صنعا التاريخ.. هذا الثنائي الأمريكي من الصم قهرا قمة جبل إيفرست

نشر
7 دقائق قراءة
Credit: Courtesy Shayna Unger and Scott Lehmann

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يوثق المغامران الأمريكيان سكوت ليمان وشينا أونغر، وهما ثنائي أصم، تجاربهما خلال شقّ طريقهما إلى قمم أعلى الجبال في العالم.

محتوى إعلاني

وفي 22 مايو/ أيار الماضي، أصبح أونغر وليمان ثالث ورابع شخصين من الصم يصلان إلى قمة جبل إيفرست.

محتوى إعلاني

وبالصدفة، في الطريق إلى الأعلى، التقى الثنائي بثاني شخص أصم يصل إلى القمة، وهو المواطن الماليزي محمد هواري هاشم، الذي صعد إلى القمة في 18 مايو/ أيار الماضي، وشوهد وهو يبتسم بفخر حاملًا العلم الماليزي في صورة تمت مشاركتها على منصات التواصل الاجتماعي.

وهكذا، تسلق ثلاثة أشخاص من الصم أعلى جبل في العالم في ظرف أيام تفصل بينهم، بعد سنوات قليلة فقط من إلغاء الحظر المفروض على المتسلقين من ذوي الاحتياجات الخاصة من قبل المحكمة النيبالية العليا، ما أثار موجات من الفخر عبر مجتمع الصم العالمي.

ويقدّر الاتحاد العالمي للصم أن هناك 70 مليون شخص أصم في العالم، يستخدمون أكثر من 300 لغة إشارة مختلفة، بينهم أونغر وليمان.

وقامت CNN بإجراء مقابلة مع الثنائي عبر منصة "زووم" باستخدام لغة الإشارة الأمريكية لمعرفة التحديات والصعوبات التي يواجهها مجتمع الصم العالمي.

المتسلقون الصم في ازدياد

محمد هواري هاشم (أقصى اليسار)، ودليل الشيربا، وشاينا أونغر، وسكوت ليمان في معسكر قاعدة إيفرستCredit: Courtesy Shayna Unger and Scott Lehmann

حتى هذا العام، تسلّق شخص واحد فقط من الصم قمة إيفرست، أي متسلق الجبال الياباني ساتوشي تامورا، الذي نجح خلال محاولته الثالثة، في عام 2016.

وفي العام التالي، أعلنت نيبال أنها لن تصدر بعد الآن تصاريح التسلق للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، بما في ذلك الصم، إذ زعم البعض أنها ستتسبب بالمزيد من الجهد لجماعة "الشيربا"، الذين يساعدون المغامرين خلال الرحلات الاستكشافية فوق الجبال.

وأثار القرار غضب المتسلقين ذوي الاحتياجات الخاصة، بما في ذلك هاري بودها ماغار، وهو جندي من الجورخا النيبالي المولد والذي أصبح مبتورًا عندما داس على عبوة ناسفة أثناء خدمته في أفغانستان.

كان أحد النيباليين الذين حاربوا الحظر في المحكمة العليا في نيبال، الذي ألغي بالفعل عام 2018.

نجح ماغار في صعود قمة إيفرست في 19 مايو/ أيار الماضي من هذا العام، ليصبح أول مبتور طرفين فوق الركبة يكمل الصعود.

يمكن لبيئة إيفرست أن تجعل التواصل صعبًا على أي شخص، سواء أصم أم لا، ويمكن للرياح والثلوج أن تصعب من رؤية وسماع الآخرين، بينما يضيف الظلام طبقة إضافية من التحدي البصري.

وبدأ الثنائي في التسلق معًا فقط في عام 2015، عندما تسلقا قمة جبل كليمنجارو.

اكتسب ليمان خبرة أكبر بكثير بعد القيام برحلة مع الأصدقاء بعد تخرجه من Gallaudet، جامعة الفنون الحرة الوحيدة في العالم للصم وضعاف السمع.

منذ ذلك الحين، وقع في حب التسلق، لكنه أصيب بالإحباط بسبب نقص الموارد المتاحة بلغته الأم.

