أمريكية "تقول وداعًا" للولايات المتحدة و"تهاجر" إلى إيطاليا..ما السبب؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بعدما عانت من فراق والدتها، وفقدان وظيفتها، وإتمام إجراءات طلاقها، كانت باربرا بارتو على مفترق طرق في حياتها.
وقد كافحت الأمريكية البالغة من العمر 62 عامًا، والتي كانت تعمل كمديرة مكتب للعثور على وظيفة أخرى، وشعرت كما لو أنها تجاوزت "تاريخ انتهاء صلاحيتها".
وقرّرت بارتو أنه حان وقت التقاعد بالنسبة لها. ولكن، مع ذلك كانت تشعر بالقلق حيال كونها لن تتمكن من العيش بشكل مريح بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة في الولايات المتحدة.
ولسنوات عديدة، كانت تحلم بحزم أمتعتها والانتقال إلى بلد آخر، ولكنها لم تكن تملك الشجاعة الكافية سابقًا.
فصل جديد
وقالت بارتو لـ CNN: "لم أكن قط من هؤلاء الأشخاص الذين يتنقّلون ويقومون بخوض مغامرات كهذه، لذلك اعتقدت أنه بما أنني وصلت إلى هذا العمر، فمن الأفضل أن أجرب وأرى كيف ستسير الأمور بالنسبة لي"، موضحة أن إيطاليا، التي زارتها لفترة وجيزة في الثمانينات، كانت على رأس قائمة الدول التي ترغب في العيش فيها.
وفي عام 2020، بدأت بارتو في حضور ندوات منتظمة عبر الإنترنت استضافتها شركة "A Home In Italy" التي تساعد الأجانب بشراء العقارات في الدولة الأوروبية، لمعرفة ما إذا كانت هذه الخطوة ممكنة أم لا، قائلة: "وجدت أنني أستطيع تحمل تكاليف خطوة الانتقال هذه، وأن المكان أكثر ملائمة مقارنة بالعيش في الولايات المتحدة".
وفي أبريل/ نيسان عام 2021، سافرت بارتو إلى إيطاليا لبدء البحث عن منزل. وقد عاينت حوالي 6 منازل قبل أن تختار عقارًا خارج قرية بالومبارو في منطقة أبروزو بجنوب إيطاليا.
وافقت بارتو على شراء المنزل الذي يتكونّ من ثلاث غرف نوم، ويأتي مع مساحة 4046.86 متر مربع من الأرض مليئة بحوالي 200 شجرة زيتون، في مقابل 123 ألف يورو، أي ما يعادل 123 ألف دولار حيث كان سعر التحويل يبلغ دولارًا لليورو الواحد عند اكتمال البيع في أواخر عام 2021.
وأوضحت: "لا يمكنك شراء منزل [مثل هذا] في الولايات المتحدة مقابل ما دفعته"، مضيفة أن الشركة التي كانت تعمل بها اهتمت بالوثائق اللازمة، ووجدت أن العملية بسيطة للغاية.
وبهدف التأهل للحصول على تأشيرة الإقامة الاختيارية، أي تصريح إقامة طويلة للمواطنين من خارج الاتحاد الأوروبي الذين يعتزمون الإقامة في إيطاليا، كان عليها الحصول على تأمين طبي وتقديم بيانات مصرفية مختلفة ومعلومات مالية لإثبات أن لديها ما يكفي من الدخل لدعم نفسها أثناء إقامتها في البلاد.
وبمجرد الانتهاء من الإجراءات، بدأت بارتو في التخطيط لانتقالها إلى إيطاليا.
وقالت: "لقد كان الأمر خياليا نوعًا ما. إنه شعور غريب، أن تحزم أمتعتك وتترك حياتك لتنتقل إلى مكان مختلف. لذلك شعرت بنوع من الحزن، ولكني كنت متحمسة في الوقت ذاته".
وفي أكتوبر/تشرين الأول عام 2022، ذهبت بارتو إلى إيطاليا لتبدأ حياتها الجديدة.
وتتذكر بارتو أن الأمر لم يستغرق وقتًا طويلاً لتعتاد على الحياة في أبروتسو، وقد جعلها السكان المحليون تشعر بالراحة على الفور.
ومع ذلك، لا تخفي بارتو توترها الشديد في البداية بشأن القيادة في البلاد، إذ أوضحت: "الإيطاليون يثيرون الخوف على الطرق. وبطبيعة الحال هذه منطقة جبلية. لذا، هناك الكثير من المنعطفات الملتوية والطرق الجبلية الوعرة والضيقة".
ولحسن الحظ، فقد اعتادت على الأمر مع مرور الوقت.
وبينما لا يدفع المقيمون الإيطاليون ضرائب عقارية على مكان إقامتهم الرئيسي، يتعين على أصحاب العقارات غير المقيمين دفع ضريبة الأملاك المحلية.
وليست بارتو متأكدة مما إذا كان سيتعين عليها دفع الضرائب على منزلها، لكنها قالت إنها واثقة من أنها ستكون أقل مما كانت تدفعه في مسقط رأسها بولاية تكساس الأمريكية.
وأضافت: "البقالة أقل كلفة بكثير هنا. يمكنني توفير الكثير من المال، وهو أمر يناسبني تمامًا".
واكتشفت بارتو أيضًا أنها أكثر ميلا إلى المغامرة في إيطاليا، حيث تقضي معظم وقتها في استكشاف البلاد، من خلال ركوب الحافلات والقطارات للتنقل.
حاجز اللغة
رغم أنها تعلمت القليل من اللغة الإيطالية، إلا أن بارتو لا تزال تجدها صعبة، وتعتمد بشكل أساسي على ترجمة "غوغل" عندما يتعلق الأمر بالتواصل مع الإيطاليين.
وتشرح قائلة: "إذا ذهبت إلى البنك، وأحتاج إلى إجراء سحب مالي، فسأكتب عبارة: أود أن أقوم بالسحب المالي، ثم أتدرب على نطقها في السيارة عدة مرات، حتى عندما أدخل البنك، يمكنني أن أخبرهم بما أحتاج إليه".
بعد أن عاشت في إيطاليا لمدة عام تقريبًا، تشعر بارتو وكأنها في وطنها وتأمل في البقاء في البلاد بشكل دائم.
وتضيف: "إذا كانت لدي أي مشاكل صحية كبيرة لا أستطيع حلها هنا، فسأعود إلى وطني. ولكن بالنسبة للجزء الأكبر، أريد البقاء هنا".
يمكن لغير المواطنين الحاصلين على إقامة إيطالية التسجيل في نظام الرعاية الصحية الوطني الإيطالي للحصول على الرعاية الصحية العامة الإيطالية، رغم أنه قد يتم تطبيق رسوم سنوية بحسب الظروف.
وقد التقت بارتو بالعديد من المغتربين الآخرين في جميع أنحاء البلاد، وغالبًا ما تندهش من عدد الأشخاص الذين تركوا حياتهم خلفهم للمجيئ والعيش في إيطاليا.