رسالة حب لنساء لبنان.. صور تعكس قوتهن وصمودهن المهيب رغم الحرب والدمار

نشر
4 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- "شهدت غزو إسرائيل إلى لبنان في العامين 1982 و2006، وما زلت أعيش حالة من الصدمة بسبب ذلك"، هذا ما قالته المصورة اللبنانية، رانيا مطر، في مقابلة مع موقع CNN بالعربية.

واليوم، يواجه لبنان الحرب مجدّدا. ولكن، يبدو الوضع أكثر سوءًا من المرّات السابقة.

محتوى إعلاني

وأوضحت مطر: "لا أستطيع أن أتخيّل ما يمرّ به الناس حاليًا.. من الصعب متابعة الأخبار من الخارج، والقلق بشأن بلدي وشعبي وعائلتي.. آمل أن ينتهي هذا الكابوس قريبًا".

وفي العام المقبل، أي عام 2025، ستُصادف الذكرى الخمسين لاندلاع شرارة الحرب الأهلية بالبلاد.

بترا، بيروت، لبنان، 2021Credit: Rania Matar

تدهورت أوضاع لبنان بوتيرة سريعة خلال السنوات الأخيرة، خاصة مع وقوع انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس/ آب 2020، ما تسبب بدمار البلاد ودخولها في حالة انهيار اقتصادي.

ومع ذلك، وجدت مطر الأمل والإلهام بالنساء المتطوعات في إعادة إعمار البلاد. وبدلًا من توثيق الحُطام، اختارت التركيز على حضورهن المهيب، وقوتهن، وصمودهن وسط الظروف الصعبة.

في البداية، أطلقت مطر على سلسلتها الفوتوغرافية عنوان "Where Do I Go?"، أي "إلى أين أذهب؟"، لأن العديد من النساء كنّ في حيرة من أمرهن حول مصير حياتهن.

وكان السؤال.. هل تبقين أو تُغادرن لبنان؟

تطوّر مشروع المصورة الفوتوغرافية نتيجة استمرار تعاونها مع هؤلاء الشابّات. ولاحظت أنّ انفجار المرفأ كان جزءًا من تاريخ البلاد، الذي حكمته الصراعات لمدة تُقارب الـ50 عامًا.

وبذلك، تحوّلت السلسلة إلى مشروع طويل الأمد، وغيّرت عنوانها إلى "50 Years Later – Where Do I Go?"، أي "بعد 50 عامًا – إلى أين أذهب؟".

بترا، الجميزة، بيروت، لبنان، 2022Credit: Rania Matar

كل صورة في هذا العمل تحمل قصة.. وكلّ قصة تروي ما يحدث في لبنان.

نساء لبنان القويات

وجدت مطر وشابة تدعى شيرمين هذا المبنى بالقرب من المكان الذي نشأت فيه. وكان مُدمّرًا كحال العديد من المناطق الأخرى بلبنان. ولكن، تطابقت ألوانه صدفة مع ما كانت ترتديه شيرمين بالضبط.  

وقالت المصورة اللبنانية الفلسطينية، وهي تُقيم في الولايات المتحدة: "هنا تبدو قوية ومسيطرة.. ولا تقف بجانب الأنقاض فحسب، بل تتفاعل وتعيش مع الدمار كغيرها من الشابات". 

شيرمين، بيروت، لبنان، 2022Credit: Rania Matar

الجيل الشاب في احتجاجات لبنان

أوضحت المصورة اللبنانية الفلسطينية أن شابة تُدعى فرح كانت جزءًا من الجيل الشاب الذي قام باحتجاجات في لبنان خلال الانتفاضة الشعبية، التي بدأت في شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2019، مطالبين بالتخلص من الحكومة "الفاسدة".

وقالت: "كانت هناك بعض المجموعات التي تحاول تقويض الاحتجاجات، وأحرقت سيارة فرح.. تعاونا سويًا لتخليد اللحظة قبل إرسال السيارة إلى مكبّ النفايات".

فرح، عبيه، لبنان، 2020Credit: Rania Matar

التقطت مطر صورة لشابة تُدعى آية في أحد المباني المهجورة بمنطقة الجميزة، التي تأثرت بشدّة جرّاء انفجار مرفأ بيروت. وهناك، توجد لوحة جدارية لأشخاص يرقصون. وتفاعلت آية مع اللوحة ورقصت أمامها وهي مرتدية اللون الأبيض بالكامل.

آية، بيروت، لبنان، 2022Credit: Rania Matar

وتُعدّ هذه السلسلة الفوتوغرافية بمثابة مصدر إلهام كبير للمصورة اللبنانية الفلسطينية، إذ جعلتها ترى جمال لبنان الفريد رغم الحطام. 

وأوضحت: "العمل شخصي.. ورغم أنّه يُركّز بشكل خاص على لبنان، إلّا أنّه يُمثّل ما يحصل في العديد من بلدان الشرق الأوسط".

مايا، بيروت، لبنان، 2024Credit: Rania Matar

وأشارت مطر إلى أن "الصور قد لا تُقدّم أي إجابات أو حلول، لكنّها تأمل بأن تستطيع إبراز "قوتنا، وجمالنا، وإبداعنا، وإنسانيتنا للأشخاص الذين يرون هذا العمل"، مؤكدة أنها "رسالة حب لنساء لبنان".

مريم، رملة البيضاء، بيروت، لبنان، 2021Credit: Rania Matar

ولا يزال العمل قيد التنفيذ، ولم يُعرض كسلسلة كاملة حتى الآن. ولكنّه حاز على العديد من ردود الفعل الإيجابية.

ويُذكر أن المشروع حصل على جائزة Leica Women Project Award"" في عام 2022، وكان من المشاريع المرّشحة النهائية لجائزتي "Oskar Barnack Award" و"Arnold Newman Photography Prize" في عام 2023.

نشر
محتوى إعلاني