وسط أجواء هادئة "بشكل مخيف".. رجل في رحلة بحث عن بذور نادرة قد تختفي

نشر
4 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تحيط بعالم النبات  جيمس وود العديد من الأشجار في "جبل كريدل وحديقة بحيرة سانت كلير الوطنية" في جزيرة تسمانيا، ولكنه يبحث عن شجرة معينة، وهي: شجرة صنوبر "Pencil Pine". 

محتوى إعلاني

ولدى وود وقت قصير ومحدد للعثور على هذه الشجرة، ومع أنها تعيش لألف عام، إلا أن هذه الأشجار القديمة تُنتج بذورها بشكل متقطع. 

محتوى إعلاني

وحصل هذا الحدث النادر، الذي يُعرف باسم "masting"، آخر مرة في عام 2015، والآن، هو يحدث مجدداً خلال الجائحة.

تستطيع أشجار "Pencil Pine" العيش لألف عام. Credit: Luke Tscharke

ولن يستمر الحدث لفترة طويلة. وقال وود: "إذا لم تكن هناك في الوقت المناسب سيفوتك الأمر"، ولا يعلم أحد متى سيحصل الأمر مجدداً.

ولذلك، ذهب وود في مهمة لجمع وتخزين البذور المتنوعة وراثياً من هذه النباتات التي تُعد الأكثر عرضة للخطر بين الأشجار المخروطية بسبب تغير المناخ في منطقة تسمانيا البرية للتراث.

توجه عالم النبات جيمس وود إلى منطقة تسمانيا البرية للتراث العالمي لجمع وتخزين بذور أشجار "pencil pine" المتنوعة وراثياً. Credit: Courtesy Royal Tasmanian Botanical Gardens

ولا يُعد وود خبيراً في البقاء حياً في البرية، فهو عالم نبات من "حدائق كيو" في لندن،  وهو يعمل حالياً في بنك البذور في الحدائق النباتية التسمانية الملكية في هوبارت، ولم يسبق له زيارة مسار "أوفرلاند" الذي يُعد أحد مسارات المشي الرئيسية في أستراليا. 

وصاحب وود في رحلته مرشد خبير من شركة "Tasmanian Walking" يُدعى جاستن داير.

أجواء هادئة بشكل مخيف

لدى عودته من رحلته التي دامت 5 أيام، قال وود: "كان الجو هادئاً بشكل مخيف هناك". Credit: Tasmanian Walking Company

وبين شهري أكتوبر/تشرين الأول ومايو/أيار، يجذب مسار "أوفرلاند" العديد من المغامرين من حول العالم، وقد يصل عدد الأشخاص في المسار إلى 60 شخصاً في اليوم.

تزدخر منطقة تسمانيا البرية للتراث العالمي بالنباتات الفريدة. Credit: Luke Tscharke

ولكن في الوقت الحالي، يستمتع كلا من وود وداير بالمكان الواسع لوحدهما، وذلك بسبب إجبار جميع المنتزهات الوطنية على الإغلاق بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد.

ولدى عودته من رحلته التي دامت 5 أيام، قال وود: "كان الجو هادئاً بشكل مخيف هناك".

اكتشاف أنواع جديدة

تُعد معظم حوامل أشجار "pencil pine" مستنسخة، أي أنها تأتي من فرد واحد. Credit: Royal Tasmanian Botanical Gardens

وعمل وود في المكسيك وأفريقيا من قبل، ولكنه اندهش من التنوع النباتي عند زيارته لأستراليا لأول مرة، فقال: "شعرت وكأنني غادرت من الطائرة إلى كوكب مختلف كلياً".

وقرر وود أنه سيعمل في أستراليا في حال أُتيحت له الفرصة للقيام بذلك.

يجذب مسار "أوفرلاند" عادةً 60 مغامراً يومياً بين شهري أكتوبر/تشرين الأول ومايو/أيار. Credit: Tasmanian Walking Company

ويُعد تنوع النباتات في تسمانيا أقل بكثير من التنوع في البر الرئيسي، ولكن يتم التعرف على أنواع جديدة كل عام.

بوليصة تأمين من أجل المستقبل

في النهاية، جمع وود ومرشده 8 آلاف بذرة قابلة للنمو. Credit: Royal Tasmanian Botanical Gardens

ومع تغير البيئة في تسمانيا، قد تنقرض العديد من النباتات، وسيكون الأمر خسارة مفجعة للبشرية. 

وقال وود إن بعض النباتات قد فُقدت بالفعل بسبب الحرائق، وقد لا تكون هناك فرصة لإعادة زراعتها بشكل طبيعي بسبب التوزيع المجزأ، أو ضعف قدرة الإنتشار، مشيراً إلى أن "الجفاف المتزايد واحتمال نشوب الحرائق في هذه المناطق مقلق للغاية".

هطول المطر على جامعي البذور في مسار "أوفرلاند". Credit: Royal Tasmanian Botanical Gardens

وتُعد معظم حوامل أشجار صنوبر "pencil pine" مستنسخة، أي أنها تتكون من فرد واحد فقط.

ويعني ذلك أن على جامعي البذور الحصول على التنوع الجيني في مساحة كبيرة لضمان التنوع البيولوجي.

وبعد انتهاء الرحلة، افترق الرجلان، الذي قابلا بعضهما البعض كغرباء، وهم أصدقاء، وذلك بعد تغطيتهما مساحة 300 هكتار من الأرض، والتقاط مخاريط من حوامل 46 شجرة.

وفي النهاية، ملأ الاثنان كيس قماش بـ8 آلاف بذرة قابلة للنمو، وقال وود: "إنها ليست كمية سيئة كبوليصة تأمين للمستقبل".

وستُخزّن البذور في مركز حفظ البذور التسماني، ومصرف الألفية للبذور في المملكة المتحدة. 

وفي إحدى الأيام، قد يُعاد زراعة البذور مرة أخرى في بيئتها لكي تزدهر مرة أخرى. 

نشر
محتوى إعلاني