جسر "السفينة العائمة".. مشروع ضخم في إيطاليا يقترب من الانتهاء بظل فيروس كورونا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- رُفع الجزء الأخير من جسر جديد وضخم فوق وادي بولسيفيرا بإيطاليا هذا الأسبوع، ما يُشير إلى الانتهاء الوشيك لمشروع هندسي رائع.
ويُعد هذا الجسر بمثابة شريان مروري مهم لشمال إيطاليا، فهو يربط جانبي مدينة جنوة، ويخدم مينائها التجاري المهم، إضافةً إلى كونه جزءاً من الطريق السريع الأوروبي "E80" الذي يربط إيطاليا بفرنسا.
والأهم من ذلك، بُني الجسر في مكان وقوع مأساة، فهو يستبدل هيكل جسر "موراندي" الذي انهار في 14 أغسطس/آب من عام 2018 ليقتل 43 شخصاً.
وبُني الجسر بسرعة، مع القيام بأصعب العمليات وسط أسوأ حالات تفشّي جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" في أوروبا.
ومع ذلك، يقف الجسر، الذي يزيد طوله عن كيلومتر واحد، على ارتفاع 45 متراً فوق الوادي ليبدو وكأنه سفينة تطفو في السماء.
وقال مصمم الجسر الجديد، رينزو بيانو، لـCNN: "جنوة هي مدينة لصناعة السفن، ولذلك، ليس من الغريب جعل الجزء السفلي من الجسر يبدو مثل هيكل سفينة".
التئام جرح
وفي حفل محدود النطاق بسبب الإغلاق الذي لا يزال سارياً في أنحاء البلاد، قال رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي إن الجرح التئم، ومع ذلك، فسيكون جرحاً لا يمكن الشفاء منه بشكل تام أبداً.
وانتهى بناء جسر "موراندي" القديم، الذي سُمي تيمناً باسم المهندس الذي صممه، ريكاردو موراندي، في عام 1967.
وكان الجزء الأكبر من الجسر مصنوعاً من الخرسانة بدلاً من الفولاذ بسبب نقص إمدادات إيطاليا من هذا المعدن آنذاك.
وكانت الأسلاك الفولاذية التي تدعم سطح الجسر مغطاة بالخرسانة أيضاً، وكان هيكله يفتقر لأي جانب يمنع الإنهيار في حال فشله.
ولا يزال السبب المحدد وراء الإنهيار قيد التحقيق، ولكن تم تحديد التآكل، وعيوب البناء، والصيانة والتصميم غير السليم كعوامل ُمساهمة.
ولم يستخدم تصميم بيانو الأسلاك تماماً، وجسره عبارة عن عارضة فولاذية مدعومة بـ18 رصيفاً مدعوماً بالخرسانة المسلحة، والتي تبعد عن بعضها البعض 160 قدماً، ما عدا الأرصفة الثلاث المركزية التي تبعد عن بعضها البعض 320 قدماً.
عمل بدون توقف
بُني الجسر من قبل شركة البناء الإيطالية "Salini Impregilo"، وشركة بناء السفن المملوكة من قبل الدولة "Fincantieri".
وكلّف المشروع حوالي 220 مليون دولار، وذلك بدون أخذ كلفة هدم الجسر القديم بعين الاعتبار، والذي كلّف 98 مليون دولار تقريباً.
وقال مدير البناء ستيفانو موسكوني: "عادةً ما يستغرق الأمر 3 أعوام إلى 3 أعوام ونصف لتصميم وبناء جسر بهذا الحجم. واستغرق هذا أكثر من عام بقليل".
ولم يتوقف العمل في الموقع على الإطلاق، حتّى خلال فترات الليل.
وعندما خضعت إيطاليا للإغلاق في أوائل مارس/آذار، طُبقت تدابير سلامة صارمة، وسُمح المشروع بالاستمرار بسبب أهميته الوطنية والإستراتيجية.
افتتاحه القريب
ولضمان عدم تكرار المأساة أبداً، زوّد الجسر بنظام مراقبة خاصة به، إضافةً إلى أسطول من الروبوتات التي تراقب هيكل الجسر لتحديد موقع أي مشكلة.
وصُمم الجسر ليدوم لـ100 عام على الأقل.
ورغم تدشينه، إلا أن الجسر لم يُكتمل بعد. ومع أن الهيكل مكتمل بالفعل، إلا أن الطريق الإسفلتي لا يزال قيد الإنشاء، ولن يُفتتح الجسر حتّى يوليو/تموز .
ولهذا السبب، ليس لهذا الجسر اسم بعد، وسيتم تحديده لاحقاً، ويقترح بيانو تسميته "جنوة".