نجا من الغزو النازي بالحرب العالمية الثانية.. جسر شهير بفلورنسا يستعد لاسترجاع مجده السابق
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- على مدار سبعة قرون، منذ بناء جسر بونتي فيكيو لأول مرة في فلورنسا بإيطاليا، عاصر الجسر تغيّر المدينة من حوله، ونجاتها من الفيضانات، والحرائق، والغزو النازي في الحرب العالمية الثانية.
والآن، يخضع الجسر الشهير لعملية تجديد تمتد لعامين، بتكلفة تقدّر بحوالي 2 مليون يورو، حتى يسترجع رونقه السابق، بحسب ما أعلنت مدينة فلورنسا وشركة تصنيع النبيذ الإيطالية مارشيسي أنتينوري، الأربعاء.
وأضافت وزارة الثقافة في المدينة أنّ هذه الأعمال تعتبر أول عملية ترميم وتنظيف للجسر، رغم أنه خضع لصيانة دورية والعديد من التجديدات بغية ضمان استقراره.
وقال رئيس بلدية فلورنسا، داريو نارديلا، للصحفيين الخميس، إنّه "مشروع تاريخي لأن جسر بونتي فيكيو لم يشهد قط تدخلا في الترميم بمثل هذا التعقيد الفني".
وأضاف:"في النهاية سيكون لدينا جسر أكثر جمالا ممّا اعتدنا على رؤيته".
وجسر المشاة، الذي يعتبر على نطاق واسع، أحد أكبر الإنجازات في الهندسة الأوروبية بالعصور الوسطى، يمتد على نهر أرنو بمبانيه الملونة التي تضم عشرات محال المجوهرات البارزة من جانبيه.
أما عن أهميته، فتكمن في كونه الجسر الوحيد عبر نهر أرنو الذي نجا عندما انسحب الجيش الألماني قرب نهاية الحرب العالمية الثانية.
وستشمل الأعمال المرتقبة له ترميم الجسر بأكمله، وتنظيفه، للقضاء على الطحالب والأعشاب الضارة التي تنمو هناك، بالإضافة إلى أي رواسب تركتها المواد الكيميائية في النهر. وسيتم ترقية المفاصل البديلة السابقة، إضافة إلى ترميم حجارة ممر المشاة أيضًا.
ومن المقرر أن تبدأ الأعمال على الجزء العلوي من الجسر في وقت لاحق من هذا العام، خلال شهري أكتوبر/ تشرين الأول ونوفمبر/ تشرين الثاني، فيما سيتم العمل على الجزء السفلي من الجسر في صيف عامي 2025 و2026.
ويتم التبرع بحوالي نصف الأموال اللازمة للمشروع من قبل شركة مارشيسي أنتينوري، إحدى أشهر عائلات صناعة النبيذ في إيطاليا.
وقال رئيس المجموعة، بييرو أنتينوري، للصحفيين، الخميس: "لطالما كان تاريخ عائلتنا مرتبطًا بفلورنسا منذ القرن الثالث عشر. لقد وهبتنا المدينة الكثير على مر القرون، ولهذا السبب فإنه لمن دواعي سرورنا أن نكون جزءًا من هذا المشروع المهم".
وأصبحت مساهمة الجهات المانحة الخاصة في ترميم المعالم التاريخية شائعة بشكل متزايد في إيطاليا، حيث تم تخفيض ميزانية البلاد لصيانتها بشكل كبير.
وفي عام 2011، تعهدت شركة السلع الجلدية الفاخرة Tod’s بمبلغ 25 مليون يورو (32 مليون دولار آنذاك) لترميم الكولوسيوم في روما، بينما وافقت شركة التصميم الإيطالية Diesel على ترميم جسر ريالتو في البندقية مقابل 5 ملايين يورو (6.4 مليون دولار آنذاك) في مايو/ آيار عام 2013.