مصورة تستكشف جمال الحياة البحرية في أعماق بحر الإمارات..ماذا وجدت؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تتمتع المناطق الساحلية بدولة الإمارات بالعديد من المواقع البارزة والتي تستقطب هواة رياضة الغوص لاكتشاف تنوع الحياة البحرية والمرجانية في مياهها. وتقوم مصورة مقيمة في دبي باستكشاف هذه المواقع لتبرز الجمال غير المرئي للعالم.
وفي حديثها مع موقع CNN بالعربية، قالت المصورة المصرية الألمانية، علا خلف، إن مياه الإمارات تعد مجالاً خصباً للتصوير والتوثيق، إذ تعتبر غير مستهلكة من قبل سياحة تحت الماء.
وبدأت رحلة خلف في الغوص من الإمارات، حيث تعمل كمدربة تصوير في "جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي"، بحسب ما ذكرته.
وأشارت خلف إلى أنه لا يوجد الكثير من المصورين تحت الماء في المنطقة، ما دفعها لنقل "هذا الجمال الغير مرئي للعالم"، على أمل أن تصبح وجهةً أساسية لمحبي التصوير تحت الماء وللعلماء المهتمين بالحياه البحرية في المستقبل.
وأكدت المصورة أن بحر الإمارات، والذي يمتد على الساحلين الشرقي والغربي للبلاد، يزخر بشتى أنواع الأحياء المائية، فعلى سبيل المثال يتميز بحر العرب واتصاله بالمحيط الهندي بأنواع عديدة من الأسماك، والمرجان والكائنات الدقيقة، مشيرةً إلى أن الغواصين مازلوا يكتشفون مواقع جديدة للغوص كل يوم على الساحل الشرقي في الفجيرة، وخورفكان، ودبا.
وأشارت المصورة المقيمة في دبي إلى الخليج العربي، الذي رغم افتقاره إلى الشعاب المرجانية الطبيعية، يضم الكثير من السفن الغارقة التي تعد محط اهتمام كبير من قبل الغواصين، إذ تستقطب مجموعة كبيرة من الأسماك والأحياء المائية.
وقالت خلف: "من خلال سفري للغوص حول العالم، وجدت الكثير من المراجع العلمية عن الكائنات البحرية الموجودة في هذه الأماكن، وهذا ما أتمنى حدوثه هنا في دولة الإمارات. فهي كحال الكثير من أماكن الغوص غنية بالشعاب المرجانية والكائنات البحرية المميزة".
وأوضحت المصورة أن التحدي الكبير في مجال التصوير تحت الماء يتمثل في قدرة الغواص المصور على التحكم بشكل احترافي بمهارتين في آنٍ واحد، إذ لا يمكن لغواص ولا لمصور مبتديء أن يحقق هذه المعادلة.
ويتطلب التصوير تحت الماء احترافية كبيرة وتحكم تام في مهارات الغوص إلى جانب القدرة على التحكم في آلة التصوير، مع الأخذ في عين الاعتبار سرعة اختفاء الأحياء المائية لدى استشعارها لأي حركة غير اعتيادية، ما يحوِّل تصويرها إلى عملية مستحيلة في بعض الأوقات، وفقاً لما قالته المصورة.
كما أشارت خلف إلى التحديات العديدة التي تواجه المصور تحت الماء، ومن بينها مجال الرؤية، والتيارات المائية، بالإضافة إلى صعوبة التحكم بالإضاءة وزوايا التقاط الصورة، وبالتحديد في حالة تصوير الكائنات الدقيقة، كما هو الحال في مجال اختصاصها.
وبالنسبة إلى الوقت المستغرق تحت الماء، أوضحت المصورة أنه بحسب العمق ومستوى استهلاك الغواص للهواء، تتحدد مدة الغوص، والتي تتراوح غالباً بين نصف ساعة إلى ساعة، مما يجعل الغواص "في سباق مع الزمن" ليتمكن من الخروج بصورة جيدة على الأقل للاستفادة من رحلة الغوص بأكبر قدر ممكن.
وخلال رحلات الغوص، تحاول المصورة توثيق جميع الكائنات البحرية الموجودة، إلا أن هناك كائنات جذبت انتباهها بشكل كبير ومنها "عاريات الخياشيم"، وهي كائنات رخوة تتميز بصغر حجمها وألوانها الخلابة، وتتميز بطريقة التعايش والمحافظة على البقاء وسط عالم البحار المفترس، كما أنها واضحة للعيان ولا تخاف من الكائنات الأخرى معتمدةً على جسمها الرخو المليء بالسموم والذي يحميها من هجمات الأسماك والكائنات المفترسة تحت الماء، بحسب ما ذكرته المصورة.
أما عن أصداء لقطاتها تحت الماء، قالت خلف إن ردود أفعال المشاهدين هي ما تضعها في تحديٍ مستمر، وترى المصورة أنه من واجبها "نقل هذا الجمال وهذه المعلومات لمن هو غير قادر على مشاهدتها بشكل طبيعي تحت الماء"، مضيفةً أن صورةً جميلةً من أعماق البحار قد تكون "كفيلة بأن تجعل المشاهد يقدّر إبداع الخالق ويقدّر هذه الثروة البحرية".