مصور في دبي يكشف عن الحياة البرية المخفية عن الأعين بالإمارات
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في دولة تشتهر بناطحات السُّحُب الشاهقة، والهندسة المعمارية الحديثة، والصحراء المترامية الأطراف، لا تتبادر الحياة البرية دائمًا إلى ذهن الناس عندما يفكرون في دولة الإمارات العربية المتحدة. ولكن يرغب المصور المقيم في دبي، أنيش كارينغاتيل، تغيير ذلك.
وانتقل كارينغاتيل الهندي الأصل إلى دبي منذ 17 عامًا، وبدأ في توثيق الحياة البرية بعد فترةٍ وجيزة، مع التخصص في التصوير الفوتوغرافي "الماكرو" باستخدام اللقطات القريبة للغاية.
وتشمل صوره المذهلة المُلتقطة عبر الإمارات السبع أنثى عقرب مع صغارها، وأفعى قرناء مختبئة بين رمال الصحراء، وغيرها من المشاهد.
وأكّد كارينغاتيل: "يستطيع المصورون سرد قصة عبر الصور"، ومن ثم أضاف: "يُتيح لي التصوير الفوتوغرافي بتقنية الماكرو رؤية الحياة والعالم من حولي بطريقةٍ جديدة تمامًا".
ورُغم المناخ الحار والصحراء القاسية، تُعد دولة الإمارات موطنًا لأكثر من ألف نوع من النباتات والحيوانات.
وتحتضن مياهها أكبر تجمع لدلافين المحيط الهندي الحدباء في العالم، وثاني أكبر عدد من أبقار البحر بعد أستراليا.
ويستخدم كارينغاتيل تصوير الحياة البرية كوسيلة لتوثيق التنوع البيولوجي في البلاد ومشاركته مع الآخرين.
ويُعتبر المصور، الذي يعمل في مجال التصميم الداخلي بدوام كامل، شغوف تجاه مراقبة، ودراسة، وتصوير الزواحف والبرمائيات في موائلها.
ولكن يتطلّب تصوير الحيوانات التي يُحتمل أن تكون خطرة، مثل الثعابين، والعناكب، الكثير من التحضير.
وقبل محاولة تصوير أي نوع من الحياة البرية، أشار كارينغاتيل إلى أهمية دراسة سلوكها، وبيئتها، والمخاطر المحتملة لفهم كيفية الاقتراب منها بأمان، وتقليل مخاطر تعرض المصور أو الحيوان للأذى.
ويستخدم كارينغاتيل وسائل التواصل الاجتماعي لتثقيف الأشخاص عن الأنواع التي يصورها، ويتمتع المصور بأكثر من 69 ألف متابع عبر موقع "إنستغرام".
التنوع البيئي في الإمارات
تتمتع دولة الإمارات العربية المتحدة بـ 49 منطقة محمية برية وبحرية، وتقع 8 منها في دبي.
وتمثل هذه المناطق المحمية أكثر من 18% من أراضي الدولة، و12% من مناطقها البحرية والساحلية، وغالبًا ما تكون محميات طبيعية تشمل جميع النظم البيئية الرئيسية الموجودة في المنطقة: الجبال، والصحراء، والساحل، والبحر.
وأفاد المدير المساعد للحفاظ على التنوع البيولوجي في جمعية الإمارات للطبيعة (Emirates Nature-WWF)، أندرو غاردنر، أنّ الحفاظ على الحياة البرية يُعد "مسؤولية والتزامًا مهمًا لدولة الإمارات العربية المتحدة".
ووقعت البلاد على العديد من اتفاقيات الحفظ الدولية، مثل اتفاقية التنوع البيولوجي، كما أنّها ساهمت في إعادة إدخال حيوانات مثل المها العربي إلى شبه الجزيرة العربية.
ووفقاً لغاردنر، يتجاوز عدد المها الآن في منطقتين محميتين بالدولة 1،600 حيوان، مع وجود الآلاف منها أيضًا في حدائق الحيوانات بجميع أنحاء المنطقة.
ومع ذلك، إلا أنّ التطور السريع والنمو السكاني في جميع أنحاء الإمارات يعني أن "53% من أنواع الطيور، و46.7% من أنواع الثدييات، و19% من أنواع الزواحف، و8% من أنواع النباتات" أصبحت مهددة بالانقراض، بحسب تقريرٍ حكومي.
وأضاف جاردنر أنّ الذئب العربي والضبع المخطط قد انقرضا من الدولة في العقود الأخيرة، ويُعتقد الآن أنّ مجموعة صغيرة من الفهود العربية التي عاشت في جبال الحجر حتى منتصف التسعينيات قد انقرضت أيضًا.
وأشار كارينغاتيل إلى أن فقدان الموائل، وتغير المناخ، والصيد الجائر تُعتبر من التهديدات الرئيسية التي تواجه الحياة البرية في الإمارات، ولكن التلوث البلاستيكي أيضَا من التحديات التي يُعتقد أنّ على الأشخاص اتخاذ المزيد من الإجراءات ضدها.
وأكدّ جاردنر: "كل مرّة أستكشف فيها الصحراء أو المناطق الأخرى، أحرص على تنظيف المناطق المحيطة"، معتبرًا أنه: "خلال إزالة القمامة والمخلفات، يمكننا تقليل أثر الأنشطة البشرية على العالم الطبيعي".