دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تحيط بعالم النبات جيمس وود العديد من الأشجار في "جبل كريدل وحديقة بحيرة سانت كلير الوطنية" في جزيرة تسمانيا، ولكنه يبحث عن شجرة معينة، وهي: شجرة صنوبر "Pencil Pine".
ولدى وود وقت قصير ومحدد للعثور على هذه الشجرة، ومع أنها تعيش لألف عام، إلا أن هذه الأشجار القديمة تُنتج بذورها بشكل متقطع.
وحصل هذا الحدث النادر، الذي يُعرف باسم "masting"، آخر مرة في عام 2015، والآن، هو يحدث مجدداً خلال الجائحة.
ولن يستمر الحدث لفترة طويلة. وقال وود: "إذا لم تكن هناك في الوقت المناسب سيفوتك الأمر"، ولا يعلم أحد متى سيحصل الأمر مجدداً.
ولذلك، ذهب وود في مهمة لجمع وتخزين البذور المتنوعة وراثياً من هذه النباتات التي تُعد الأكثر عرضة للخطر بين الأشجار المخروطية بسبب تغير المناخ في منطقة تسمانيا البرية للتراث.
ولا يُعد وود خبيراً في البقاء حياً في البرية، فهو عالم نبات من "حدائق كيو" في لندن، وهو يعمل حالياً في بنك البذور في الحدائق النباتية التسمانية الملكية في هوبارت، ولم يسبق له زيارة مسار "أوفرلاند" الذي يُعد أحد مسارات المشي الرئيسية في أستراليا.
وصاحب وود في رحلته مرشد خبير من شركة "Tasmanian Walking" يُدعى جاستن داير.
أجواء هادئة بشكل مخيف
وبين شهري أكتوبر/تشرين الأول ومايو/أيار، يجذب مسار "أوفرلاند" العديد من المغامرين من حول العالم، وقد يصل عدد الأشخاص في المسار إلى 60 شخصاً في اليوم.
ولكن في الوقت الحالي، يستمتع كلا من وود وداير بالمكان الواسع لوحدهما، وذلك بسبب إجبار جميع المنتزهات الوطنية على الإغلاق بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد.
ولدى عودته من رحلته التي دامت 5 أيام، قال وود: "كان الجو هادئاً بشكل مخيف هناك".
اكتشاف أنواع جديدة
وعمل وود في المكسيك وأفريقيا من قبل، ولكنه اندهش من التنوع النباتي عند زيارته لأستراليا لأول مرة، فقال: "شعرت وكأنني غادرت من الطائرة إلى كوكب مختلف كلياً".
وقرر وود أنه سيعمل في أستراليا في حال أُتيحت له الفرصة للقيام بذلك.
ويُعد تنوع النباتات في تسمانيا أقل بكثير من التنوع في البر الرئيسي، ولكن يتم التعرف على أنواع جديدة كل عام.
بوليصة تأمين من أجل المستقبل
ومع تغير البيئة في تسمانيا، قد تنقرض العديد من النباتات، وسيكون الأمر خسارة مفجعة للبشرية.
وقال وود إن بعض النباتات قد فُقدت بالفعل بسبب الحرائق، وقد لا تكون هناك فرصة لإعادة زراعتها بشكل طبيعي بسبب التوزيع المجزأ، أو ضعف قدرة الإنتشار، مشيراً إلى أن "الجفاف المتزايد واحتمال نشوب الحرائق في هذه المناطق مقلق للغاية".
وتُعد معظم حوامل أشجار صنوبر "pencil pine" مستنسخة، أي أنها تتكون من فرد واحد فقط.
ويعني ذلك أن على جامعي البذور الحصول على التنوع الجيني في مساحة كبيرة لضمان التنوع البيولوجي.
وبعد انتهاء الرحلة، افترق الرجلان، الذي قابلا بعضهما البعض كغرباء، وهم أصدقاء، وذلك بعد تغطيتهما مساحة 300 هكتار من الأرض، والتقاط مخاريط من حوامل 46 شجرة.
وفي النهاية، ملأ الاثنان كيس قماش بـ8 آلاف بذرة قابلة للنمو، وقال وود: "إنها ليست كمية سيئة كبوليصة تأمين للمستقبل".
وستُخزّن البذور في مركز حفظ البذور التسماني، ومصرف الألفية للبذور في المملكة المتحدة.
وفي إحدى الأيام، قد يُعاد زراعة البذور مرة أخرى في بيئتها لكي تزدهر مرة أخرى.