في منغوليا.. استكشف الروائع الثقافية للعاصمة كاراكوروم
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)- في الماضي، كانت مدينة كاراكوروم القديمة موطن أشهر خان في العالم، وسرعان ما أصبحت واحدة من أهم نقاط التقاء طريق الحرير، وأكثرها تقدّمًا.
وتُعد المدينة واحدة من أفضل الأماكن التي يمكن زيارتها في منغوليا اليوم.
لكنّ مجدها كان قصيرً الأمد، إذ نقل قوبلاي خان عاصمة الإمبراطوريّة إلى بكين بعد 50 عامًا فقط من البدء بتطويرها.
وقد لا تكون كاراكوروم اليوم كما كانت في عهد الخان العظيم، لكنها ستشهد مستقبلاً واعدًا في ظل تعهّد رئيس منغوليا بإنعاش المدينة المتمتّعة بأهميّة ثقافيّة، في الأعوام التالية.
لكن لا تزال هناك أسباب كثيرة لزيارة المدينة الآن.
فهم ماضي منغوليا
ليس هنالك العديد من الآثار القائمة في منغوليا نتيجةً لثقافتها البدويّة.
وحتّى اليوم، لا يزال جزء كبير من تاريخ المغول باعتبارهم من أكبر وأقوى الإمبراطوريّات في العالم، مجرّد لغز يتم فكّه.
ولم تنجُ الكثير من السجلات المكتوبة، كما سردها المغول، من الإمبراطورية المنغولية، باستثناء "التّاريخ السّري للمغول".
ولا تزال المواقع الأثرية حول كاراكوروم تملأ العديد من تلك الفراغات.
وكشفت الحفريّات في كاراكوروم وحولها عن الطّرق المعبّدة، وبقايا مبانٍ مصنوعة من الطّوب، والطّين، وأنظمة التّدفئة الأرضيّة، وأدلة على صناعات النّحاس، والذّهب ، والفضّة، والحديد، وغيرها.
ويمكن العثور على الكثير من هذه الاكتشافات والقصص التي تتمحور حولها في "متحف كاراكوروم" بقلب المدينة.
معبد بوذي
عند التّخلي عن كاراكوروم عام 1585، جاء الخلاص على شكل دير بوذي أمر أمير منغولي ببنائه.
وأصبح "إردين زو" أوّل دير بوذي في منغوليا بفضل لقاء الأمير بالدالاي لاما الثّالث، وإعلانه البوذيّة التبتيّة ديانةً للدّولة.
وخلال عمليّات التّطهير السوفيتيّة في ثلاثينيّات القرن الماضي، أنقذ ستالين بعض المعابد الرئيسيّة من الدّمار، ووصفها بكونها رمزًا للحريّة الدينيّة.
وعاود الدير أنشطته بعد سقوط الاتّحاد السّوفيتي.
وفي ذروته، احتضن الدّير أكثر من 100 معبد، و300 من خيام "اليورت"، ومكث فيه ألف راهب.
واليوم، يُعد "إردين زو" من أكثر المعابد البوذيّة قداسةً في منغوليا.
الحفاظ على التّقاليد القديمة
ويُعد مركز "Erdenesiin Khuree " المنغولي لفن الخط من أبرز الأسباب لزيارة منغوليا، خصوصًا في الصيف.
وبفضل عمليّة التّوسع الأخيرة، وقدرته على تقديم مجموعة واسعة من ورش العمل، والمعارض، تركّز المؤسّسة على الترويج لمختلف جوانب التّراث المنغولي.
أين يمكنك المكوث؟
تستحق مدينة كاراكوروم الغنيّة ثقافيًا الكثير من الاهتمام.
ويجب على الزوّار التخطيط لقضاء يومين في الحد الأدنى، بغية استكشاف هذه المنطقة القديمة، وحجز ليلة واحدة على الأقل في إحدى هذه الفنادق، أو دور الضيافة، أو خيم "اليورت".
ويُعتبر فندق ومطعم "Ikh Khorum" من أكثر الخيارات ترفًا في المدينة.
ويضم الفندق 27 غرفة، وغرفة "ساونا"، ومطعمًا، وحانة.
ولا يبعد الفندق كثيرًا عن دير "إردين زو"، و"متحف كاراكوروم"، ومركز "Erdenesiin Khuree".
ومع أنّه لا يزال في مراحله الافتتاحية المبكرة، ستُشعِرك الإقامة في دار "Silver Tree" للضيافة وكأنّك تلقّيت دعوة لزيارة منزل شخصٍ ما، وذلك لكونها منزل ضيافة تديره عائلة.
وإذا أردت الاستمتاع بتجربة حقيقية في خيمة "يورت"، يُعد "Anja Camp" من أفضل الخيارات المتاحة.