علماء يفككون شفرة الحمض النووي لامرأة من قلادة عمرها 25 ألف عام
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تحمل بقايا الحمض النووي القديمة الموجودة في العظام القديمة أسرارًا شيقة عن الماضي.
لكن استخراج المواد الوراثية ينطوي على كمية معينة من الضرر للجسم المعني، لذلك كان العديد من علماء الآثار مترددين بتسليم أثمن ما لديهم من الاكتشافات الأثرية إلى مختبرات الحمض النووي.
والآن، وجد العلماء طريقة لاستخراج الحمض النووي بطريقة غير غازية، وذلك بواسطة استخدام تقنية جديدة رائدة على سنّ مثقوب يعود لغزال على الأرجح، استعمل كقلادة للزينة.
وأظهرت الدراسة التي نشرت في مجلة نيتشر العلمية، الأربعاء تفاصيل مثيرة عن الشخص الذي كان يرتدي السن، وهي المرة الأولى التي ينجح فيها العلماء بعزل الحمض النووي البشري القديم عن قطعة أثرية من العصر الحجري.
واكتُشف السن بكهف "دينيسوفا"، جنوب سيبيريا، وكانت ترتديه امرأة عاشت قبل فترة تتراوح بين 19 و25 ألف عامًا مضت، وفقًا لتحليل المادة الوراثية البشرية المحفوظة في السن.
وكانت تنتمي إلى مجموعة تعرف باسم الأوراسيون الشماليين القدماء، الذين يمتلكون صلة وراثية بأول سكان الأمريكتين.
ويتأمل العلماء أن تسمح لهم الطريقة الجديدة بالتعرف على الجنس والأصل الوراثي لصانعي، ومرتدي، ومستخدمي مجموعة من الأدوات والحلي العظمية من العصر الحجري، المكتشفة خلال عمليات التنقيب حول العالم.
وقالت ماري سوريسي، المؤلفة المشاركة في الدراسة، وأستاذة ورئيسة الأصول البشرية بكلية الآثار في جامعة ليدن بهولندا: "هذا يعني أننا سنكون قادرين على الإجابة على أسئلة بسيطة جدًا مثل المهام التي كان يقوم بها الذكور والإناث في ذلك الوقت".
يمكن أن تكشف التقنية، على سبيل المثال، إذا كان أحد الأدوات قد استخدمها إنسان النياندرتال أو أسلافنا البشر الحديثة، وفقاً لما ذكرته سوريسي.
ويحتمل أن الحمض النووي البشري بقي محفوظًا بعظمة الغزال لأنها مسامية وبالتالي يرجح أن تحتفظ بالمواد الوراثية الموجودة في خلايا الجلد والعرق والسوائل الأخرى في الجسم.
عادةً ما يستخدم الباحثون مثقابًا صغيرًا لاستخراج مسحوق العظام من الأداة أو العظمة. ووصفت إيلينا إسيل، المؤلفة الرئيسية للدراسة والباحثة البيولوجية الجزيئية في معهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية بلايبزيغ في ألمانيا، التقنية الجديدة المطورة على أنها "غسّالة مختبرية من دون حركة".
وغُمرت القلادة في محلول مخفف من فوسفات الصوديوم مع زيادة الحرارة بشكل تدريجي، ما سمح بإطلاق الحمض النووي في المحلول، حيث تم فصله وتنقيته وتسلسله باستخدام الأدوات الموجودة.
في حين أن أدوات العظام والتحف أكثر ندرة من الأدوات الحجرية، إلا أنها لا تزال أكثر شيوعًا في سجل الآثار من بقايا الإنسان، ما يفتح آفاقًا جديدة للبحث.
ومع ذلك، فإن دراسة القلادة هي في الأساس دليل على المفهوم، وليس من الواضح مدى سهولة استخراج الحمض النووي البشري القديم من الحلي والأدوات العظمية الأخرى.