ما الذي يميز النبيذ الأذربيجاني وما التقلبات التي مر بها على مدى مئات السنين؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عندما تفكر في النبيذ، من المؤكد أن عناقيد العنب اللذيذة من كروم العنب الإيطالية ستكون أول ما يخطر في بالك. ولكن، هل سبق أن فكرت في مذاق النبيذ الذي يأتي من بأذربيجان؟
وتنتشر العديد من الحانات في مختلف زوايا العاصمة الأذربيجانية، باكو. ولكن، إذا أردت الاستمتاع بالنبيذ المحلي، فقد تكون حانة "كيفلي" للنبيذ (Kefli Wine Bar) المكان المناسب لتبدأ منه، فهو يقدم النبيذ الأذربيجاني فقط.
وكان المؤسس الشريك للحانة، رائد الأعمال المقيم في باكو، روفات شيرينوف، قد اكتشف عالم النبيذ الأذربيجاني بعد عودته من العيش خارج أذربيجان لمدة 12 عاما.
وقال شيرينوف في حديثه مع موقع CNN بالعربية: "لقد تفاجأت من روعتها. ولكن، لم يكن هناك مكان يقدم النبيذ الأذربيجاني بفخر بصفته منتج فريد للمحليين والأجانب"، الأمر الذي دفعه إلى تأسيس حانة "كيفلي".
وفي حديثه عما يميز النبيذ الأذربيجاني عن غيره، أشار شيرينوف إلى أن النبيذ الأحمر بأذربيجان، على سبيل المثال، يعد أكثر قوة، وأكثر ثراءً من ناحية النكهة، ويعود ذلك إلى عدم إزالة قشر العنب.
وفي البداية، لم يتقبل الأشخاص فكرة الحانة، إذ أنهم اعتبروها "غير عقلانية ومضرة للتجارة"، وفقاً لما قاله شيرينوف.
ولكن بعد نجاح حانتهم، غيّر الأشخاص آرائهم، كما افتتح آخرون حانات تركز على النبيذ المحلي، تماماً مثل حانة "كيفلي".
ويرى شيرينوف أن النبيذ الأذربيجاني أصبح من بين المنتجات الأكثر شعبية بين السكان المحليين الآن، مضيفاً إلى شراء العديد من الأذربيجانيين النبيذ المحلي كهدية تذكارية لأصدقائهم الذين يعيشون خارج البلاد.
وقال شيرينوف إن ما يميز النبيذ الأذربيجاني أيضاً هو تاريخه، لكونه حافلاً بالعديد من التقلبات، فقال: "تُعتبر أذربيجان مهد صناعة النبيذ، ولذلك، كان النبيذ شائعاً جداً بين الأشخاص قبل انتشار الإسلام".
وبعد فترة من الحظر، بدأ إحياء صناعة النبيذ في النصف الأول من القرن التاسع عشر لدى مجيء الألمان إلى أذربيجان، حسب ما قاله شيرينوف.
وبعد مواجهة أزمة أخرى أثناء الاحتلال السوفييتي، بدأت مرحلة أخرى من إعادة إحياء هذه الصناعة في الستينيات.
وأشار شيرينوف إلى أن الفترة الأخيرة هي بمثابة فترة إحياء أخرى لصناعة النبيذ بأذربيجان، إذ تبنت الحكومة خطة من شأنها دعم صناعة النبيذ في البلاد.