ورغم التحاقه بدورة تدريبية، أخبره المدرب أنه سيتعين عليه تعيين مترجم شفوي ودفع أجره بنفسه، ثم الحصول على مترجم لمرافقته في كل رحلة استكشافية.

بدلاً من ذلك، لجأ إلى منصة "يوتيوب"، لكن معظم مقاطع الفيديو لم تكن مترجمة، أو أن التسميات التوضيحية الآلية لم تكن جيدة بما يكفي للمتابعة.

بشكل عام، قال إنه تعلم من خلال التجربة والخطأ، عبر مشاهدة المتسلقين الآخرين وتقليدهم، ثم قام بتعليم أونغر كيفية التسلق.

عادةً ما يستخدم الزوجان تطبيق Big للترجمة الصوتية إلى نصوص للتواصل مع المرشدين والمتسلقين الآخرين، لكن إشارة الهاتف على ارتفاعات عالية تكون شبه معدومة حتى في أحسن الأحوال.

كما أن الكتابة تمثل تحديًا  بالنسبة لهما على ارتفاع 25 ألف قدم، إذ سيتعين عليهما خلع قفازاتهما لاستخدام شاشة الهاتف الذكي التي تعمل باللمس، الأمر الذي يشكل خطرا في درجات الحرارة الباردة تلك.

لذا قرر أنغر وليمان افتراض عدم نجاح أي تقنية على قمة إيفرست، وشرعا في تعلم التواصل قدر الإمكان من دونها.

قبل الشروع برحلة الصعود، تهاون الثنائي مع جماعة الشيربا لتعليمهم بعض أساسيات لغة الإشارة الأمريكية والاتفاق على الإشارات والإشارات المرئية التي يمكن لجميعهم استخدامها.

بحلول الأسبوع الثالث من التسلق معًا، كان الزوجان وجماعة شيربا قادرين على التواصل بسهولة، من دون استخدام أي تطبيق هاتف أو حتى الكتابة على الورق.

أثبت العمل الإضافي قبل رحلة التسلق أنه بالغ الأهمية.

وعلى مقربة من القمة، امتلأ قناع ليمان بالجليد وبدأ في الذعر. ومع ذلك، كان قادرًا على التواصل مع شيربا الخاص به، الذي قام بسرعة بإصلاح القناع وأعاد المجموعة إلى المسار الصحيح.

يقول أونغر: "هناك الكثير من الحواجز المختلفة التي كان علينا المرور بها للوصول إلى إيفرست، لذلك عندما وصلنا إلى القمة شعرنا أننا تغلبنا على الصعاب".

وتابعت: "شعرنا بالفخر حقا".

وكان هذا العام عاما جدليا على الجبل، إذ تعرضت نيبال لانتقادات واسعة لإصدارها أكبر عدد من تصاريح التسلق على الإطلاق، وسط مخاوف من الاكتظاظ المحتمل.

حتى الآن، تم تأكيد وفاة 12 متسلقًا في موسم 2023، وخمسة آخرون - بمن فيهم المتسلق الماليزي هاشم- في عداد المفقودين.

ويرجح أن أونغر وليمان كانا آخر شخصين رآهما هاشم قبل إعلانه في عداد المفقودين.

وتقول أونغر: "بالطبع نحن نعلم أن تسلق الجبال مصحوب بالمخاطر. ولكن حدث ذلك لصديقنا وفرد من مجتمع الصم، لم يكن الأمر سهلاً بالنسبة لنا".

يهدف الثنائي إلى أن يصبحا أول متسلقين من الصم يكملا تحدي القمم السبعة، أي تسلق أعلى جبل في كل قارة. وتمكن 460 شخصًا حتى الآن من تحقيق هذا الإنجاز.

وبعد صعودهما الناجح إلى قمة إيفرست، يضعهما ذلك في منتصف الطريق لتحقيق هدفهما. فبالإضافة إلى قمة كليمنجارو، وصلا أيضًا إلى قمة أكوناغوا ودينالي، أعلى قمتين في أمريكا الجنوبية والشمالية على التوالي.

نشر
محتوى إعلاني