لعشاق الرحلات البرية..هكذا تبدو تجربة القيادة على الطرق في السعودية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أول ما قد يتبادر في الأذهان عند التفكير في الرحلات البرية يتمثل بالقيادة على طول الطرق السريعة في الولايات المتحدة، أو التجوال من بلد إلى آخر عبر الجبال والوديان في أوروبا.
ولكن عشاق الرحلات البرية سيجدون على أرض المملكة العربية السعودية وجهة مختلفة كليا، حيث توفر تجربة قيادة متنوعة ومدهشة، عبر الصحاري المذهلة، والمدن الصاخبة، والواحات الخضراء.
وتتمثل إحدى الرحلات البرية الشهيرة، للزوار والسكان المحليين على حدٍ سواء، في الطريق السريع الذي يمر عبر المنطقة الشرقية للبلاد، ويمتد على طول ساحل الخليج، وتحده الكويت في الشمال، وقطر، والبحرين (عبر جسر خارجي)، وسلطنة عُمان، والإمارات العربية المتحدة في الجنوب.
إليك ما تحتاج معرفته حول القيام برحلة برية في هذا الجزء من المملكة العربية السعودية
استئجار سيارة
ويُعد الوصول إلى ساحل المنطقة الشرقية أمرًا سهلاً نسبيًا عبر رحلات مباشرة من وجهات أخرى في الشرق الأوسط إلى المطارات الدولية بالقرب من مدينتي الدمام والأحساء الساحليتين، على بعد حوالي 50 كيلومترًا داخليًا.
عادةً، سيُسمح لك بقيادة السيارة المستأجرة في الخارج إذا رغبت في ذلك، ما يسمح لك بالتنقل بين دول ساحل الخليج. ولكنك ستحتاج إلى إخطار شركة التأجير مسبقًا، والحصول على خطاب إذن منها لإبرازه على الحدود، بالإضافة إلى تأشيرة صالحة.
يمكن أن تكون القيادة في السعودية مختلفة، بدءًا من الطرق السريعة فائقة الحداثة وحتى المسارات المرصوفة بالحصى، وغالبًا ما ستجد طريقك محجوبًا بالكثبان الرملية، بالإضافة إلى وجود مسافات طويلة بين المدن.
وهذا يعني أنه من المستحسن استئجار سيارة دفع رباعي أكبر حجمًا والتي ستخرجك من المشاكل المحتملة على الطرق الوعرة، بالإضافة إلى توفير الراحة وإطلالات أفضل.
على الطريق
وتُعد شبكة الطرق في البلاد حديثة نسبيًا، وتربط جميع النقاط الرئيسية على الخريطة. ويمتد طريق رئيسي على طول الساحل الشرقي، مع امتداد جديد افتُتح هذا العام بين سلوى، على الحدود القطرية، وميناء العقير السعودي، لينضم إلى أجزاء الطريق السابقة وغير المنتظمة إلى حد ما.
وأصبح من الممكن الآن البقاء على طريق واحد، وهو الطريق السريع 5، على طول الطريق من الإمارات العربية المتحدة إلى الكويت، مع وجود الكثير من المحطات الجديرة بالاهتمام.
والمسار عبارة عن طريق مزدوج، يعبر صحراء رملية ومسطحة، حيث البحر على جهة اليمين، إذا كنت تقود السيارة شمالاً.
ورغم أن الطريق - وجميع الطرق الرئيسية في المملكة العربية السعودية - تتم صيانتها، إلا أن هناك تهديدًا مستمرًا بغمر الامتدادات تحت الرمال.
تفتقر بعض الامتدادات إلى حواجز للإبل، لذا يجب على السائقين أن يكونوا على دراية دائمًا بوجود "سفن الصحراء" التي تتجول على الطريق.
وتتوفر محطات الخدمة على الطريق. ومع ذلك يجب على السائقين مراقبة خزان السيارة بانتظام دائمًا، حيث قد تكون هذه المحطات متباعدة في بعض الأحيان.
