بلدة "كاش" في تركيا..زاوية جميلة غير ملوثة بالبحر الأبيض المتوسط
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عند النقطة التي تنتهي عندها السماء، ينام رجل عملاق يمتد على طول سلسلة من التلال الجبلية المطلة على البحر الأبيض المتوسط.
وهكذا يبدو الأمر عند رؤيته من ميناء كاش القديم على الساحل الجنوبي لتركيا. وتقول الأسطورة إن أنثى عملاقة تعيش فوق المياه في جزيرة "ميس"، التي تُدعى "كاستيلوريزو" باللغة اليونانية.
وإذا لامسهما البحر في الوقت ذاته، سيستيقظ الاثنان ويقعان في الحب.
وهذه قصة رومانسية تناسب هذه البلدة الساحلية التي ظلت غير معروفة نسبيًا للغرباء حتى أوائل الثمانينيات عندما قام البحارة بإيقاف يخوتهم في المرفأ لإعادة تعبئتها.
كما جعل الأبناء المنفيون من عائلات إسطنبول الثرية من كاش (وهي كلمة تعني حاجب باللغة التركية) موطنًا لهم، وحملوا معهم حبهم للموسيقى، والقهوة الجيّدة، والطبيعة.
ونظرًا لطبيعتها الوعرة، وعدم وجود مطار قريب حقًا، احتفظت كاش بسحرها المتمثّل بقرية صيد صغيرة.
ومع ذلك، إلا أنها توفر الكثير من الأنشطة سواءً كنت من محبي التشمّس، أو من عشاق الطعام، أو من محبي القفز بالمظلة فوق جبل.
بلدة المقابر
ولا تزال كاش في العصر الحديث مليئة بالمقابر المنتشرة في جميع أنحاء البلدة.
ويُسهّل هذا للزائر تجربة التاريخ دون المحاولة حقًا، ولكن من المفيد تشكيل فكرة عن المكان.
ويُدعى الشارع المؤدي من محطة الحافلات إلى المسجد Cumhuriyet Meydan (أي ساحة المدينة)، ويُدعى الميناء "أتاتورك بولفاري".
ويمكنك الانعطاف غربًا في الأسفل، والتوجه على طول طريق المستشفى القديم إلى المسرح الهلنستي في الهواء الطلق من القرن الأول قبل الميلاد.
والمسرح عبارة عن وجهة مفضلة بين ممارسي اليوغا، بينما يستمتع عشاق الموسيقى بالحفلات الصيفية المجانية فيه.
وعند العودة إلى البلدة، يمكنك استكشاف واحدة من صهاريج المياه التي تبقى منها اثنان فقط، وهي جزء من العديد من صهاريج المياه التي بُنيت في الفترتين الهلنستية والرومانية .
شواطئ حالمة
وفي قطعة صغيرة من الرمال شرق الساحة الرئيسية في شاطئ Küçük Çakıl، تُحيط المطاعم ذات الأسطح الخشبية بالمنحدرات، وتظللها الأشجار المورِقة.
وهي المكان المثالي لعدم القيام بأي شيء على الإطلاق، ما عدا السباحة من وقتٍ لآخر.
وفي هذه الأيام، تنقل القوارب الصغيرة المستجمين بانتظام لشاطئين جميلين في Limanağazı.
ويجب على عشاق التاريخ زيارة الشاطئ الثاني، حيث يمكنهم اتباع مسار يصل إلى مقابر "ليسيان" (Lycian) والاستمتاع بمنظر رائع.
ويمكن ممارسة الغوص في كاش، كما أن البلدة توفر جولات على متن gület، وهي عبارة عن قوارب خشبية تقليدية، إضافةً لفرصة السفر إلى الخارج، إذ تقع جزيرة "ميس" على بعد حوالي 3.5 ميل بحري فقط.
وجهة لذيذة
وكاش جنّة لعشاق الطعام، وتقدم البلدة كل شيء، بدءًا من اللحوم المشوية على الطريقة التقليدية، والمقبلات، وقوائم الطعام النباتية، وصولًا إلى الكعكات النباتية، والقهوة.
وتوجد حانات تركية تقع في أفنية مسوّرة، ومطاعم رومانسية في حدائق تطل على البحر، ومقاهي أنيقة بسيطة تحضّر المأكولات القديمة المحبوبة بأسلوب جديد، بالإضافة إلى مطاعم عائلية مبهجة.
ويمكن لأولئك الذين يبحثون عن فرصة الاستمتاع بمشروبٍ بهدوء، التوجه إلى حانات صغيرة في شوارع Terzi وZümrüt.
ويُعد Uzun Çarşı المكان المناسب للعثور على الأحذية المصنوعة يدويًا، والسجادات، والتحف، والملابس العتيقة التي تُباع في المنازل اليونانية السابقة، والتي بُني العديد منها من قبل عائلات انتقلت عبر "ميس" في القرن الـ19.
ويعود العديد من الزوار عامًا بعد عام لأن جوهر البلدة لم يتغير كثيرًا.