خبيرة تغذية: العولمة والقنوات الفضائية أفسدتا الإفطار المغربي الصحي

نشر
4 دقائق قراءة
Credit: ABDELHAK SENNA/AFP/GettyImages

الرباط، المغرب  (CNN)-- لعل الطبخ المغربي التقليدي يستمد شرعية شهرته وتصنيفه العالمي من تنوّع النكهات فيه وتعدد الأطباق التي ترضي جميع الأذواق، والتي يمكن اعتبارها أيقونات للثقافة المغربية، إذ تجلب سنوياً عدداً هائلاً من السياح من كل أقطار العالم. لكن ما يغفل عنه الكثير من الأشخاص، هو مدى فائدة غالبية أطباق هذا المطبخ الشهير على الصحة وحجم الطاقة التي يُزود بها الجسم.

محتوى إعلاني

ومن أكثر المواسم التي تتجلى خلالها فوائد الطبخ المغربي الأصيل، شهر رمضان، وخصوصاً أن امتناع المغاربة عن الأكل منذ مطلع الشمس إلى مغربها كغيرهم من المسلمين، يدفعهم إلى الإسراف في تحضير مأدبة الإفطار، حيث يحرصون على تنويع الأكلات وتمييزها عن باقي موائد الطعام طيلة السنة.

لكن مظاهر الإسراف هذه، كانت ليس منذ زمن بعيد، غير بارزة لدرجة تسليط الضوء عليها، وخصوصاً أن مكونات مائدة إفطار المغاربة كانت متنوعة بالفعل لكنها محدودة، بحسب ما شرحته الاختصاصية المغربية في علم التغذية، أسماء زريول، لموقع CNN  بالعربية، موضحة أن الإفراط في الأكل والتنويع بين المالح والحلو من العادات الدخيلة على العادات الرمضانية المغربية، مؤكدة أن مائدة المغاربة كانت تضم بشكل رئيسي حساء الحريرة والزميطة وحلوى الشباكية بالإضافة إلى المعجنات.

أما بعض الأطعمة والمواد الغذائية الأخرى، التي تطغى حالياً على ما تم ذكره، فهي دخيلة على العادات الغذائية المغربية الرمضانية، بحسب ما توضحه زريول، التي رأت أن العولمة وبرامج وقنوات الطبخ الكثيرة هي الأسباب الرئيسية في إدخال أطباق مثل البيتزا أو غيرها من المأكولات على موائد الإفطار التقليدية في رمضان.

وأكدت الخبيرة أن المائدة المغربية متميزة عن باقي الموائد الرمضانية العربية، كونها تلبي احتياجات جسم الصائم في أغلب مكونّاتها، وذلك بفضل احتوائها على التمور التي تمنح الجسم الطاقة التي يحتاجها، ثم شوربة الحريرة التي تزوده بالماء وطاقات غذائية كثيرة بالنظر لاحتوائها على الخضار والنشويات والقطاني.

وفي خضم الحديث عن العادات الغذائية المغربية خلال شهر الصيام، وانعكاسها على صحة الصائم، اعتبرت زريول أن بعض السلوكيات الغذائية الجديدة التي أتت كنتيجة للعولمة أيضاً، أضحت سبباً رئيسياً في زيادة الوزن في رمضان، مشيرة إلى أن أشهرها وأخطرها الخلط بين الحلو والمالح في وجبة الإفطار، كطريقة أسرع لكسب كيلوغرامات إضافية في وقت وجيز، بالإضافة إلى تناول وجبات دسمة ما بعد الإفطار وانعكاسها السلبي على عملية الهضم.

ومن العادات السيئة والدخيلة على الإفطار المغربي التقليدي، أطباق السمك المقلي، الذي يُعتبر عادة سلبية غير صحية، وضرور استبداله بالأسماك المشوية. وأوضحت زريول أن المائدة المغربية خلال رمضان تستبعد في بعض الأحيان الخصار، التي يمكن إضافتها إلى أطباق السمك، أو تناولها على شكل سلطات.

ونصحت خبيرة التغذية الصائمين بالتركيز على الحليب ومشتقاته، والتقليل من العصائر خاصة إذا كانت تحتوي على مادة  السكر، مشيرة إلى أن الأكل يجب أن يكون في أوقات محددة ليحافظ الصائم على صحة بدنه، ولتفادي الضغط على الجهاز الهضمي والتسبب بأضرار. وبما أن عدد ساعات الإفطار قليلة، فمن المفضل بحسب زريول، تناول وجبتين فقط –الإفطار والسحور-  على أن يتناول الصائم بينهما وجبة خفيفة عبارة عن سلطة فاكهة أو خضار.

وشددت خبيرة التغذية على ضرورة التزام المرضى الصائمين لنصائح الأطباء، معتبرة أن عدم إطاعة أوامر الأطباء هو بمثابة انتحار بطيء، فضلاً عن انعكاساته الخطيرة على الصحة، خاصة بالنسبة لمرضى القلب أو السكري الذين يمتنعون عن الأكل وهم مطالبون باتباع حميات غذائية وأدوية خاصة.

نشر
محتوى إعلاني