بيوت الشباب المزدهرة بإيران .. هل هي أحدث صيحة سياحية في البلاد؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عندما تفكر بإيران، قد يكون وجود بيت شباب (Hostel) فيها آخر ما يخطر على بالك. ولكن، هذا بالضبط ما يهدف بيت الشباب "See You in Iran" إلى تغييره، فهو يرغب في تبديل "الصورة السلبية" عن إيران لدى المسافرين.
ولطالما منعت العديد من العوامل، وخصوصاً السياسية منها، ازدهار السياحة في إيران، وفقاً لما قاله مدير بيت الشباب "See You in Iran"، سالوم مغادام، في مقابلة مع موقع CNN بالعربية، مشيراً إلى أن هذه الأوضاع تحسنت خلال الأعوام الـ3 الماضية، إذ "ينعكس ذلك من خلال وجود رحلات مباشرة إلى إيران، وإصدار البلاد لتأشيرات الدخول فور وصول الزوار إليها".
وفي ظل هذه التغيرات الإيجابية، وُلدت فكرة بيت الشباب "See You in Iran"، بهدف "خلق مساحة ملموسة، يلتقي المسافرون والسكان فيها، في العالم الحقيقي بدلاً من العالم الافتراضي فقط"، وفقاُ لما ذكره مغادام.
وافتتحت البيت مجموعة "See You in Iran"، وهي منصة اقتصادية، واجتماعية، وثقافية.
ويقع النُزل، الذي اُفتتح في ديسمبر/كانون الأول عام 2016، في وسط طهران، وهو يُعتبر أول بيت شباب مُسجل قانونياً في إيران، بحسب ما قاله المدير.
وعمّا يتميز به هذا البيت بالمقارنة مع النُزُل الأخرى، فهو الجو الاجتماعي، حيث أنه مُصمم بطريقة تعزز التواصل والتفاعل بين الأشخاص. ويتبين ذلك من خلال المساحات والمناطق المعيشية المشتركة فيه.
وإضافةً إلى أماكن الإقامة، يتضمن البيت مقهى متعدد الوظائف، وساحة خضراء يمكن للضيوف الاستجمام فيها وتناول الفطور، واللعب مع القطط بعيداً عن صخب طهران، وفقاً لمغادام.
وأضاف المدير قائلاً: "بحسب علمي، إن بيتنا الشبابي هو الوحيد الذي يفتح أبوابه أمام الإيرانيين المحليين لقضاء الوقت في المقهى مع المسافرين، والانضمام إلى الفعاليات الثقافية لبيتنا، وتناول الشراب والطعام، والتواصل وجهاً لوجه".
وتكمن أهمية هذه المقابلات التي تتم وجهاً لوجه في تغيير آراء المحليين بالقدر ذاته التي تتغير فيها آراء المسافرين، إذ يعتقد مغادام أن المساحات العامة للالتقاء والدردشة هي "مفقودة بدرجة كبيرة في بلادنا".
ومن خلال الموظفين الودودين المستعدين للإجابة عن أسئلة الضيوف، وتقديم نصائح السفر، يحاول بيت الشباب توفير "تجربة أكثر عمقاً، بدلاً من مجرد رحلة عادية لمشاهدة المعالم".
ومع أن البيت يرحب بالجميع بغض النظر عن العمر، والجنسية، والجنس، إلا أن الأرقام تبيّن أن الجزء الأكبر من الضيوف، هم في مرحلة العشرينيات أو الثلاثينيات من العمر، وغالبيتهم يأتون من الدول الأوروبية.
ويرى مغادام أن أعداد بيوت الشباب تتزايد في إيران، ما يعكس ازدهار السياحة خلال فترة قصيرة من الزمن.
ورغم ذلك، لا يزال مغادام غير واثق من مستقبل السياحة في إيران على الإطلاق، وخصوصاً بسبب القيود، إذ قال إن "المسافرين يشككون مرة أخرى حول ما إذا كانوا يرغبون في السفر إلى إيران أو لا".
وأكد مغادام أن "المستقبل غير واضح، وما هو مجهول بشكل أساسي يخيف الناس، ومن الأسهل الابتعاد عنه، أليس ذلك صحيحاً؟"