عين دبي.. هكذا بنيت أكبر عجلة مشاهدة بالعالم في الإمارات
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- ستُفتتح عجلة "عين دبي" بتاريخ 21 أكتوبر/تشرين الأول من عام 2021، لتُصبح بذلك أكبر عجلة مشاهدة في العالم.
وبُنيت العجلة الضخمة في جزيرة "بلو واترز" في المدينة، منذ أكثر من 6 أعوام.
وبارتفاعها الذي يتجاوز 250 متراً، يزيد ارتفاع "عين دبي" عن أعلى دولاب هوائي قيد التشغيل حالياً في العالم، أي عجلة "High Roller" في مدينة لاس فيغاس الأمريكية، بـ82 مترًا.
ويبلغ طول عجلة "عين دبي" ضعف طول عجلة "عين لندن"، التي ترتفع عن نهر "تايمز" بمقدار 135 مترًا.
وتُضيف دبي هذا المعلم ضمن قائمة الإنجازات الهندسية الخاصة بها، والمتزايدة باستمرار، والتي تحتل صفحات في موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية.
وتحتضن دبي أيضأً برج خليفة الأطول في العالم، وأعلى مطعم في العالم، وأعلى مسبح لا متناهي في العالم، وأكبر نافورة راقصة في العالم، وأسرع أفعوانية في العالم، وأكبر مدينة ترفيهية داخلية في العالم.
وأُعلن عن عجلة "عين دبي" لأول مرة في فبراير/شباط من عام 2013، وقد استغرق استكمالها أكثر من 8 أعوام.
وبدأ البناء في مايو/أيار من عام 2015، وكان من المتوقع أن تنتهي عملية البناء في أوائل عام 2019.
وتم تأجيل ذلك التاريخ لاحقاً إلى 20 أكتوبر/تشرين الأول من عام 2020، ليؤجل لعام آخر مع تأجيل إكسبو 2020 دبي، لمدة عام بسبب الجائحة.
عجلة تتسع لـ1،750 راكباً
وقال المدير الفني الأول في "WSP" (شركة تقديم الاستشارات الرئيسية لـ"عين دبي، والتي صممت العجلة بشكل أساسي)، دارين بروك، لـCNN إن فريقه "كان يدفع المعايير باستمرار".
واستخدم الهيكل 11،200 طن من الفولاذ في البناء، وهي كمية أكبر مما استُخدم لبناء برج "إيفل" بـ33% تقريباً.
ويزن محور الهيكل والمغزل 1،805 طن، ويعادل ذلك 4 طائرات من طراز "A380"، بينما يبلغ الوزن الإجمالي للحافة ومقصورات الركاب، التي يبلغ عددها 48 مقصورة، 7،500 طن.
وتُثبّت 192 من القضبان العجلة في مكانها، وتتكون كل منها من 107 أسلاك تبلغ سماكتها 9 ملليمتلرات.
وفي حال توصيلها معاً واحدة تلو الأخرى، فإنها ستمتد من دبي إلى القاهرة.
وتتسع كل مقصورة لـ40 شخصاً، ما يعني أنه يمكن لـ1،750 شخصًا ركوب عجلة "عين دبي" في أي وقت.
خبرة عالمية
وتحتضن "عين دبي" 3 أنواع مختلفة من المقصورات، وهي كابينات المشاهدة، والمقصورات الاجتماعية، وهي مخصصة للراغبين بتجربة "VIP"، وتتضمن حانة في وسطها، إضافةً للمقصورات الخاصة، والتي يمكن حجزها للمناسبات الشخصية، وهي تشمل خياراً لخوض تجربة عشاء خاصة أثناء دوران العجلة مرتين.
وتطلّب هذا المشروع جذب الخبرات من جميع أنحاء العالم، وساهم مستشارون من دولة الإمارات العربية المتحدة، وكوريا الجنوبية، وألمانيا، والمملكة المتحدة، وهولندا، وفرنسا، وإيطاليا، بتحديد الجوانب الرئيسية للتصميم.
ولكن، قد يكون أكبر نجاح للمشروع هو تولي كيفن داير، الذي كان المدير الفني السابق لـ"عين لندن"، منصب مدير عمليات "عين دبي".
وبينما صُممت عجلة "عين دبي" لتستمر لمدة 300،000 دورة، أو 60 عاماً، إلا أن هناك تدابير وُضعت لإطالة هذا العمر الافتراضي.
وأشار بروك إلى قيام خبراء من "Politecnico di Milano"، الذين عملوا أيضاً على "عين لندن"، بتحليل الكابلات، ودورات الإجهاد للهيكل، لمحاولة جعلها تدوم لأطول فترة ممكنة.
من خلال القيام بذلك، تمكن الخبراء من "مضاعفة عمر الكابلات" عبر النظر في دورات الإجهاد، والأحمال الحقيقية على كابلات "عين لندن"، بدلاً من الأحمال المتوقعة، بحسب ما ذكره بروك.
الزلازل والعواصف
وخلال عملية بناء "عين دبي"، انتشرت شائعات بشأن وجود عيوب متعلقة بالتصميم ساهمت في تأجيل تاريخ افتتاحها، ولكن، قام بروك بدحض تلك الادعاءات.
وقال بروك: "عين دبي هي المكان الأكثر أماناً لتكون فيه بدبي. وأعني ذلك لسببين أساسيين. الأول، أنها مصممة لزلزال قد يحدث مرة خلال 2،475 عامًا. والمكان الآخر الوحيد الذي يُصمم بهذه الطريقة هو المستشفى. كما أنها صُمِّمت أيضاً لمواجهة عواصف تبلغ سرعتها 100 ميل في الساعة، ويساوي ذلك إعصاراً من الفئة 12 على مقياس بوفورت".
وشارك متحدث باسم "عين دبي" الأسباب ذاتها قائلاً: "ما صممناه وطورناه هنا معقد للغاية، ولم يسبق القيام به من قبل بهذا المقياس، ولذلك، كان الكثير مما فعلناه عبارة عن فتح آفاق جديدة".
وأكّد المتحدث: "هذا يعني بالطبع أنه على طول الطريق، لا تسير الأمور دائماً كما هو مخطط لها. وواجهتنا التحديات، ولكن، كما هي روح دبي، قمنا بالتكيّف، ووجدنا الحلول، ونحن على ثقة من أن ما نقدمه مع عين دبي يفوق كل ما جاء من قبلها".