بعد دقيقة من إقلاعها كادت تسقط في المحيط .. وراكب يروي "التجربة المروعة"
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، كادت طائرة، تابعة للخطوط الجوية المتحدة، أن تسقط في المحيط الهادئ بعد وقت قصير من إقلاعها، إذ كانت على بعد 800 قدم تقريبًا من مستوى سطح البحر، وفقًا لبيانات تتبّع الرحلة.
ولم تشر الولايات المتحدة ولا إدارة الطيران الفيدرالية إلى إصابة أي مسافر على متن الرحلة رقم 1722، بتاريخ 18 ديسمبر/ كانون الأول.
وأظهرت البيانات أن الهبوط المفاجئ نحو المحيط حدث بعد نحو دقيقة من الإقلاع.
فقدت الطائرة أكثر من نصف ارتفاعها ووصلت إلى مسافة 775 قدمًا من مستوى سطح البحر، وفقًا لبيانات FlightRadar24.
وزادت سرعة الطائرة بينما هبطت إلى ارتفاع 1425 قدمًا من 2،200 قدم، قبل أن تستعيد صعودها من مدينة كاهولوي في جزيرة ماوي بولاية هاواي الأمريكية.
وأوضح رود ويليامز، أحد الركاب على متن الرحلة، لـCNN، أنّ الطائرة بدت وكأنها تحلّق بشكل طبيعي في البداية، لكن بعد ذلك، صعدت الطائرة "بمعدل مثير للقلق" لبضع ثوان.
وقال: "بدا الأمر وكأننا نصعد إلى قمة أفعوانية. وفي تلك اللحظة، كان يمكن سماع عدد من الصرخات على متن الطائرة. وكان الجميع يعلم أنّ ثمة أمرًا غير مألوف، أو على الأقل أن ما حدث لم يكن طبيعيًا".
المجلس الوطني لسلامة النقل سيفتح تحقيقا
أعلن المجلس الوطني لسلامة النقل، في منشور عبر حسابه على "تويتر"، الثلاثاء، أنّه سيحقق في الحادثة. فيما كان سبق وأعلن أنّه لا يخطط لفتح تحقيق.
وقامت CNN بسؤال الوكالة الفدرالية عن سبب تراجعها عن قرارها.
من جهتها، أجرت إدارة الطيران الفيدرالية تحقيقًا في الحادث لكنها لم تشارك نتائجه. وأوضحت الإدارة لـCNN أنّه لا يمكن مشاركة تحقيقاتها المتعلقة بالسلامة لأن "سرية هذا البرنامج أمر بالغ الأهمية لنجاحه".
وعادة ما يشارك المجلس الوطني لسلامة النقل نتائج تحقيقاته مع الجمهور. وكتبت الوكالة على "تويتر" أنّه "من المتوقع صدور تقرير أولي (عن الحادث) خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع".
من جانبها، أعلنت شركة الخطوط الجوية المتحدة أنّها أجرت تحقيقًا، بالتعاون مع إدارة الطيران الفيدرالية واتحاد الطيارين، الذي "أدى في النهاية إلى تلقّي الطيارين تدريبات إضافية"، مضيفًة أن التحقيق لا يزال مستمرا.
ولدى الطيارين 25 ألف ساعة طيران مجتمعة.
وقام طاقم رحلة الخطوط الجوية المتحدة بإبلاغ إدارة الطيران الفيدرالية بالحادث كجزء من برنامج الإبلاغ الطوعي عن السلامة، التي راجعت بدورها الحادث واتخذت الإجراءات المناسبة، حسبما ذكرته إدارة الطيران الفيدرالية لـ CNN، الاثنين.
ورغم أنّ حالة الطقس عند وقوع الحادث غير واضحة، إلا أن خدمة الأرصاد الجوية الوطنية ذكرت أن ذلك اليوم سجّل رقماً قياسياً يومياً لهطول الأمطار في مدينة كاهولوي.
" صرخات عدة"
كان ويليامز وعائلته يجلسون بالقرب من مؤخرة الطائرة عندما هبطت الطائرة من طراز "بوينغ" 777 بشكل مخيف بعد وقت قصير من إقلاعها من مطار كاهولوي في هاواي.
وذكر ويليامز أنّ مقدمة الطائرة اتجهت بشكل "درامي" للأسفل حوالي 8 إلى 10 ثوانٍ، قبل أن تصعد بشكل حاد مرة أخرى وتستأنف الرحلة العادية.
وكانت التجربة مروعة.
وقال ويليامز: "عندما بدأت الطائرة بالهبوط، أُطلقت صرخات متعددة، في تلك المرحلة".
وتابع: "أنت تبذل قصارى جهدك للحفاظ على رباطة جأشك، من الواضح أن هناك أطفالًا على متن الرحلة، لا أحد يعرف حقًا ما الذي يحدث، ولكن في الوقت نفسه، لا يسعك إلا أن تشعر بالقلق. فأنت لا تعرف إذا كان هناك مشكلة، لكنه بالتأكيد أمر خارج عن المألوف".
ويليامز وزوجته كانا جالسين على جانبي طفليهما، وكانا ينظران إلى بعضهما البعض أثناء الهبوط الحاد.
وأضاف: "كان أمرا مثيرا للقلق، فليس لديك فرصة للتحدث أو استحضار الكلمات، بل تتمسّك بالمقعد تحتك وتصلّي بينما تلتقط أنفاسك".
وقام مضيفو الرحلة بطمأنة بعض الركاب بعد الحادث، وصدر إعلان عبر مكبر الصوت بعد حوالي 10 دقائق.
وحسبما ذكر ويليامز، قام أحد أفراد الطاقم من قمرة القيادة بمداخلة عبر جهاز الاتصال الداخلي وقال: "حسنًا يا قوم، ربما شعرتم بقوة الجاذبية خلال ذلك، لكن كل شيء سيكون على ما يرام. سنكون على ما يرام".
ودرس ويليامز الطيران في الكلية، لذا كان لديه فكرة عما كان يحدث، لكن ابنته صاحبة الـ10 أعوام، وابنه، البالغ 7 أعوام، لم يجربا السفر قبل رحلتهم إلى هاواي، لذلك لم يعرفا حقًا ما كان يحدث. أشار ويليامز إلى أنّهما كانا خائفين.
سارت بقية الرحلة بسلاسة، ثم استقلوا رحلة أخرى للعودة إلى مسقط رأسهم بولاية أوهايو.
"أحصي النعم"
لم يكن ويليامز على علم بمدى اقتراب الطائرة من المحيط حتى ليلة الأحد، بعد مرور ثمانية أسابيع على الرحلة، عندما أطلعه والده على التقرير عن الحادث.
وقال ويليامز إنه حاول التركيز على الذكريات الرائعة التي صنعوها في هاواي، واصفًا الرحلة بأنها رحلة تقام لمرة واحدة في العمر، وأنه لا يريد أن يخشى أطفاله الطيران حتى يتمكنوا من الاستمتاع برحلاتهم المستقبلية.
وقال: "الآن بعدما عرفت إحصائيًا ما حدث، وأننا كنا على بعد حوالي 5 إلى 5.2 ثوانٍ من الوصول إلى المحيط، فأنا بالتأكيد أحصي النعم".