الإفطار الخيري في الجزائر.. عندما يساهم فيسبوك في نشر ثقافة التضامن

نشر
3 دقائق قراءة
تقرير حمزة عتبي
Credit: DR

الجزائر (CNN)—   تنتشر في الجزائر، في شهر رمضان تحديدا، صور التكافل والتراحم بين أفراد المجتمع من خلال العديد من النشاطات التضامنية والخيرية كـ"الإفطار الجماعي"، الذي تنظمه بعض الجمعيات الناشطة في المجال الخيري لفائدة الأسر المعوزة والفئات المحرومة، بيد أن هذا التقليد (الإفطار الجماعي) هناك من يراه إرثا تاريخيا والبعض الآخر يرى أن الإعلام عزز من انتشاره إضافة إلى المنافسة بين الناشطين في هذا المجال.

محتوى إعلاني

ويلعب الإعلام المحلي وكذا شبكات التواصل الاجتماعي دورا مهما في إبراز مثل هذه النشاطات الخيرية التي تتنافس عليها الجمعيات سواء المؤطرة في إطار رسمي أو تلك التي تشكلت عبر الفضاء الأزرق "الفايسبوك"، وتلقى هذه النشاطات إقبالا كبيرا وتضامنا شعبيا من طرف المجتمع الجزائري وذلك بالمساهمة عبر تقديم المساعدات المادية والمعنوية لتمكين هذه التنظيمات من توصيلها إلى العائلات المحتاجة.

محتوى إعلاني

وفي هذا الشأن يقول الصحفي عبد الهادي  خربوش الذي يُعد برنامج "إفطار مع "، إنه خلال السنوات الأخيرة أخذ مجموعة من الشباب على عاتقهم ضرورة ترقية و بناء مجتمع قوي و متماسك و متراحم من خلال مختلف الأنشطة الخيرية و الأعمال التطوعية و التحسيسية الهادفة التي يقومون بها وهذا ما وقفت عليه عن قرب خلال تغطيتي الإعلامية.

وتتصدر المشهد الخيري في الجزائر عدة تنظيمات على غرار "ناس الخير"، وهي عبارة عن تكتل مجموعة الشباب الجزائري، ظهر سنة 2009، حول العمل التطوعي انطلاقا من شبكة التواصل الاجتماعي، وكذا الجمعية الخيرية "كافل اليتيم" وهي تنظيم رسمي متخصص في خدمة ورعاية الأيتام.

وأطلقت جمعية "ناس الخير" برنامجا خاصا في رمضان تحت مسمى"أجي تفطر" و هو مشروع إفطار جماعي لعابري السبيل و المعوزين يهدف لتشجيع و إعادة بعث الأخوة بين أفراد المجتمع، بينما تقوم جمعية "كافل اليتيم" هي الأخرى بتنظيم إفطار جماعي لليتامى والأرامل، كان أخرها الإفطار المنتظم بملعب مصطفى تشاكر بولاية البليدة بهدف تقوية الروابط الاجتماعية وإرساء قيم التكافل بين مختلف أطياف المجتمع، وفقا لما صرحا به لشبكتنا.

ويعود انتشار تقليد الإفطار الجماعي حسب الأمين الولائي لجمعية كافل اليتيم بالبليدة علي شعواطي، لتأثير الإعلام و مختلف وسائل التواصل الاجتماعي اللذان ساهما بشكل كبير في انتشاره، في حين اعتبره الأمين العام لناس الخير منير غربي، إرث تاريخي من التقاليد التي كانت تتجسد في عمليات "الوزيعة" و عملية أخرى تسمى "التويزة".

أما الصحفي خربوش، في حديثه لـ CNN بالعربية، يؤكد أن قوة المجتمع الجزائري من خلال صور التعاون و التضامن التي يتميز بها جعلت هذه الظاهرة تأخذ في الانتشار إلى جانب المنافسة بين المجموعات الخيرية من جهة و المنافسة في مد يد المساعدة و التمويل بين المحسنين من جهة أخرى كلها عوامل جعلت هذه الظاهرة تتجذر أكثر فأكثر في  المجتمع الجزائري.

نشر
محتوى إعلاني