أحفورة بالقطب الجنوبي قد تعود لأكبر طائر على الإطلاق

نشر
4 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في الثمانينيات من القرن الماضي، قام علماء الأحافير بجامعة "كاليفورنيا ريفرسايد" في زيارة جزيرة سيمور، وهي جزء من سلسلة من الجزر في شبه الجزيرة القطبية الجنوبية، وأحضروا معهم عدداً من الأحافير، تشمل عظام القدم، وعظام الفك الجزئي لطائرين، من عصور ما قبل التاريخ.

محتوى إعلاني

ولعقود من الزمان، كانت الأحافير موجودة في متحف بجامعة "كاليفورنيا بيركلي"، حتى بدأ طالب دراسات عليا، يُدعى بيتر كلوس، التدقيق فيها، خلال العام 2015.

محتوى إعلاني

وفي دراسة نشرت يوم الاثنين بمجلة "ساينتفيك ريبورتس"، حدد كلوس الطيور على أنها من فصيلة الـ"بيلاغورنيثيد"، حيث جابت المحيطات الجنوبية للأرض، لمدة 60 مليون سنة على الأقل.

وتُعرف بـ"الطيور ذات الأسنان العظمية" بسبب أسنانها الحادة ومناقيرها الطويلة، ما ساعدها على التقاط الأسماك والحبار من المحيط.

وكانت الطيور ضخمة، إذ يصل طول أجنحتها إلى 21 قدماً، أي 6.4 متراً. وتشير الدراسة إلى أن المخلوقات التي تنتمي إليها الأحافير ربما كانت أكبرها جميعاً.

وباستخدام حجم وقياسات الأحافير، تمكن الباحثون من تقدير حجم بقية المخلوقات.

ويعد الطائر الذي يتمتع بعظم القدم هو "أكبر عينة معروفة لمجموعة كاملة من طيور (بيلاغورنيثيد) المنقرضة"، بينما كان من المحتمل أن يكون الطائر الذي يتمتع بعظم الفك "كبيراً، إن لم يكن أكبر من أكبر الهياكل العظمية المعروفة لمجموعة (الطيور ذات الأسنان العظمية)".

وقالت الدراسة: "هذه الأحافير في أنتاركتيكا لا تمثل على الأرجح أكبر الطيور في عصر الإيوسيني فحسب؛ بل تمثل أيضاً أكبر الطيور التي عاشت على كوكبنا على الإطلاق".

ووجد كلوس وباحثون آخرون أن عظم القدم يعود إلى 50 مليون سنة، وأن عظم الفك يبلغ نحو 40 مليون سنة. ويعد ذلك دليلاً على أن الطيور قد ظهرت في عصر الحياة الحديثة، بعد أن ضرب كويكب الأرض وقضى على جميع الديناصورات تقريباً.

وقال كلوس: "اكتشافنا للأحافير، مع تقديرنا أن جناحي الطائر يبلغ حجمهما من 5 إلى 6 أمتار، أي حوالي 20 قدماً، يُظهر أن الطيور قد تطورت إلى حجم هائل بسرعة بعد انقراض الديناصورات، وحكمت المحيطات لملايين السنوات".

وأضافت المؤلفة المشاركة في الدراسة، آشلي بوست من "متحف سان دييغو للتاريخ الطبيعي" أن ”الحجم الهائل والضخم لهذه الطيور المنقرضة لا مثيل له في موطن المحيط".

ومثل طيور القطرس، كانت طيور الـ"بيلاغورنيثيد" تسافر على نطاق واسع حول العالم، ويمكن أن تطير لأسابيع فوق البحر. وفي ذلك الوقت، لم تكن المحيطات تحت سيطرة الحيتان والفقمات؛ ما يعني فريسة سهلة للطيور العملاقة.

وقال المؤلف المشارك في الدراسة، توماس ستيدهام، من "الأكاديمية الصينية للعلوم": "يبلغ حجم طيور (بيلاغورنيثيد) الكبيرة نحو ضعف حجم طيور القطرس، وكانت هذه الطيور ذات الأسنان العظمية من المفترسات الهائلة التي تطورت لتكون في قمة نظامها البيئي".

ورسمت الدراسة أيضاً صورة لما كان يمكن أن تبدو عليه القارة القطبية الجنوبية قبل 50 مليون سنة، حيث كان يمكن أن تكون أكثر دفئاً في ذلك الوقت، وموطناً للثدييات الأرضية، مثل الكسلانيات وآكلات النمل.

وتعد جزيرة سيمور موقعاً لكثير من الاكتشافات الأخرى.

وفي شهر أبريل/ نيسان الماضي، وجدت دراسة عن الأحافير أن نوعاً صغيراً من الضفادع قد عاش في المنطقة ذات مرة، وهو أول برمائي حديث يُكتشف في أنتاركتيكا.

وقال توماس مورز، وهو كبير أمناء "المتحف السويدي للتاريخ الطبيعي"، في أبريل/ نيسان الماضي: "أعتقد أن أنتاركتيكا كانت مكاناً غنياً ومتنوعاً.. وجدنا حتى الآن نسبة مئوية صغيرة من المخلوقات التي عاشت هناك".

نشر
محتوى إعلاني