دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- بين الرمال التي يتراوح لونها من الأسود الداكن، إلى لوني الصدأ الأحمر، والبرتقالي، والتكوينات الحجرية التي شكلتها الرياح عبر قرون من الزمن، استكشفت الفنانة المولودة في إيران، هدى أفشار، المُعتقدات المثيرة للاهتمام لسكان ثلاث جزر في مضيق هرمز.
وتُزين المشاهد التي وثّقتها أفشار عبر عدسها أول كتاب مُصوّر منشور لها، بعنوان "Speak the Wind".
رحلة استغرقت أكثر 5 أعوام تقريبًا
ويتمحور كتاب أفشار حول جزر هرمز، وقشم، وهنجام، حيث كانت "المناظر الطبيعة الساحرة" لهذه الوجهات أول ما شدّ الفنانة نحوها، وفقًا لما ذكرته في مقابلة مع موقع CNN بالعربية.
وسافرت الفنانة لأول مرة إلى جزيرتي قشم وهرمز في عام 2015، وحرصت على العودة كل عام تقريبًا لصنع أعمالها، وإنشاء الصداقات، والعلاقات، ثم أنهت العمل على مشروعها في عام 2021.
ولا تعتبر الفنانة أن عملها عبارة عن سجل للسفر، أو أنه وثائقي، كما أنه لا يحاول سرد قصة واحدة، وشرحت أفشار أن العمل "يستكشف، ومن وجهات نظر متعدّدة، ومتغيرة، العديد من التفاصيل حول الجزر، والمجتمعات التي تعيش هناك، وتاريخها، والقوى، سواءً الحقيقية وغير المرئية منها، التي تربطها ببعضهم البعض، وبالمناظر الطبيعية".
مُعتقدات غامضة
وأصبحت الصِلة بين المناظر الطبيعية والإيمان بقدرة الرياح على الاستحواذ عليها، الموضوع المركزي لعمل الفنانة.
وتاريخيًا، كانت المنطقة ترتبط بقوة بالساحل الأفريقي، والهند عبر التجارة.
وأدّى تاريخ التبادل التجاري أيضًا إلى تبادل السكان، والثقافة، إذ أوضحت أفشار: "لا تزال آثاره ظاهرة بوضوح في العمارة المحلية، واللباس، واللغات المستخدمة في الجزر، وهي مزيج من الفارسية، والعربية، والسواحلية، من بين لهجات الأخرى، إضافةً للمعتقدات والممارسات المتنوعة لسكان الجزر".
وتتمثل أبرز تلك المعتقدات بـ"الإيمان بوجود رياح جيّدة، وضارة، وتمتّعها بأسماء وهَوِيّات مختلفة"، بحسب ما قالته الفنانة.
ويُعتقد أن هذه الرياح تسكن في الطبيعية، وأشجارها، ووديانها.
وتشتمل تلك الأنواع من الرياح على "زار"، وتُعتبر ضارّة بشكلٍ خاص. ويُعتقد أنها قد تستحوذ على شخصٍ ما، وتُسبب له الانزعاج، أو المرض.
ومن أجل تهدئة "زار"، وشفاء المريض، تُقام طقوس معقّدة تتضمن الموسيقى، والرقص، والبخور.
وقالت أفشار: "أصول هذه المعتقدات والممارسات غير مؤكّدة. ولكن يدل وجود معتقدات وطقوس مماثلة في العديد من البلدان الأفريقية إلى أصلٍ مشترك".
ويتضمّن كتابها عناصر وتقنيات استخدمتها بشكلٍ منتظم إلى حدٍ ما في جميع أعمالها، إذ يمزج بين التصوير الفنّي والوثائقي للمناظر الطبيعية، والمشاهد التي يتم تنسيقها، وصور "البورتريه" المُرتّبة بطريقة تسعى إلى إحياء الشعر من خلال الصور.
وكان هدف الفنانة الرئيسي بتمثل بتصوير مدى تعقيدات الأشخاص، وتاريخهم، ومعتقداتهم، والمناظر الطبيعية "الأشبه بالحلم" في المنطقة.
وخلال عملها، اختارت الفنانة الحفاظ على الشعور الذي يوحي بعدم الاكتمال فيما يتعلق بالمعتقدات والتاريخ لترك بعض الأسئلة مفتوحة.
وقالت أفشار إن كتابها يتحدّث عن "كل شيء لا يمكن للتصوير الفوتوغرافي توثيقه في العملية، أي الكيانات غير المرئية مثل الريح، والأرواح، والسحر، والتاريخ".