعدتي في روتين الجمال الخاص بي رُغم فقداني للبصر".

ولكي تتمكن من تقبّل واقعها المتغير، كان عليها أن تتعلم كيفية تقبّل نفسها، وتقبّل أنّها لن ترى العالم كما يراه الآخرون، وأنّ هذا أمر طبيعي. 

وقالت روجزر: "بمجرد أنّ بدأت في التصالح مع هذا الأمر، شكّلتُ علاقة جديدة مع روتين الجمال الخاص بي، واكتشفت ما يناسبني في النهاية".

وعلى عكس ما يعتقده الكثير من الأشخاص، لا يؤدي العمى إلى ظلامٍ تام، فقد يرى بعض الأشخاص الألوان والأضوء فقط، بينما يعاني آخرون من رؤية محجوبة أو رؤية طرفية محجوبة.

وعندما يأتي الأمر لحالة روجزر بالتحديد، فهي فقدت جزءًا كبيرًا من قدرتها على الإبصار في عينها اليسرى، ولا تتمتع برؤية طرفية في عينها اليمنى، وهو أمر ساء تدريجيًا على مرّ الأعوام. 

ومن جمع التبرعات للجمعيات الخيرية، إلى التخرج من الجامعة، ومزاولة مهنة الكتابة، أرادت الشابة إظهار أنّ الجميع يتمتع بالقدرة على تحقيق نفسه، لافتة إلى أنّها تستمتع بطقوسها الجمالية كأي شخصٍ آخر الآن. 

وأوضحت: "لقد تعلمت بنية وشكل وجهي، من عرض عظام الخدود، إلى طول الحواجب"، مضيفة أنّها ابتعدت عن أدوات مزج مستحضرات التجميل، حيث تستخدم أصابعها، وأدوات بسيطة فحسب.

وقالت روجزر: "اعتنقتُ حاسة اللمس بشكلٍ كامل إلى درجة أنّه يمكنني الآن وضع مكياجي بعيون مغمضة (حرفيًا). لقد أصبحت ماهرة جدًا في فن وضع المكياج، لدرجة أنّ أصدقائي المبصرين باتوا يطلبون النصائح منّي".

الالتزام بقاعدة غير ثقيلة

قبل أن تفهم الكثير عن كريم الأساس، كانت روجرز تشتري زجاجة تلو الأخرى من أي منتج بـ"تغطية كاملة"، ولكنها كانت تجعل الأماكن التي تغفل عنها واضحة بشكلٍ مؤلم. 

وشرحت: "الآن، عندما أضع كريم الأساس، أختار منتجات ذات تغطية شفافة أو تلك التي يمكنني الإضافة إليها".

مكياج العيون الدخاني

اعتادت روجزر على تجنب وضع مكياج العيون لأنّ الدقة لم تكن من نقاط قوَّتها.

ولكن العيون الدخانية منحتها الحرية في تجربة مظهر مختلف من دون الشعور بضرورة التقيّد بالدقة.

الكريمات بدلاً من البودرة

عندما كانت روجرز تستخدم منتجات البودرة، كانت تميل للمبالغة بما أنّها لم تستطع رؤية الكمية التي تضعها على وجهها، أو حتّى الشعور بها. 

والآن، يمكنها تحقيق إطلالة طبيعية بدقة لسهولة الشعور بكمية المنتج على وجهها عند استخدام الكريمات.

وأوضحت: "في حال قمت بوضع كمية كبيرة جدًا، أجد أنّه من الأسهل مزج الكريمات".

التقبّل

تعلمت روجرز الكثير من الأشياء بفضل علاقتها بالمكياج، ولكن الدرس الأكثر أهمية بالنسبة لها هو أنّه لا بأس من تقبل وجهك.

وأكّدت الشابة: "في عالمٍ مشبع بالوجوه المثالية ومعايير الجمال الصارمة، من السهل الوقوع في فخ المقارنة. ولكن من المهم تذكّر أنّك شخص فريد من نوعه، ولا يوجد أحد آخر يتمتع بجوهرك".

نشر
محتوى إعلاني