العثور على كنز من 200 عملة معدنية رومانية.. دُفن في إيطاليا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يقوم علماء آثار في منطقة ليفورنو الإيطالية بتجميع قطع لغز عظيم، بدأ باكتشاف مذهل.
وخلال ممارسة رياضة المشي في منطقة مكشوفة من غابة في منطقة توسكانا شمال شرق ليفورنو، اكتشف أحد أعضاء مجموعة ليفورنو الأثرية للحفريات عددًا قليلاً من العملات المعدنية التي تلمع في التراب، بنوفمبر/ تشرين الثاني في عام 2021.
وبعد البحث والتنقيب بدقة، توصّل الباحثون إلى أن الاكتشاف تضمن 175 قطعة نقدية فضية من الديناري الروماني. وبحسب المجموعة، كانت جميعها تقريبًا في حالة جيدة، ما يجعلها واحدة من عدد قليل من كنوز العملات القديمة التي عُثر عليها سليمة.
لكن هذا الاكتشاف أثار عددًا من الأسئلة، مثل: من صاحب هذا الكنز؟ ممّ كان يخفيه؟ ولماذا لم يعد من أجل أخذه؟
وأمضت المجموعة الأثرية، بالتعاون مع الدكتورة لوريلا ألديريغي، عالمة الآثار المسؤولة عن محافظتي بيزا وليفورنو، أكثر من عام في قياس ووزن وتوثيق القطع النقدية، وفق ما ورد في بيان صحفي نُشر على صفحتها بفيسبوك.
وقالت ألديريغي لـCNN، إنّ "هذا الكنز جمعه إنسان خلال حياته، إنها مدخرات حياة جندي وآماله ببناء مزرعته". لكنها أشارت إلى أنه "يروي أيضًا قصة حزينة: فمالك العملات مات قبل أن يتمكن من تحقيق أحلامه بواسطة مدخراته. تروي القطع النقدية قصته".
وأشارت ألديريغي إلى أن الكنز سيُعرض قريبًا داخل صالة عرض في متحف التاريخ الطبيعي للبحر الأبيض المتوسط بليفورنو، بين 5 مايو/ أيار و2 يوليو/ تموز.
الماضي الغامض للعملات المعدنية
ولفتت ألديريغي إلى أنّه يستحيل تحديد هوية الشخص الذي دفن العملات، لكن يُرجح أن تكون العملات المعدنية كنزًا يخصّ جنديًا سابقًا خدم خلال الحرب الاجتماعية في روما، التي دارت رحاها بين عامي 91 و88 قبل الميلاد، وأثناء الحرب الأهلية بين سولا والماريان بين عامي 83 و82 قبل الميلاد.
وقام مالك الكنز بدفنه في وعاء تيراكوتا، الذي كان بمثابة حصالة على شكل حيوان. ويعود تاريخ أقدم العملات المخبأة إلى عامي 157 أو 156 قبل الميلاد، وآخرها يعود إلى 83 أو 82 قبل الميلاد، وفقًا لإصدار المجموعة الأثرية.
وأوضحت ألديريغي أنه في تلك الحقبة، كانت قيمة 175 دينارًا توازي راتب جندي لمدة عام ونصف عام تقريبًا. وأضافت أن قيمة الكنز راهنًا تتراوح بين 20 و25 ألف يورو.
وتم حفظ العملات بشكل جيد في حالتها المدفونة. وأضافت ألديريغي أن دراسة هذه العملات يمكن أن توفر للعلماء مزيدًا من الخلفية حول تاريخ العملات المعدنية منها، وكيفية استخدام الناس لها، وقد يؤدي ذلك أيضًا إلى تغييرات في التصنيف الأساسي، المنشأ في عام 1974، وما زال يستخدم حتى اليوم، لتحديد العملات المعدنية الرومانية وتأريخها.
وخلصت ألديريغي إلى "أنها واحدة من عدد قليل جدًا من كنوز العملات القديمة التي تم العثور عليها سليمة، وتوفر الكثير من المعلومات النقدية والتاريخية والاجتماعية".