العثور على هيكل عظمي شبه كامل لديناصور عملاق عمره 70 مليون عامًا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في جنوب فرنسا، تم الكشف عن هيكل عظمي كامل تقريبًا لديناصور عمره 70 مليون عامًا، مترابط من جمجمته الخلفية حتى ذيله.
وُجدت الحفرية الضخمة في شهر مايو/ أيّار من العام 2022، بعدما لاحظ عالم الحفريات الهاوي، داميان بوشيتو، البالغ من العمر 25 عامًا، وكلبه، أمرًا غير طبيعي، أثناء سيرهما داخل غابة في بلدية مونتولييه الفرسية.
ففي طريقهما، رصد بوشيتو حافة منحدر انهارت في الأونة الأخيرة، وقرّر إلقاء نظرة فاحصة عليها.
وكانت المفاجأة عندما شهد عظمًا مكشوفًا يخرج من الأرض، وفق ما أفادت وسيلة الإعلام المحلية "France Bleu" لأول مرة، في 13 فبراير/ شباط.
وأوضحت الجمعية الثقافية الأثرية والحفريات في متحف "كروزي"، بالتعاون مع المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، أنّ الحفرية التي يبلغ طولها حوالي 10 أمتار ليست إلا هيكلًا عظميًَا لتيتانوصور.
وقال بوشيتو، الذي كان عضوًا في الجمعية لمدة 8 سنوات، لـCNN، إن اكتشاف بقايا الديناصورات يعتبر أمرًا "مثيرًا للاهتمام في مجال البحث العلمي وفهم النظم البيئية في ذلك الوقت".
لكنّ العثور على العظام في وضعها التشريحي الأصلي تقريبًا، يجعل من هذا الاكتشاف أمرًا غير مألوف.
وأضاف بوشيتو لـCNN: "من وجهة نظر علم المتاحف، سيسمح ذلك بتقديم حيوانات شبه كاملة لعامة الناس، وهو أمر عظيم".
وقامت الجمعية بالتنقيب في الموقع، الذي أشار إليه بوشيتو على أنه سرير عظمي، وهو مصطلح يستخدمه علماء الحفريات لوصف منطقة كثيفة من عظام الحيوانات وغيرها من البقايا المتحجرة، على مدى العامين الماضيين.
والاكتشاف المعلن عنه حديثًا لم يكن الأول لبوشيتو.
وتم انتشال الهيكل العظمي الكامل تقريبًا للتيتانوصور أثناء عملية التنقيب، إلى جانب العديد من الحفريات لديناصورات وفقارّيات أخرى.
وشملت البقايا الأخرى التي تم تحديدها كلًا من بقايا "رابدودون"، وهو حيوان آكل للعشب، مثل التيتانوصور، إضافة إلى بقايا من الهياكل العظمية للحيوانات آكلة اللحوم، مثل الثيروبودات والتماسيح، بحسب بوشيتو.
تم العثور على التيتانوصور سليمًا
وقدّر الباحثون عمر الحفرية المكتشفة حديثًا بحوالي 70 إلى 72 مليون سنة، لكن التيتانوصورات كانت تتجول على أربع أرجل من العصر الجوراسي المتأخر إلى نهاية العصر الطباشيري، أي منذ حوالي 163.5 مليون سنة إلى 66 مليون سنة.
وتنتمي التيتانوصورات إلى مجموعة أكبر من الديناصورات المعروفة باسم "الصوروبودات"، وهي عائلة من الحيوانات العاشبة طويلة العنق، التي تعتبر من أكبر الديناصورات في عصرها، وفقًا لموسوعة "بريتانيكا".
وقال ماثيو كارانو، جيولوجي باحث وأمين الديناصورات في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي التابع لمؤسسة "سميثسونيان"، إن العثور على هيكل عظمي في هذه الحالة المتماسكة يشير إلى أنّ الجثة دُفنت قبل أن تتحلّل بالكامل، تاركة "بعض الأنسجة التي تربط العظام ببعضها البعض".
وأوضح في رسالة بالبريد الإلكتروني أن اكتمال العيّنة "سيُسهّل تحديد ما إذا كان نوعًا جديدًا أو عينة جديدة من نوع معروف بالفعل".
وتابع: "سيستغرق الأمر بعض الوقت لمعرفة جميع التفاصيل حول العينة الجديدة، لكنني متأكد أنها ستوفر معلومات مهمة حول هذه المجموعة من الديناصورات".
وقال بوشيتو إن الجمعية تخطط لمواصلة البحث عن الحفريات في المنطقة.
ويأمل أعضاء المجموعة بالحصول على الأموال اللازمة "لإنشاء متحف واسع النطاق يمكنه استيعاب هذه المجموعات وعرضها".