في كندا.. خوف على مصير حطام سفينة غامضة اكتُشفت حديثًا من عاصفة جديدة!

نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- ظهر فجأة حطام سفينة غامضة على شواطئ مجتمع ساحلي في جزيرة "نيوفاوندلاند" بكندا الشهر الماضي، ويُعتقد أنّ عاصفة شديدة رفعتها من قاع البحر. وفيما تتجه عاصفة جديدة نحو شرق البلاد راهنًا، يتسابق المجتمع مع الزمن لإنقاذ الحطام.

وكان أحد السكان المحليين اكتشف الحطام الموجود في المياه الضحلة القريبة من بلدة كيب راي الصغيرة، صباح الـ20 من يناير/كانون الثاني.

محتوى إعلاني

وبمجرّد أن سمع شون باث وتريفور كروفت، كلاهما من مبادرة الموانئ النظيفة (Clean Harbours Initiative)، بالأمر، جلبا معدات الغوص الخاصة بهما وتوجّها إلى الشاطئ.

وأثناء السباحة حول السفينة، حاول كلاهما تأمينها من طريق ربط الحبال حول هيكلها البالغ طوله 100 قدم (30 مترًا تقريبًا).

صورة جويّة لحطام السفينة عند ساحل بلدة كيب راي الكندية. Credit: Corey Purchase/AFP/Getty Images

وقال كروفت لـCNN: "إنّها تجربة سحرية للغاية عندما تكون أحد الشخصين الأولين اللذين يقفان على تلك السفينة منذ مئتي عام على الأرجح".

وعمل كلاهما في المنطقة لعامين كجزء من عملية تنظيف للسواحل في أعقاب إعصار "فيونا" الذي ضرب ساحل المحيط الأطلسي في كندا عام 2022، والذي اعتُبِر أحد أقوى العواصف في تاريخ البلاد.

عمل شون باث مبادرة الموانئ النظيفة (Clean Harbours Initiative) على تأمين حطام السفينة. Credit: Courtesy Shawn Trevor/Clean Harbours Initiative

ويعتقد باث أنّ إعصار "فيونا" الذي أزاح حطام السفينة بداية من مكانها قبل انجرافها ببطء نحو الساحل الجنوبي الغربي لجزيرة "نيوفاوندلاند"، مدفوعةً بالعواصف وأمواج البحر.

والآن مع اقتراب عاصفة جديدة، يسعى المجتمع جاهدًا لمنع تضرر السفينة من قِبَل العناصر ذاتها التي أوصلتها إلى شواطئهم.

ويقول الخبراء إنّ حطام سفينة كيب راي، نموذد عن ظاهرة أوسع نطاقًا تكشف خلالها العواصف الناجمة عن تغير المناخ عن بقايا تاريخية تحت الماء، ولكنها قد تدمرها أيضًا.

قسم من حطام السفينة. Credit: Shawn Trevor/Clean Harbours Initiative

ولا تزال أصول الحطام وعمره غير معروفين، وأفاد كروفت أنّه قد يكون سفينة فرنسية أو بريطانية عمرها حوالي مئتي عام، ولكن هذه مجرد تخمينات إلى أن تخرج من الماء.

وأشارت ليزا بريجز، عالمة الآثار المغمورة بالمياه وزميلة الأبحاث في جامعة "كرانفيلد" بالمملكة المتحدة، إلى أنّ الحطام مهم للمجتمع لأنّه قد يكون دليلاً على كيفية وصول البشر إلى الجزيرة.

وشرحت لـCNN: "يحتمل أنّ الأشخاص الذين يتحدرون مّمن جاءوا على متن هذه السفينة ما زالوا يعيشون في الجزيرة اليوم".

تريفور كروفت من مبادرة الموانئ النظيفة (Clean Harbours Initiative) أثناء محاولته تأمين أجزاء من السفينة لمنعها من التحطّم في وجه الأمواج القوية. Credit: Courtesy Shawn Trevor/Clean Harbours Initiative

ولكن هذه الشريحة المحفوظة من التاريخ المحلي عرضة للخطر، فأدى المد والجزر بالفعل إلى إضعاف السفينة.

ومع أنّ الخشب في حالة جيدة، إلا أنّه مثبّت بمسامير نحاسية.

وقال باث: "في كل مرة تمر فيها موجة تحت تلك السفينة وترفعها قليلاً، تصبح تلك العوارض أقل متانة".

وأدت العاصفة الآخذة بالاقتراب، والتي يتوقع أن تصل مساء الأربعاء، إلى زيادة المخاطر.

وتُشير التوقعات إلى هبوب رياح تبلغ سرعتها 25 ميلاً (40 كيلومترًا) في الساعة حول كيب راي، مع ارتفاع الأمواج إلى 20 قدمًا (6 أمتار).

وحذّر كروفت: "من الممكن أن يتفكك الحطام إلى حدٍ كبير".

ومن دون توفّر أموال حكومية لاستخراج الحطام والحفاظ عليه، يحاول باث وكروفت جمع الأموال من خلال حملة عبر موقع GoFundMe

نظرة أقرب لحطام السفينة. Credit: Courtesy Shawn Trevor/Clean Harbours Initiative

وحددا الهدف بانتشال الحطام من الماء للحفاظ عليه، وفي النهاية عرضه كمعلم جذب سياحي لهذا المجتمع النائي.

وأكّد كروفت: "إنّه سباق مع الزمن".

وقالت بريجز إنّ ظاهرة العواصف التي تزيح حطام السفن من قاع البحر، حيث استقرت في بعض الأحيان لقرون عدة، أمر شائع، خصوصًا مع مساهمة تغير المناخ بإنتاج عواصف أكثر قوة وشدة.

وأضافت أنّه رُغم أنّ الأمر قد يبدو أمرًا جيدًا لعلماء الآثار المغمورة بالمياه، إلا أنه ليس كذلك في الكثير من الأحيان.

وعندما تُزيل العواصف طبقات الرمال الواقية من حطام السفن، يمكن أن يسبب ذلك أضرارًا لا يمكن إصلاحها.

وأوضحت بريجز: "من الأفضل أن يقوم علماء الآثار أنفسهم بإزالة الرمال بلطف وبطريقة متحكم بها".

وأضافت بريجز أنّ تغير المناخ يحمل تهديدات أخرى لحطام السفن أيضًا، فيؤدي ارتفاع مستويات التلوث الكربوني في الغلاف الجوي إلى تغيير كيميائية مياه البحر، ما يجعلها أكثر حمضية.

ويمكن لذلك أنّ يؤدي لتسريع تفكك المواد العضوية الدقيقة المحفوظة على متن حطام السفن، مثل الحبال، والأشرعة، والمنسوجات.

وهناك كابوس آخر بالنسبة لقطاع علم الآثار تحت الماء، وهو ديدان السفن.

وهذه الرخويات الشبيهة بالديدان تتمتع بشهية كبيرة للخشب.

نشر
محتوى إعلاني