صور تجسد اعتقادات سكان جزر مضيق هرمز عن الرياح والسحر

نشر
4 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- بين الرمال التي يتراوح لونها من الأسود الداكن، إلى لوني الصدأ الأحمر، والبرتقالي، والتكوينات الحجرية التي شكلتها الرياح عبر قرون من الزمن، استكشفت الفنانة المولودة في إيران، هدى أفشار، المُعتقدات المثيرة للاهتمام لسكان ثلاث جزر في مضيق هرمز.

محتوى إعلاني

وتُزين المشاهد التي وثّقتها أفشار عبر عدسها أول كتاب مُصوّر منشور لها، بعنوان "Speak the Wind".

رحلة استغرقت أكثر 5 أعوام تقريبًا

محتوى إعلاني
وُلدت وترعرعت الفنانة هدى أفشار في العاصمة الإيرانية طهران. Credit: Hoda Afshar, from the series Speak the Wind (2015-2021). Courtesy of the artist and Milani Gallery

ويتمحور كتاب أفشار حول جزر هرمز، وقشم، وهنجام، حيث كانت "المناظر الطبيعة الساحرة" لهذه الوجهات أول ما شدّ الفنانة نحوها، وفقًا لما ذكرته في مقابلة مع موقع CNN بالعربية.

بدءًا من عام 2015، زارت الفنانة جزر مضيق هرمز قبالة الساحل الجنوبي لإيران. Credit: Hoda Afshar, from the series Speak the Wind (2015-2021). Courtesy of the artist and Milani Gallery

وسافرت الفنانة لأول مرة إلى جزيرتي قشم وهرمز في عام 2015، وحرصت على العودة كل عام تقريبًا لصنع أعمالها، وإنشاء الصداقات، والعلاقات، ثم أنهت العمل على مشروعها في عام 2021.

أنهت أفشار مشروعها في عام 2021، ونشرته في كتاب عنوانه Speak the Wind. Credit: Hoda Afshar, from the series Speak the Wind (2015-2021). Courtesy of the artist and Milani Gallery

ولا تعتبر الفنانة أن عملها عبارة عن سجل للسفر، أو أنه وثائقي، كما أنه لا يحاول سرد قصة واحدة، وشرحت أفشار أن العمل "يستكشف، ومن وجهات نظر متعدّدة، ومتغيرة، العديد من التفاصيل حول الجزر، والمجتمعات التي تعيش هناك، وتاريخها، والقوى، سواءً الحقيقية وغير المرئية منها، التي تربطها ببعضهم البعض، وبالمناظر الطبيعية".

مُعتقدات غامضة

في البداية، انجذبت الفنانة إلى هذه الجزر بسبب مناظرها الطبيعية الساحرة. Credit: Hoda Afshar, from the series Speak the Wind (2015-2021). Courtesy of the artist and Milani Gallery

وأصبحت الصِلة بين المناظر الطبيعية والإيمان بقدرة الرياح على الاستحواذ عليها، الموضوع المركزي لعمل الفنانة.

وتاريخيًا، كانت المنطقة ترتبط بقوة بالساحل الأفريقي، والهند عبر التجارة.

وأدّى تاريخ التبادل التجاري أيضًا إلى تبادل السكان، والثقافة، إذ أوضحت أفشار: "لا تزال آثاره ظاهرة بوضوح في العمارة المحلية، واللباس، واللغات المستخدمة في الجزر، وهي مزيج من الفارسية، والعربية، والسواحلية، من بين لهجات الأخرى، إضافةً للمعتقدات والممارسات المتنوعة لسكان الجزر".

مكثت أفشار مع السكان المحليين في الجزيرة. Credit: Hoda Afshar, from the series Speak the Wind (2015-2021). Courtesy of the artist and Milani Gallery

وتتمثل أبرز تلك المعتقدات بـ"الإيمان بوجود رياح جيّدة، وضارة، وتمتّعها بأسماء وهَوِيّات مختلفة"، بحسب ما قالته الفنانة.

ويُعتقد أن هذه الرياح تسكن في الطبيعية، وأشجارها، ووديانها.

وتشتمل تلك الأنواع من الرياح على "زار"، وتُعتبر ضارّة بشكلٍ خاص. ويُعتقد أنها قد تستحوذ على شخصٍ ما، وتُسبب له الانزعاج، أو المرض.

إحدى المشاهد التي وثّقتها الفنانة. Credit: Hoda Afshar, from the series Speak the Wind (2015-2021). Courtesy of the artist and Milani Gallery

ومن أجل تهدئة "زار"، وشفاء المريض، تُقام طقوس معقّدة تتضمن الموسيقى، والرقص، والبخور.

وقالت أفشار: "أصول هذه المعتقدات والممارسات غير مؤكّدة. ولكن يدل وجود معتقدات وطقوس مماثلة في العديد من البلدان الأفريقية إلى أصلٍ مشترك".

ويتضمّن كتابها عناصر وتقنيات استخدمتها بشكلٍ منتظم إلى حدٍ ما في جميع أعمالها، إذ يمزج بين التصوير الفنّي والوثائقي للمناظر الطبيعية، والمشاهد التي يتم تنسيقها، وصور "البورتريه" المُرتّبة بطريقة تسعى إلى إحياء الشعر من خلال الصور.

وكان هدف الفنانة الرئيسي بتمثل بتصوير مدى تعقيدات الأشخاص، وتاريخهم، ومعتقداتهم، والمناظر الطبيعية "الأشبه بالحلم" في المنطقة.

وخلال عملها، اختارت الفنانة الحفاظ على الشعور الذي يوحي بعدم الاكتمال فيما يتعلق بالمعتقدات والتاريخ لترك بعض الأسئلة مفتوحة.

وقالت أفشار إن كتابها يتحدّث عن "كل شيء لا يمكن للتصوير الفوتوغرافي توثيقه في العملية، أي الكيانات غير المرئية مثل الريح، والأرواح، والسحر، والتاريخ".

نشر
محتوى إعلاني