الكشف عن آلاف المنشآت الخفية في غابات الأمازون.. ما سرّها؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- من أعماق غابات الأمازون المطيرة، تم تسليط الضوء على العديد من المنشآت الترابية المجهولة التي تعود إلى عصر ما قبل كولومبوس. وبحسب بحث جديد، لا يزال هناك أكثر من 10 آلاف من هذه المنشآت في انتظار اكتشافها.
وعبر حوض الأمازون،تتشابك أغصانها أشجار الغابات المطيرة الوارفة على مسافة ملايين الكيلومترات.
وفي الأرض، أي أسفل الأشجار، توجد بقايا قديمة مخفية لمساكن بشرية تعود لفترات سحيقة.
ويُعرّف عنها بكونها أعمال التربة، وقد تم تشكيلها من قبل السكان الأصليين، الذين عاشوا في المنطقة منذ حوالي 500 إلى 1,500 عام.
وتم ربط أعمال التربة بالاستخدامات الاحتفالية والدفاعية، حيث تقدم لمحة عمّا قد تبدو عليه المستوطنات القديمة.
وتم الكشف عن العديد من أعمال التربة في الأمازون التي سبقت وصول المستعمرين الأوروبيين، في المناطق التي أزيلت منها الغابات.
لكن، يشتبه الباحثون بوجود المزيد من هذه المواقع غير المرئية التي قد تكون مخبأة تحت أوراق الشجر الكثيفة.
وبذلك، قام العلماء بمراجعة عمليات مسح التضاريس التي أجريت با باستخدام طريقة الاستشعار عن بعد، وهي تُعرف باسم كشف الضوء والمدى، أو الليدار.
وقال الجغرافي فينيسيوس بيريباتوس، الباحث في المعهد الوطني البرازيلي لأبحاث الفضاء في ساو باولو: "إن جهاز الليدار ضروري حقًا لتأكيد وجود المنشآت، خصوصًا تحت الغابة".
ويذكر أن بيريباتوس هو المؤلف الرئيسي لدراسة توثق الاكتشافات، والتي نشرت في 5 أكتوبر/ تشرين الأول، في مجلة Science.
وقام مؤلفو الدراسة أيضًا بتقييم عقود من بيانات تسجيل أنواع الأشجار عبر منطقة الأمازون، بحثًا عن علامات الأنواع المعروفة بإدارتها وتدجينها من قبل شعوب ما قبل كولومبوس.
وتضمنت الدراسة الجديدة جهود 160 باحثًا، وبيانات تم جمعها على مدار 80 عامًا.
وجمعت بين تقنية الليدار وسجلات توزيع الأشجار الأمازونية في نماذج تتكهن ببتقدير للأماكن التي قد يتم العثور فيها على أعمال ترابية غير معروفة.
وقال بيريباتوس لـCNN: "بداية، لم نكن متأكدين مما إذا كنا سنعثر على أي شيء.. لقد كان نوعًا من المقامرة التي أثمرت لحسن الحظ".
تحت المظلة
كشف تحليل بيانات الليدار عن 24 عملاً ترابيًا لم يكن معروفًا سابقًا في مناطق منتشرة عبر حوض الأمازون.
وتُمثّل المساحة التي يغطيها الليدار 0.08% فقط من غابات الأمازون المطيرة، والتي تمتد على حوالي 2.6 مليون ميل مربع، أي 6.7 مليون كيلومتر مربع.
وقال بيريباتوس: "نظرًا إلى أن منطقة الأمازون كبيرة جدًا، فلا يمكننا أن نطير باستخدام تقنية الليدار فوق كل شيء".
لذلك، قام العلماء أيضًا برسم خرائط لـ937 موقعًا ترابيًا معروفًا.
وتم إصدار تعليمات خاصة بالنموذج لتسليط الضوء على أعمال التربة المحتملة، التي تشترك في ميزات طوبوغرافية مماثلة مع المواقع المكتشفة مسبقًا.
ويُقدّر النموذج أنه من المحتمل أن يكون هناك أكثر من 10 آلاف، وربما أكثر من 23 ألف من الأعمال الترابية الكامنة تحت مظلة الأمازون.
وقال بيريباتوس إن النتائج يمكن أن تدفع إلى القيام ببعثات أثرية جديدة إلى أجزاء من الأمازون لم يتم التحقيق فيها من قبل.
وأضاف أن الوجود المحتمل لآلاف عدة من الأعمال الترابية التي تعود إلى ما قبل كولومبوس يمكن أن يلعب أيضًا دورًا في النقاشات السياسية الجارية في البرازيل حول حقوق الأرض.
وبذلك، يتم تأكيد الوجود التاريخي للشعوب الأصلية في المناطق المتنازع عليها، وتعزيز مطالبات أحفادهم بأراضي أجدادهم.