نقوش غامضة على بوابة قلعة في إنجلترا.. ماذا وجد الباحثون؟

نشر
4 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عثر على أكثر من 50 نقشًا حفرها جنود على باب قلعة إنجليزية في "اكتشاف مذهل"، تشمل رسوما تصوّر ربما الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت وهو يُشنق.

وصرّحت جمعية التراث الإنجليزي الخيرية في بيان صحفي، الأربعاء، أنّ الباب اكتُشف في الآونة الأخيرة في قلعة دوفر الواقعة جنوب شرق إنجلترا. وأضافت المؤسسة الخيرية أن الباب بخضع الآن "للحفظ بعناية" استعدادًا لعرضه في شهر يوليو/ تموز المقبل.

ويُعتقد أنّ الرسوم على الباب حفرها جنود عاشوا داخل القلعة بين عامي 1789 و1855.

محتوى إعلاني
يُظهر أحد النقوش الموجودة على الباب رجلاً يرتدي زيًا عسكريًا وقبعة ذات قرنين وهو يُشنقCredit: Jim Holden/English Heritage

وأفاد البيان، أنه في تسعينيّات القرن الثامن عشر، خضعت القلعة للتجديد جراء التهديد بغزو من قبل نابليون في فرنسا، وتحوّلت من "قلعة قديمة من العصور الوسطى" إلى "حامية عسكرية حديثة".

وتم استدعاء آلاف الجنود إلى أسوار القلعة، وكلّف بين 6 و12 رجلاً بحراسة برج سانت جون، حيث عثر على الباب الذي يقع في الخندق الخارجي الكبير للقلعة، في وقت واحد.

يشير التراث الإنجليزي إلى أنه مع ساعات الحراسة الطويلة و"مواهب فنية مشكوك فيها"، ربما يكون الجنود قد اندفعوا نحو الباب لتبديد الوقت. 

ويحتمل أنهم قاموا بإنشاء العمل الفني غير التقليدي باستخدام السكاكين أو ربما الحراب، أي سكاكين البندقية.

وجاء في البيان، أن هناك ما لا يقل عن تسعة رسوم توضيحية على الباب لأشخاص في وضعية الشنق، من بينها صورة تظهر رجلاً يرتدي زيًا عسكريًا وقبعة ذات قرنين، يُعتقد أنها تجسّد نابليون.

أكثر من 50 شكلا من الكتابة والنقوش تشمل رسومًا وأحرفًا أولى وأسماء وتواريخ.Credit: Jim Holden/English Heritage

وكان نابليون أعلن نفسه إمبراطورًا لفرنسا عام 1804، وخلّف أثرًا دائمًا على البلاد كقائد عسكري وحاكم، حيث شن حروبًا ضد العديد من القوى الأوروبية في ذلك الوقت.

وبعد هزيمته على يد البريطانيين في معركة واترلو عام 1815، تنازل عن العرش ونُفي إلى جزيرة سانت هيلينا النائية في جنوب المحيط الأطلسي، حيث توفي عام 1821.

ويُظهر أحد النقوش سفينة شراعية ذات سارية واحدة، بينما يُظهر آخر كأسًا من النبيذ مع صليب متقن، يشير التراث الإنجليزي إلى أنه قد يكون "تجسيدا للقربان المقدّس".

بالإضافة إلى الرسوم، هناك أيضًا كتابة على الباب، لأسماء عائلات وكذلك العديد من مجموعات الأحرف الأولى.

هناك أيضًا ثلاثة تواريخ مهمة منقوشة على الباب، وفقا للتراث الإنجليزي، وهي: عام 1789، عام الثورة الفرنسية؛ وعام 1798، فترة إعادة البناء في قلعة دوفر؛ و عام 1855، التخطيط لإجراء تغييرات على برج سانت جون.

ومن جانبه أوضح بول باتيسون، كبير مؤرخي العقارات في التراث الإنجليزي، أن الباب اكتشف بعدما تسلق شخص سلمًا إلى الطبقة العلوية من برج سانت جون.

وقال باتيسون: "إن رؤية هذه النقوش الرائعة على الباب كانت بمثابة اكتشاف مذهل".

وأشار إلى أن "هذه الرسوم تعطي لمحة فريدة عن عقول هؤلاء الجنود، لا سيما خلال تلك الفترة المشحونة من الزمن".

وأضاف: "ما يجعل هذا الباب قطعة استثنائية أنه مثال نادر وثمين لشخص عادي يترك بصمته؛ سواء كان ذلك ببساطة لغرض قتل الوقت أو الرغبة في أن يتم تذكّره".

ومن المقرّر أن يُعرض الباب في قلعة دوفر في شهر يوليو/ تموز ،المقبل كجزء من تجربة غامرة للزوار تحمل عنوان "قلعة دوفر تحت الحصار".

نشر
محتوى إعلاني