سمعوا فقط عن كورونا. .أشخاص كانوا دون اتصالات منذ شهور وربما آخر من تأثر بالوباء

نشر
6 دقائق قراءة

(CNN) – في فبراير شباط الماضي، سافر طاقم من الباحثين المكون من أربعة أشخاص إلى كور أتول، وهي جزيرة مرجانية نائية في المحيط الهادئ تبعد أكثر من 1300 ميل عن هونولولو، عاصمة ولاية هاواي الأمريكية.

محتوى إعلاني

بحلول الوقت الذي عادوا فيه إلى هاواي، كان العالم مكانًا مختلفًا. عالم دمره فيروس أهلك الشركات، وأثقل عاتق أنظمة الرعاية الصحية، وفرض قواعد جديدة بشأن التباعد الاجتماعي وأقنعة الوجه.

محتوى إعلاني

خلال الأشهر الثمانية التي قضاها الطاقم في الجزيرة المرجانية، لم يكن لديهم تلفزيون ولا خدمة للاتصالات المحمولة مع وصول محدود إلى شبكة الإنترنت. بدلاً من ذلك، اعتمدوا على رسائل البريد الإلكتروني العرضية من الأصدقاء والعائلة لمواكبة العالم الخارجي.

قال عضو الطاقم ماثيو بوتشيك، 26 عامًا، لشبكة CNN: "لقد سمعت بالتأكيد بعض الأشياء عنه... لكن بين أمراض أخرى مثل السارس وإنفلونزا الخنازير، فكرت أنه الشيء التالي فقط. لا شيء كبير. اعتقدت حقًا أن الأمر قد فات بالفعل بحلول الوقت الذي وصلنا فيه جميعًا إلى المنزل".

كان ماثيو مُخطئا.

الجزيرة موطن لآلاف الطيور ولا يوجد بشر

Credit: Courtesy DLNR

تقع جزيرة كور أتول على بعد ستة أميال بالكاد على حافة جزر هاواي الشمالية الغربية غير المأهولة. إنها محمية للحياة البرية تديرها دائرة الأراضي والموارد الطبيعية في ولاية هاواي. وهي موطن لمئات الطيور البحرية والفقمة المهددة بالانقراض - ولا يوجد بشر عليها.

في كل عام، يتم إرسال طاقمين إلى جزيرة كور أتول من قبل الولاية وفقًا لجدول زمني دوري لإجراء البحوث حول النظام البيئي للجزيرة.

إنهم يساعدون في الحفاظ على محمية الحياة البرية. وينظفون الحطام، ويعتنون بالعديد من أنواع الطيور المهددة بالانقراض التي تعيش في المنطقة ويزيلون لحية التاج الذهبي، وهي من الأنواع النباتية الغازية التي تسبب الفوضى في الجزيرة المرجانية.

وزار ماثيو سونتر، 35 عامًا، قائد المعسكر الميداني لآخر طاقم، الجزيرة حوالي تسع مرات. وقال إن الباحثين المتطوعون ينجذبون إلى الوعد بالعزلة الكاملة.

وقال سونتر لشبكة CNN: "إنها مثل بقعة في وسط المحيط... قد نتلقى رسائل من العالم الخارجي مرتين أو ثلاث مرات في اليوم. يمكن أن يكون هذا بالتأكيد جاذبيته".

كان وصولهم الوحيد إلى العالم الخارجي هو عنوان بريد إلكتروني مشترك

Credit: Courtesy DLNR

توقع هذا الطاقم بالتحديد المغادرة إلى كور أتول في مارس أذار لمبادلة الطاقم السابق، لكن انتهى بهم الأمر بالمغادرة في قبل هذا الموعد، في فبراير شباط. كما مكثوا بعد شهر من الموعد المقرر بالأساس واُستبدلوا بالطاقم التالي في نهاية أكتوبر تشرين الأول.

بدلاً من تلقي الرسائل على رسائل البريد الإلكتروني الشخصية الخاصة بهم، شارك الطاقم عنوان بريد إلكتروني واحد يمكن للأصدقاء والعائلة استخدامه للاتصال بهم. كان الوصول إلى الإنترنت هو الوحيد ما كان لديهم.

قال تشارلي توماس، عضو الطاقم البالغ من العمر 18 عامًا، لشبكة CNN: "لقد شعرت بأن الأمر بعيد جدًا حقًا". "لم أشاهد سوى القليل من الأشياء في الأخبار. أتذكر أنني سافرت إلى هونولولو (في فبراير) في نفس الوقت الذي وصلت فيه رحلة أخرى من اليابان. كان الجميع على تلك الطائرة يرتدون أقنعة".

في الرسائل التي تلقوها من الأصدقاء والعائلة، عرف الطاقم ما يجري في العالم. لكن السماع عن الوباء يختلف كثيرًا عن تجربته مباشرة.

لذلك  لم يكن لديهم أي فكرة عما كان ينتظرهم عندما عادوا إلى المنزل.

التباعد الاجتماعي أدى إلى عرقلة عودتهم

الآن، عاد توماس، العضو الوحيد في الطاقم الذي ليس من الولايات المتحدة، مع عائلته في منطقة أوكلاند، نيوزيلندا، بعد 14 يومًا من الحجر الصحي في أحد الفنادق. وبقي سونتر والطاقم الرابع، نعومي ورستر، في هاواي بينما يقيم بوتشيك مع العائلة في تكساس، التي أصبحت أول ولاية تصل إلى مليون حالة إصابة بفيروس كورونا الشهر الماضي.

وقال بوتشيك: "أشعر أنني ما زلت أتعلم تفاصيل كل شيء، لكن لحسن الحظ، لم يتم تشخيص أي شخص أعرفه، ولا أحد من أصدقائي، على أنه مصاب بكوفيد".

وقد أدت تدابير التباعد الاجتماعي والحجر الصحي إلى إعاقة عودتهم.

وقالت ورستر، 43 عاما، لشبكة CNN: "كان كل شيء غريبًا جدًا. كان لابد أن أقول وداعًا للجميع في المطار. أنا سعيد بكل الطعام الرائع - الطعام غير القابل للتلف - الذي نأكله الآن. ولكن لم أحصل على حضن واحد منذ عودتي".

وعلى الرغم من أن الطاقم قد استقر للتو في عالم يواجه أزمة صحية عالمية، إلا أن البحث في الجزيرة يجب أن يستمر.

قال سونتر: "كان بدء عملية التخطيط تحديًا حقيقيًا... لكننا نبحث حاليًا عن فريقنا القادم".

نشر
محتوى إعلاني