فيضان النهر يوصل مطعمًا صغيرًا في تايلاند إلى العالمية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كانت تيتيبورن جوتيمانون، مالكة مطعم محاذٍ لنهر تشاو فرايا في تايلاند، مقتنعة بأنّ فيضانًا جديدًا سيضع نقطة نهائية على عملها الذي ما زال يعاني من تداعيات جائحة "كورونا"، غير أن ارتفاع منسوب مياه النهر هذا الأسبوع بدّد قلق تيتيبورن، بعدما تحوّل إلى فرصة لم تكن في الحسبان.
وبدلا من أن تُغلق أبواب مطعمها المجاور للنهر، تركتها مفتوحة لاستقبال الزبائن الذين قصدوها بكثافة، وذلك حتى ساعات متأخرة. وقد نشروا صورًا لهم وهم يتناولون الطعام فيما تغرق أقدامهم بالمياه، وهم يضحكون محاولين تجنّب الأمواج التي يسبّبها ذهاب وإياب المراكب.
وقالت تيتيبورن التي تدير مقهى "Chao Phraya Antique" في نونتابوري شمال بانكوك: "ما هو مؤكّد أنّ الزبائن يحبّون الموج"، مضيفة: "ما اعْتقدتُ أنّه سيكون نقمة عليّ تحوّل إلى فرصة".
وقد غصّت مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطع فيديو صوّرها زبائن يجلسون على كراسٍ مبلّلة، ويأكلون الطعام، في حين تضربهم الأمواج الناتجة عن حركة المراكب الطويلة.
وكان فيضان اجتاح، في الأسابيع الأخيرة، نحو 30 مقاطعة في شمال ووسط تايلاند، ما أدّى إلى رفع منسوب المياه في هذا النهر الشهير الذي يمر ببانكوك.
أجبرت تيتيبورن على إغلاق المقهى خلال مرحلة الإقفال التام جراء "كوفيد 19"، لكنها سعيدة اليوم لأنها قرّرت مقاومة الفيضان.
وقالت لـCNN: "لم يحب الناس فقط الجو، واللحم المشوي ومنظر غياب الشمس... بل شكّل الفيضان عامل جذب إضافي وفريد من نوعه لهم"مضيفة "أشعر أنني محظوظة لأنّ الناس أعجبهم ذلك، إذ لم يحُلْ الفيضان دون قدومهم".
يستمتع الزبائن جدًا في هذه التجربة حين تتدفق المياه وتدفع بكراسيهم الخشبية بعيدًا. لذلك خصّصت تيتيبورن كرسيين يوميًّّا، حتى يختبر الزبائن شعور ارتفاع المد.
ووصف أحد رواد المقهى، حيتداناي بونرود (30 عامًا)، تجربته بأنّها "تحدّ مسلٍّ، فأنت لا تعرف إلى أين ستجرفك المياه خلال تناولك لطعامك".