قطعة من إيطاليا بالسماء.. إليك قصة نهوض وسقوط شركة "أليطاليا"
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أعلنت الناقلة الوطنية الإيطالية "أليطاليا" أنها لن تصدر التذاكر بعد الآن. وبدأ ذلك عداً تنازلياً سيدوم لبضعة أسابيع حتى تختفي ألوان الأحمر والأخضر المألوفة من السماء إلى الأبد.
وستُستبدل شركة الطيران المملوكة للدولة في أكتوبر/تشرين الأول من قبل "ITA"، وهي شركة أصغر تحمل شعاراً مختلفاً.
ورغم أن زوال "أليطاليا" قد يجلب إحساساً بالخسارة بين العديد من الإيطاليين، إلا أنه ليس أمراً مفاجئاً، إذ أمضت شركة الطيران العقود القليلة الماضية، وهي تتأرجح على شفا الانهيار.
حظيت بالبركة البابوية
وافتخرت شركة "أليطاليا"، التي تأسست منذ 74 عاماً، بأناقتها، وطعامها الإيطالي أيضاً.
وارتدى مضيفو الطيران في الخمسينيات أزياء أنيقة مُصممة من قبل دار سوريل فونتانا للأزياء.
وفي الأعوام اللاحقة، تضمنت قائمة المصممين أشخاصاً مثل ديليا بياجيوتي، وألبرتو فابياني، وريناتو باليسترا، وحتى جورجيو أرماني.
وجعل الطعام الإيطالي الساخن الذي يُقدم على متن الطائرة في بعض الأحيان هذه الشركة المفضلة لدى المسافرين الدوليين.
وحظيت شركة الطيران بمباركة السلطات الدينية أيضاً.
ومنذ عام 1964، عملت الشركة بشكل منتظم بصفتها خط الطيران الرسمي للبابا، واختلف حجم الطائرة بناءً على المسافة المقطوعة.
ولكن، لم تقتصر رحلة الشركة على مدار الأعوام الثلاثين الماضية على الأناقة والهيبة فقط، إذ ضخت الحكومة الإيطالية مليارات اليوروهات لشركة الطيران في محاولة لإنقاذها من الاندثار، وحفاظاً على وظائف الموظفين.
وأشار مدير كلية الشؤون الحكومية في جامعة "LUISS" في روما، جيوفاني أورسينا، إلى أن الشركة لم تستطع التعامل مع المنافسة العالمية، والتكيف مع التغيرات في قطاع الطيران.
وقال أورسينا لـCNN: "مرت صناعة السفر بثورة بينما كانت أليطاليا عالقة في طريق مسدود، وخنقتها الشركات، وجماعات الضغط، والنقابات العمالية، والضغوط السياسية في محاولة لإبقائها واقفة على قدميها رغم مشاكلها، وواقع القطاع المتطور".
الوصول إلى القاع
وأثرّت هجمات 11 سبتمبر/أيلول بعام 2001 في الولايات المتحدة، على قطاع الطيران بشدة، ووجهت ضربة قوية لشركة "أليطاليا".
ولكن، من المرجح أن الضربة القاضية كانت جائحة "كوفيد-19".
وبدأ العصر الذهبي لشركة "أليطاليا" في خمسينيات القرن الماضي، عندما أدت إعادة الإعمار بعد الحرب العالمية الثانية إلى ازدهار اقتصادي في إيطاليا، وتمكنت العائلات أخيراً من السفر إلى مواقع بعيدة.
وقال خبير في صناعة الطيران، جريجوري أليجي: "كانت إيطاليا دولة مهزومة تتعافى من جروح الحرب العالمية الثانية، وأصبحت أليطاليا تمثل الأمل الجماعي، والهوية الوطنية".
وكان تمتع إيطاليا بناقلة وطنية بمثابة أمر لا بد منه، وكان ذلك بمثابة "امتلاك قطعة من إيطاليا تحلق حول العالم"، بحسب تعبير أورسينا.
وبدأت مشاكل "أليطاليا" في التسعينيات عند رفع القيود التنظيمية الأوروبية، وقال أليجي إن ذلك أدى لجعل الحركة الجوية أكثر تنافسية، كما أنه عزز السكك الحديدية الإيطالية.
التأخير والإلغاء
وساءت الأوضاع عندما حاولت السلطات خصخصة "أليطاليا".
وفشلت جميع الشراكات، وكافحت النقابات العمالية ضد خطط التسريح.
وبينما كانت "أليطاليا" محبوبة كرمز، إلا أنها كانت غالباً مكروهة من قبل ركابها.
وأشار أورسينا إلى أن الأزمة اللانهائية أدت إلى تدهور جودة الخدمة، وإضراب الموظفين، وتأخير أو إلغاء الرحلات الجوية، ووجود عددًا أقل من الرحلات الطويلة.
وبدأ الإيطاليون يشعرون بالإحباط.
وبينما لا يُعرف الكثير حتى الآن عن الناقلة التي ستُكلف باستبدال شركة الطيران، وفقاً لأليجي، إلا أن هناك آمال في أن تنجح "ITA" بالأمور التي فشلت "أليطاليا" فيها.