تطبيق "صراحة".. سعودي المنشأ يجتاح أمريكا والعالم
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- هل رغبتم يوماً بمعرفة رأي الناس بكم بكل صراحة ودون خوف من محاسبة مدرائكم أو معاداة أصدقائكم؟
هذه كانت الفكرة التي راودت السعودي زين العابدين توفيق عندما قرر تأسيس موقع "صراحة" أثناء عمله لإحدى الشركات التي اجتمعت بموظفيها لأخذ أراء الموظفين والعمل بها.
وقد بدأ موقع "صراحة" بتوفير منصة للمستخدمين العرب للتعبير عن آرائهم حول شخص أو قضية ما بشكل مجهول، يسمح لهم بالتعبير عن آرائهم دون الكشف عن هويتهم، وبخطط للتوسع عالمياً مستقبلاً، مع أن توفيق يتوقع أن ينتشر صيت الموقع بتلك السرعة.
فمنذ إطلاق الموقع باللغة العربية في ديسمبر/كانون أول عام 2016، حظي بـ 30 مليون زائر في فبراير/شباط عام 2017، أي خلال ثلاثة أشهر فقط.
واليوم يحتل تطبيق صراحة" المركز الثالث على قائمة التطبيقات الأكثر تحميلاً في الولايات المتحدة الأمريكية عبر متجر تطبيقات "App Store" التابع لشركة "آبل" بأغلبية من المستخدمين من الولايات المتحدة تبلغ نسبتهم 15 في المائة، ويتوفر التطبيق اليوم بعشر لغات: العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية واليابانية والبرتغالية والصينية المبسَّطة والإسبانية والتركية.
لذا عاود توفيق الاتصال بصديقه في فترة الدراسة الجامعية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ليشاركه هاني الزهراني في تأسيس التطبيق المخصص للهواتف الذكية ونقل الموقع للمستخدمين باللغة الأجنبية في يونيو/حزيران عام 2017، وخلال شهرين فقط، بلغ التطبيق المرتبة الأولى بين أكثر التطبيقات تحميلاً في ما يزيد عن ثلاثين دولة.
وأشار مؤسسا موقع "صراحة"، في مكالمة هاتفية مع CNN بالعربية، إلى أنهما بدآ في السعودية نظراً لوجود اتصالاتهما هناك، ليريا بأن المنصة مخصصة لنشر التعليقات "البنّاءة"، بهدف "تنمية الذات واكتشاف طرق لمواجهة المشاكل وتحسين الناس لأنفسهم."
من أمريكا للعرب.."منبر" لرواد أعمال يجدون أرضاَ خصبة في تونس
حقائق سريعة عن "صراحة"
"صراحة" تتعرض لجلسة صريحة
لكن البعض لم يشارك المؤسسَين الشابين رأيهما، فرغم الترحيب الهائل الذي شهدته المنصة، إلا أن بعض المستخدمين شككوا بالفائدة المرتّبة على استخدام التطبيق، بل وصفها البعض بأنها تمنح "أداة" لبعض المستخدمين للجوء إلى العنف اللفظي ومضايقة المستخدمين.
ورداّ على هذه التعليقات قال توفيق إن "صراحة لا يختلف بكونه وسيلة اجتماعية شبيهة بفيسبوك أو تويتر،" مضيفاً بأن التعليقات السلبية ستتوفر في كل الأحوال، وأن القائمين على التطبيق يستخدمون "إجراءات معيّنة" لمنع انتشار بعض المصطلحات.
وأشار توفيق والزهراني إلى استخدام ما أسمياه بـ "Sarahah Index" وهو مؤشر بخمسة قلوب يدل على رأي المستخدمين برسائل انطلقت من حساب معين، دون التعرف للشخص المرسِل طبعاً، إذ يتاح لمستقبِل الرسالة تقييم المرسِل بالضغط على رمز "القلب" المتضمّن في الجزء السفلي من الإطار المحيط بالرسالة، وهذا سينعكس على حساب المرسِل بتقييم إيجابي.
وأما الحسابات التي لا تحظى برد إيجابي أو تلك التي يطلب مستخدم حجب رسائلها عنهم، ستختفي فوراً، وفي حالة تلقي حساب واحد لأكثر من طلب لحجبه، فإن فريق خدمة الزبائن سيراجع الحساب لحذفه تماماً من التطبيق والموقع، وفقاً لما ذكره المؤسسان.
هل ستستخدم "الواتساب" بعد تجربة هذا التطبيق العربي؟
الخطط المستقبلية
ذكر كل من توفيق والزهراني رغبتهما في التوسع لدول أخرى بتطبيق "صراحة"، بالإضافة إلى تحسين تجربة المستخدمين مع التطبيق و"التبنّي الإيجابي" للتطبيق من قبل مختلف الشركات والمنظمات.
وعبّر المؤسسان عن رغبتهما في توسيع الفريق الذي يشملهما كموظفين برفقة مساعدة لهما من فرق تعمل بدوام جزئي.
كما أشارا إلى رغبتهما بالحصول على تمويل، ووجود مخططات للتعاون مع "جهات" تعمل في "سيليكون فالي" بمدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الأمريكية، والتحول إلى شركة تملك ما يعرف باسم "رأس المال المخاطِر" بالولايات المتحدة، وهو نوع من التمويل المخصص للمشاريع في أولى مراحلها يحصل فيها المستثمرون على عائد أو حصص من الشركة التي يستثمرون بها، أما مبدأ "المخطرة" هنا فيتعلق بأحقية المستثمر لسحب أمواله كيفما كانت حالة الشركة.