"وحش بحر قزوين" يعود من وسط البحار ويتحول إلى معلم سياحي بارز.. ما سره؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- على السواحل الغربية لبحر قزوين، ستجد "وحشاً" مائياً ضخماً، لا يبدو وكأنه شيء يمكنه الطيران أبداً، كونه ينتمي إلى وسط البحار.
وبعد أن ظل خامداً لأكثر من ثلاثة عقود، عاد "وحش" بحر قزوين للحركة مرة أخرى، وهو يعد من أكثر آلات الطيران اللافتة للنظر على الإطلاق.
وفي يوليو/ تموز من هذا العام، وبعد 14 ساعة في البحر، قام أسطول من 3 زوارق وسفينتي مرافقة بالمناورة ببطء على طول شواطئ بحر قزوين، لتسليم حمولتها الخاصة الضخمة إلى وجهتها، وهي على امتداد ساحلي بالقرب من أقصى نقطة في جنوب روسيا.
وهنا، وبالقرب من مدينة دربند القديمة، في جمهورية داغستان الروسية، وجدت طائرة "إيكرانوبلاين"، من طراز "لون"، التي يبلغ وزنها 380 طناً، موطنها الجديد والنهائي على الأرجح.
وهُجرت الطائرة، التي أبحرت سلالتها الأخيرة ببحر قزوين، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في التسعينيات، حيث حكم عليها بالصدأ في قاعدة كاسبييسك البحرية.
ولكن قبل تلاشيها في طي النسيان، تم إنقاذها بفضل بعض الخطط لجعلها منطقة جذب سياحي، في الوقت الذي يمكن أن يعود فيه مفهوم السفر غير المألوف.
السرعة والتسلل
وتعد الـ"إيكرانوبلاين" نوعاً من المركبات الهجينة، التي تجمع بين شكل الطائرات والسفن. وتتحرك هذه المركبات فوق الماء دون لمس سطحها.
وصُنفت من قبل المنظمة البحرية الدولية على أنها سفن، ولكنها في الواقع تستمد قدراتها الفريدة وعالية السرعة من كونها تحلق فوق سطح الماء على ارتفاع يتراوح بين متر و5 أمتار.
وتستفيد أيضاً من مبدأ ديناميكي هوائي يسمى "تأثير الأرض".
وجذب هذا المزيج من السرعة والتخفي انتباه الجيش السوفيتي، والذي اختبر العديد من المتغيرات للمفهوم، خلال الحرب الباردة.
وبالتالي، حصلت المركبة على لقب "وحش بحر قزوين"، بعد تواجدها ضمن مساحة المياه الداخلية الواسعة بين الاتحاد السوفيتي وإيران.
وكانت طائرة "إيكرانوبلاين"، من طراز "لون"، هي أحد آخر التصاميم التي خرجت من البرنامج السوفيتي للمركبات ذات التأثير الأرضي.
ورغم حجمها، إلا أن هذه الطائرة قادرة على الوصول إلى سرعات تصل إلى 550 كيلومتراً في الساعة، أي 340 ميلاً في الساعة، بفضل 8 محركات "توربوفان" قوية، موجودة على أجنحتها القصيرة.
وكانت هذه المركبة قادرة على الإقلاع والهبوط في ظروف عاصفة، بموجات تصل إلى ارتفاع مترين ونصف.
وتعد طائرة "إيكرانوبلاين"، التي تم نقلها إلى مدينة دربند، هي الوحيدة من فئتها التي دخلت الخدمة في عام 1987.
وكانت مركبة "لون" أخرى، وهي غير مسلحة ومخصصة لعمليات الإنقاذ والتمويل، في حالة متقدمة من الاكتمال، عندما تم إلغاء البرنامج بأكمله في أوائل التسعينيات، وتم سحب "لون" من الخدمة.
وبعد أكثر من 30 عاماً من التقاعس عن العمل، لم تكن إعادة هذا "الوحش البحري" إلى الحركة مهمة سهلة، حيث تطلبت مساعدة طوافات مطاطية وعدة سفن.
وستكون "لون" مركبة بارزة في منتزه "باتريوت" في مدينة دربند، وهو متحف عسكري ومنتزه ترفيهي يعرض أنواعاً مختلفة من المعدات العسكرية السوفيتية والروسية.
ومن المتوقع أن يبدأ بناء الحديقة في وقت لاحق من عام 2020. وفي الوقت الحالي، ستبقى "لون" وحيدة بمفردها على الشاطئ.
وتدعي المدينة أنها أقدم مستوطنة مأهولة باستمرار في الأراضي الروسية. وصُنفت قلعتها ومركزها التاريخي من قبل اليونيسكو كمواقع للتراث العالمي.
وعند افتتاحه، لن يكون منتزه "باتريوت" هو المتحف الروسي الوحيد، الذي يعرض طائرة "إيكرانوبلاين".
ويمكن العثور على "إيكرانوبلاين" أصغر بكثير من فئة "Orlyonok"، في متحف البحرية الروسية في موسكو.
ويعمل المطورون في سنغافورة، والولايات المتحدة، والصين، وروسيا على مشاريع مختلفة تهدف إلى إعادة الحياة إلى "إيكرانوبلاين"، لأغراض أكثر سلمية.
وفي الولايات المتحدة، تعمل "The Flying Ship Company"، وهي شركة ناشئة مدعومة من قبل مستثمرين من القطاع الخاص، على مركبة ذات تأثير أرضي، غير مأهولة، لنقل البضائع بسرعة عالية.
ويعد المشروع في مراحله الأولى، رغم أن المؤسس والرئيس التنفيذي بيل بيترسون قد أخبر CNN أن فريقه يخطط لتحقيق هذا المشروع في غضون سبع سنوات.
وتم الترويج للعديد من المشاريع خلال السنوات القليلة الماضية، رغم عدم تمكن أي منها من تجاوز مرحلة التصميم حتى الآن.
وعلى سبيل المثال، ابتكرت شركة بيريف، وهي صانعة الطائرات البرمائية التي تعمل بالطاقة النفاثة، مفهوم "Be-2500". وفي الآونة الأخيرة، أفادت وسائل الإعلام الروسية أن الجيل الجديد من "إيكرانوبلاين" العسكرية، والذي يعرف باسم "أورلان"، كان قيد الدراسة.