يمكن أن تحمل 7 آلاف سيارة.. السويد تخطط لإطلاق أكبر سفينة تعمل بالرياح في العالم

نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قد تبدو سفينة "Oceanbird" وكأنها من المستقبل، لكن سيعود بك تصميمها إلى التاريخ البحري القديم، لأنها مدعومة من الرياح.

محتوى إعلاني

وصُممت حاملة السيارات عبر المحيط الأطلسي من قبل شركة "Wallenius Marine"، وهي شركة سويدية لبناء السفن، بدعم من الحكومة السويدية والعديد من المؤسسات البحثية.

وبسعة 7 آلاف مركبة، تتشابه السفينة بحجمها مع ناقلات السيارات التقليدية، حيث يبلغ طولها 650 قدماً.

محتوى إعلاني

وتعلو السفينة 5 "أشرعة مجنحة" يبلغ ارتفاع كل منها 260 قدماً، وستكون قادرة على الدوران 360 درجة دون لمس بعضها البعض.

ويجب أن تكون الأشرعة، التي ستصنع من الفولاذ والمواد المركبة، بهذا الحجم لتوليد قوة دفع كافية للسفينة، التي تزن 35 ألف طن.

ويمثل تصميم أشرعة "Oceanbird" تحدياً، بحسب قول مايكل رازولا، وهو المهندس المعماري البحري ومدير المشروع البحثي لـ"Oceanbird"، في شركة "Wallenius Marine".

والسبب أن هذه أطول أشرعة بُنيت لسفينة على الإطلاق. 

وقامت شركة "Wallenius" بتركيب أجهزة استشعار فوق سفنها الموجودة، أثناء عبور المحيط الأطلسي، وجمع البيانات حول سرعة الرياح وانحرافها حتى 650 قدماً فوق مستوى سطح البحر.

ويقول رازولا: "ساعدتنا كل هذه المعلومات في تصميم نظام فعال للأجنحة وبدن السفينة، حيث يمكن تحقيق أقصى استفادة من الطاقة المتاحة في مهب الريح".

وتُعرف ناقلات السيارات العابرة للمحيطات باسم "RoRo"، والاسم مشتق من "roll on، roll off".

Credit: Wallenius Marine

وبدلاً من تحميل المركبات بالرافعات، والتي ستكون بطيئة وغير فعالة، يتم دحرجة المركبات على طول المنحدرات المدمجة في السفينة.

وتستخدم ناقلات السيارات الكبيرة والتقليدية حوالي 40 طناً من الوقود يومياً، وتولد 120 طناً من ثاني أكسيد الكربون، أي ما يعادل قيادة السيارة  لـ270 ألف ميل.

وتتعرض صناعة النقل البحري لضغوطات من شأنها تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وغازات الاحتباس الحراري الأخرى. 

وشكّل الشحن نسبة 2.89٪ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية من صنع الإنسان في عام 2018، وفقاً للمنظمة البحرية الدولية (IMO).

وفي العام نفسه، أدخلت المنظمة البحرية الدولية تخفيضاً إلزامياً بنسبة 50٪ من إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري السنوية بحلول عام 2050، وهدفت للوصول إلى صفر انبعاثات "في أقرب وقت ممكن في هذا القرن".

وبذلك، صُممت "Oceanbird" لتحقيق هذه الأهداف.

وتقول الشركة إن السفينة ستنبعث منها نسبة 90٪ أقل من ثاني أكسيد الكربون مقارنة بشركات النقل التقليدية. ورغم ذلك، لن تكون خالية تماماً من الانبعاثات، لأنها ستظل تعتمد على المحركات للتحرك داخل وخارج الموانئ وفي حالات الطوارئ.

وستكون "Oceanbird" أبطأ من حاملات السيارات القياسية، حيث سيستغرق عبور المحيط الأطلسي حوالي 12 يوماً، بدلاً من المدة القياسية، وهي 7 أيام.

وأوضح رازولا: "بالطبع، ستكون هناك تحديات ولن تكون لدينا القدرة على القيام بالأشياء تماماً كما نفعلها اليوم، لكن الاستجابة حتى الآن من الشركات المصنعة كانت إيجابية للغاية".

وأعرب  أستاذ في المعهد الملكي للتكنولوجيا في ستوكهولم، جاكوب كوتنكولر، وهو أحد المتعاونين في المشروع، عن شعوره بالتفاؤل.

وقال: "أصبح الناس على دراية بالبيئة بما يكفي الآن، نعتقد أنه سيكون هناك عملاء على استعداد لوضع سياراتهم على متن سفينة تسير تقريباً بنصف سرعة سفينة اليوم، إذا استطعنا جعلها محايدة للكربون".

ويذكر، أنه تم بناء نموذج بطول 7 أمتار من سفينة "Oceanbird"، والتي ستبحر بأرخبيل ستوكهولم، في وقت لاحق من هذا العام، لجمع كافة البيانات، التي ستساعد في إنهاء تصميم السفينة. 

ويقول رازولا إن الأمر سيستغرق حوالي ثلاث سنوات حتى إطلاق النسخة بحجمها الكامل، متأملاً أن يرى السفينة تبحر في  عام 2024.

نشر
محتوى إعلاني