عسل المانجروف النادر في السعودية.. مكافأة حُلوة من شجرة تعيش في المياه المالحة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تُمثّل غابات المانجروف "كنوزًا طبيعية" في المملكة العربية السعودية، بحسب ما ذكره الموقع الرسمي لوكالة الأنباء السعودية "واس".
وبالإضافةً إلى استخدامها كمصدرٍ للكثير من الصّناعات، يبدو أنّ هذه الأِشجار على وشك أن تُثري الأنظمة الغذائيّة في البلاد أيضًا، مع بدء المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر بإصدار تراخيص للنّحالين لإنتاج عسل المانجروف.
مكافأة حُلوة من شجرة تعيش في المياه المالحة
ووفقًا لما أشارت إليه "واس"، يُعد عسل المانجروف من أنواع العسل الجديدة التي ستنتشر في الأسواق السعودية قريبًا.
وعند سواحل الخليج، تتوزّع خلايا نحل تابعة لشركة "أمير النحل" العائلية لإنتاج العسل من زهور أشجار المانجروف.
وعند حديثه عن عسل المانجروف خلال مقابلة مع موقع CNN بالعربية، قال النّحال السعودي، وصاحب شركة "أمير النحل"، علي عبدالله السلطان: "يَعتقد الكثيرون أن عسل المانجروف يتمتّع بطعم مالح لتشرّب الأشجار المياه المالحة، ولكنه العكس تمامًا".
وتقوم الأشجار بامتصاص الماء المالح من التّربة، ولكن تتركّز الملوحة في جذورها، وأوراقها القديمة، وبالتالي يكون رحيق الأزهار نقيًا، وعسله حلو المذاق.
وحصلت الشّركة هذا العام على ميدالية ذهبيّة في مسابقة باريس الدولية لجوائز العسل، والمعنيّة بتقييم جودة العسل.
"من أنواع العسل النادرة"
ويُعتبر عسل المانجروف من أنواع العسل النّادرة، إذ لا يمكن لجميع النّحالين إنتاجه "إلا في أماكن محدّدة في العالم"، وفقًا لما ذكره السلطان.
وتنمو أشجار المانجروف في بيئة تختلف تمام عن باقي الأشجار، بحسب ما أشار إليه النحال السعودي، إذ ترتوي من مياه البحر، وتستمد الغذاء من بقايا صغار الأسماك، والرّوبيان، والكائنات البحريّة التي تنمو في بيئة خصبة أسفلها.
وأوضح السلطان أن الجانبٍ الإيجابي، يتمثل بعدم حاجة الأشجار إلى أي مبيدات حشرية، أو تدخل من الانسان بشكلٍ مباشر للعيش، وينعكس ذلك على العسل المُنتج من هذه "الشجرة المعجزة".
وإلى جانب استخدامها لاستخراج العسل، أشار السلطان إلى الفوائد التي تعود على البيئة نتيجة زراعة أشجار المانجروف، والتي تشمل زيادة الثّروة السمكية، وتعزيز الحياة البحريّة في المنطقة المائيّة المحيطة بها، فضلاً عن دورها في تخزين الكربون من الجو، ما يُقلّل من التلوّث الجوي على المدى الطّويل.