وما لم تكن لديك الخبرة الكافية أو ترافق شخصا يعرف الطرق الوعرة، فمن الأفضل البقاء على الطريق الرئيسي. وتتطلب القيادة على الرمال الكثير من المعرفة.
ولا تستبعد أن تعلق في الرمال، إذ أنه احتمال حقيقي وخطير.
وإذا أتيحت لك الفرصة لتجربة القيادة على الرمال مع سائق يتمتع بخبرة، فلا تتردّد في خوض هذه التجربة المثيرة. وفي المنطقة الشرقية يوجد الكثير من الكثبان الرملية الجميلة نظرًا لقربها من الربع الخالي، أي أكبر صحراء رملية في العالم.
على طول الساحل
يعود تاريخ المملكة العربية السعودية الغني إلى عصور ما قبل التاريخ. وتُعتبر البلاد بمثابة نقطة طريق طويلة على طرق التجارة المهمة وتقاطعت فيها القبائل البدوية لعدة قرون، وتنتشر في البلاد بأكملها مواقع تاريخية قديمة أصبحت متاحة لزيارة السياح خلال السنوات الأخيرة. والمنطقة الشرقية ليست استثناء.
وستُصادف خلال القيادة على طول الطريق الساحلي العديد من القلاع.
وتقع قلعة العقيق في منتصف الطريق تقريبًا بين سلوى والخبر بالقرب من البحرين، وتحيط بها مياه الخليج الفيروزية اللون الجميلة. ويعد تاريخ القلعة، المغلقة حاليا بسبب التجديد، غامضا بعض الشيء، إذ لا توجد سجلات تشير إلى من قام ببنائها، ولكن يُعتقد أن عمرها حوالي 300 عام.
على طول الطريق نفسه، شمال الدمام مباشرةً، تقع قلعة تاروت المهيبة على جزيرة تاروت، ويمكن الوصول إليها عبر جسر.
ومع وجود نقوش تعود إلى عصر بلاد ما بين النهرين، يُعتقد أن قاعدة القلعة يبلغ عمرها حوالي 7000 عام. وأعيد بناء القلعة نفسها عدة مرات على مرّ القرون، ما أدى إلى مزيج من التأثيرات التاريخية.
وعلى حافة الجزيرة، توجد مستنقعات منغروف تستضيف في فصل الشتاء عددًا لا يحصى من طيور النحام التي تضيف لمسة من اللون الوردي إلى المياه الفيروزية اللون.
في الصحراء
وعلى بعد ساعة تقريبًا، باتجاه الأحساء، تقع مدينة الهفوف، وهي مدينة تقع ضمن ما تصفه اليونسكو بأنها أكبر واحة في العالم.
وتغطي نحو 3 ملايين شجرة نخيل المدينة والقرى الصغيرة المحيطة بها. ويُعد وسط مدينة الهفوف القديمة قاعدة رائعة لاستكشاف الواحة والمعالم التاريخية القريبة.
وتشمل الأماكن التي يجب مشاهدتها قصر إبراهيم، الذي يعود تاريخه إلى العصر العثماني، وأصبح الآن متحفًا، بالإضافة إلى سوق القيصرية، الذي يتميز بأجواء خاصة في ليلة الجمعة عندما تجذب أكشاك الطعام والعديد من العروض الموسيقية الحشود.
ويُشبه التجول في أزقة الهفوف القديمة العودة بالزمن إلى الوراء، واكتشاف المباني القديمة المزينة بفن الشارع الحديث، من شارع الملك خالد إلى قصر إبراهيم.
وتُعتبر كهوف القارة من أروع المعالم السياحية، وهي ليست كهوفًا بالمعنى التقليدي، إذ أنها في الواقع مدخل إلى جبل القارة، وهو عبارة عن كتلة وحيدة من الصخور ترتفع فوق الواحة والتي تآكلت بمرور الوقت بسبب الأمطار والرياح لتشكل ممرات، وكهوف، وأعمدة، وأودية منعزلة، والعديد من الأماكن المفتوحة على السماء.
وهذه الكهوف آمنة ومضاءة بشكل جميل، وتوفر طريقة رائعة لقضاء ساعة من الوقت أو نحو ذلك.