هل نشهد انقراض طيور البطريق الإمبراطور بسبب ارتفاع درجات الحرارة؟

نشر
4 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- بسبب ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى مستويات غير مسبوقة، أصبحت طيور البطريق الإمبراطور، إحدى أكثر الأنواع شهرة في القارة القطبية الجنوبية، مهدّدة بالانقراض.

محتوى إعلاني

وأظهرت دراسة نُشرت في مجلة Nature Communications Earth & Environment الخميس، أنّ 4 من أصل 5 مستعمرات لطيور البطريق الإمبراطور تم تحليلها في بحر بيلينغسهاوزن، غرب شبه الجزيرة القطبية الجنوبية.

محتوى إعلاني

ولم تشهد أي فراخ على قيد الحياة العام الماضي، حيث عانت المنطقة من خسارة هائلة في الجليد البحري.

ويعد هذا "الفشل الكارثي في التكاثر" أول حادث مسجّل من نوعه، بحسب ما ذكره التقرير.

ويدعم التوقعات بأن أكثر من 90٪ من مستعمرات البطريق الإمبراطور ستكون "شبه منقرضة" بحلول عام 2100 مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية.

وتعتمد طيور البطريق الإمبراطور على الجليد البحري من أجل التعشيش وتربية فراخها.

وتضع بيضها بين شهري مايو/ أيّار ويونيو/ حزيران. وتصبح الفراخ مستقلة في شهر ديسبمبر/ كانون الأول أو شهر يناير/ كانون الثاني، بعد تطوير ريشها المقاوم للماء.

لكن في العام 2022، شهدت بعض أجزاء المنطقة خسارة كاملة بحلول نوفمبر/تشرين الثاني.

وقال الباحثون الذين يراقبون صور الأقمار الصناعية إنهم اعتادوا على رؤية نقاط سوداء على الجليد خلال هذه المرحلة من العام. لكن، فجأة لم يلحظوا أي منها.

وقال نورمان راتكليف، المؤلف المشارك للدراسة وعالم الأحياء المتخصّص بالطيور البحرية لدى هيئة المسح البريطانية للقارة القطبية الجنوبية، إنه عندما ينكسر الجليد البحري في وقت مبكر، يمكن أن تسقط الفراخ في الماء وتغرق.

وأوضح لـCNN: "يمكن أيضًا أن تنجرف بعيداً على الطوافات، وتفقدها الحيوانات البالغة، ثم تتضوّر جوعاً حتى الموت".

وخلال السنوات القليلة الماضية، كان العلماء يدقون ناقوس الخطر بشأن التراجع الحاد للجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية.

ولا يزال العلماء يحاولون معرفة الأسباب، لكن الكثيرين يعتقدون أن أزمة المناخ التي يسببها الإنسان هي المحرك الرئيسي لذلك.

وبحسب ما ورد في التقرير، فإنّ 30% من مستعمرات البطريق الإمبراطور المعروفة وعددها 62 مستعمرة في القارة القطبية الجنوبية، تأثرت بفقدان الجليد البحري جزئيًا أو كليًا، بين العامين 2018 و2022.

وقالت كاساندرا بروكس، الأستاذة المساعدة في جامعة "كولورادو بولدر" التي أجرت بحثًا مكثفًا حول الأنواع في القطب الجنوبي، وغير المشاركة في البحث، إنّ الدراسة توفر دليلًا إضافيًا على أن طيور البطريق الإمبراطور تواجه مخاطر تهدد بقاءها على قيد الحياة.

ولن يؤثر اختفاء الجليد البحري على طيور البطريق فقط.

لكنّه يُعرّض أنوعًا أخرى للخطر أيضًا، من بينها الفقمات، والكائنات الحية الدقيقة والطحالب التي تُغذّي الكريل، وهو يعتبر حيويًا للنظام الغذائي للعديد من الحيتان في المنطقة.

وقال راتكليف: "هذا الأمر مثير للقلق للغاية بالنسبة لعلم المحيطات الفيزيائي، وبيولوجيا القارة القطبية الجنوبية، والنظم البيئية التي تعتمد عليها".

نشر
محتوى إعلاني