في ليلة القدر.. طقوس الخطوبة في تونس تفرض على الرجل شراء هدية لخطيبته
تونس (CNN)— ترتبط ليلة القدر في تونس لدى الكثير من العائلات التونسية بمناسبة فريدة تعرف باسم الموسم (بضم الميمّ)، وهي تقليد قديم يهمّ العروسين اللذين مازالا في فترة الخطوبة، في هذا اليوم يتوّجب على الرجل تقديم هدية قيّمة لخطيبته كعربون محبة وإخلاص لها، ورغم أن البعض مازال متمسكا بها إلا أن الأعوام الأخيرة كشفت أن هذه العادة بدأت تسير نحو الإندثار.
وفي هذه المناسبة، تستضيف عائلة الفتاة المخطوبة عائلة الخاطب على العشاء ليقدّم خلالها العريس هديته إلى عروسه المستقبلية، وتختلف قيمة الهدايا حسب تقاليد كل جهة وحسب الإمكانيات المادية لكل شخص، فمنهم من يهدي قطعة مصوغ أو ملابس فاخرة وعطورات ومنهم من يفضل إهداء إحدى الأجهزة المنزلية أو بعض المفروشات بهدف مساعدة الفتاة على إعداد جهازها.
وتعتبر سمية بن مفتاح، فتاة متخرجة حديثا من الجامعة و التي تستعد لهذه المناسبة، أن هذه العادة ضرورية في علاقة الخطيبين قبل الزواج ولا يجب تجاوزها في فترة الخطوبة نظرا لأهدافها النبيلة خاصة أنها تأتي في شهر رمضان وفي ليلة القدر المباركة، مؤكدة على ضرورة التمسك بها لأنها فرصة لتدعيم الروابط الاجتماعية بين العائلات وتعزيز مكانة الشاب والفتاة المخطوبين لدى العائلتين.
وأفادت في تصريح لـCNN بالعربية أنها اتفقت مع خطيبها أن يشتري لها هذا العام طقم أواني من الكريستال لأنها تستحقه ضمن جهازها، موضحة أن الفائدة ليست في القيمة المادية للهدية بل في الحركة ذاتها ودلالاتها وأثرها على العلاقة بين الزوجين المستقبليين، مضيفة أن جل الهدايا التي وفرها لها خطيبها سيجدها في بيته بعد الزواج.
وختمت قائلة:" يجب على الفتايات استغلال فترة الخطوبة للحصول على الهدايا لأنه بعد الزواج لا أعتقد أن هذا الأمر سيتواصل".
من جانبه يرى نبيل الماجري، عامل بفرنسا، أنه لا يجد أي إشكال في توفير هدية الموسم لخطيبته خاصة أنه ينتمي لعائلة تصر على ضرورة الحفاظ على هذه العادة، موضحا أن المشكل يبدأ عندما تشترط الفتاة هدية باهضة الثمن أو تتدخل عائلتها في الاختيار.
وأكد في تصريح لـCNN بالعربية أنه يجب أن تكون الهدية باتفاق بين الطرفين تراعى فيه بدرجة أولى ظروف الرجل الذي سيشتريها وبدرجة أقل حاجة الفتاة لها.
ورغم إصرار البعض من الشباب وعائلاتهم على الحفاظ على هذه العادة واعتبارها من الأشياء الضرورية في فترة الخطوبة، تخلّى البعض الآخر عليها بدعوى أنها أصبحت من الماضي ولا تنطبق على العصر الحالي.
قيس العريبي صاحب شركة للمواد الغذائية يقول إن هذه العادة قديمة ومن الماضي الذي كانت فيه العائلات التونسية لا تسمح بالتقاء البنت مع خطيبها خارج المنزل وبالتالي تكون مناسبة الموسم فرصة للخطيب لزيارة عائلة خطيبته ورؤيتها وتقديم الهدايا لها وارتبطت غالبا بالمناسبات الدينية خاصة في شهر رمضان.
وأضاف لـCNN بالعربية قائلا "الآن تغير الأمر واختلفت المعطيات وأصبح بإمكان الفتاة الخروج مع خطيبها والتسوق معه وأنا شخصيا أشتري لخطيبتي الهدايا في كل وقت ولا أنتظر المناسبات الدينية أو غيرها، ثم لا يجب أن ننسى أن هناك العديد ممّن غير قادر على ذلك يجب مراعاة ظروفهم، لأنه أهم شيء في العلاقة بين الخطيبين هو التفاهم والاحترام والحب المتبادل وليست الهدايا".