هذا الثنائي يساعد الأجانب بشراء "منزل الأحلام" في إيطاليا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- ربما كنت تحلم بشراء منزل في قريةٍ نائية وهادئة أو منطقة ساحلية في منطقة كالابريا بجنوب إيطاليا، ولكنك تشعر بالخوف من عملية البحث، والوثائق التي قد تحتاجها، والقواعد المتعلقة بالشراء، وجهود إعادة التصميم.
وهنا يأتي دور الثنائي برونو مونجياردو وزوجته جينيفرا ديل أورسو، وقد قاما بإنشاء مشروع تجاري مزدهر لشراء العقارات، وإعادة تصميمها، وبيعها لتكون جاهزةً للسكن، ومساعدة المشترين الأجانب في كل خطوة.
وعمل مونجياردو، وهو مهندس معماري يبلغ من العمر 56 عامًا، وديل أورسو، وهي مصممة داخلية ووسيطة عقارية تبلغ من العمر 51 عامًا، في هذا المجال منذ عام 2015، حيث اتخذا مكتبُا من منزلهما في بلدة إيسكا سولو إيونيو على الساحل الأيوني في منطقة كالابريا بجنوب إيطاليا.
ويبحث الثنائي عن المنازل القديمة في القرى التاريخية التي تحتاج إلى تجديد، والتي تتحول إلى ملاذ صيفي مثالي عند ترميمها.
وتوفر شركتهما "Calabria Sea Side"، خدمات مصممة خصيصًا، بما في ذلك عمليات التجديد، والجولات المصحوبة بمرشدين في المنطقة لعرض طبيعتها وجمالها البكر.
ويعرف الزوجان المنطقة جيدًا.
ومونجياردو، هو مواطن من جزيرة إيسكا سولو إيونيو، وقد عاد إلى منزله فيها بعد 25 عامًا من العمل في البندقية، والتي يقول إنها كانت "خانقةً للغاية بالنسبة له".
وكانت ديل أورسو، وهي من ميلانو بالأصل، تقضي عطلاتها في كالابريا عندما كانت طفلة، واشترت منزلاً في قرية بادولاتو الساحرة التي تعود إلى القرون الوسطى قبل 15 عامًا، والتي تُعد أيضًا من بين الأماكن في ملفّهما العقاري.
وقالت لـCNN: "في تلك السنوات، كان النزوح السكاني من القرى الواقعة في منتصف الجبال قويًا للغاية، وكانت المنازل رخيصة الثمن. لقد أسرتني فكرة امتلاك قطعة من التاريخ تواجه البحر بينما تحيط بها الجبال الغنية بطبيعتها، والتي لم تتأثر بالسياحة الجماعية بعد".
مكان مثالي للعيش فيه
يُروِّج الثنائي للممتلكات المنتشرة عبر الساحل الأيوني،إذ يعتقدان أنّه يشكل الزاوية الأكثر أصالة ونقاءً في كالابريا، على عكس الساحل التيراني الأكثر ازدحامًا وشعبية.
وأشار الثنائي إلى أنّ فكرة إطلاق وكالة لشراء وإعادة تصميم المنازل جاءت كمزحة في البداية، وبدأ كل شيء عندما قاما بشراء منزل صغير، وتجديده، ومن ثم تأجيره لفصل الصيف.
وتفاجأ كلاهما عندما سألهم العديد من الأجانب المقيمين في المنزل عمّا إذا كانت هناك منازل عطلات مشابهة معروضة للبيع.
وقال مونجياردو: "لذا كان من الطبيعي بالنسبة لنا أن نلجأ إلى الأجانب، الأوروبيين والأمريكيين منهم على حدٍ سواء، الذين يبدو وكأنّهم يقدرون هذه البيئة بشكل أكبر من الإيطاليين".
وأضاف: "بعد ذلك قررنا شراء بعض العقارات التي تحتاج إلى تجديد بالكامل، وقمنا بإعادة بيعها. وتُعتبر غالبية العقارات التي نبيعها اليوم ليست ملكًا لنا، ولكنها مملوكة لعملائنا المحليين. نحن نعمل كوسطاء".
أما شراء منزل في أرضٍ أجنبية فليس بالأمر السهل.
وقال ديل أورسو إن المشترين لم يتردّدوا كثيرًا لأنّهم ليسوا على دراية بالقوانين والجوانب الأخرى لسوق العقارات في إيطاليا.
ولكن، يكمن التحدي الحقيقي في كيفية تكيف العملاء، والمدة التي يستغرقونها للشعور كأنهم في وطنهم وسط ثقافة مختلفة تمامًا عن ثقافتهم.
تناول البيتزا والتعامل مع الوثائق
قرّر عدد لا بأس به من العملاء الأمريكيين والأوروبيين الانتقال بشكلٍ دائم إلى كالابريا بعد شراء منزل في المنطقة.
يساعد الثنائي العملاء في اكتشاف محيطهم الجديد والاندماج فيه، إذ يجتمعون معًا لتناول البيتزا والمقبلات عند غروب الشمس، ويخبرانهم عن أفضل المتاجر للتسوق، ومحلات السوبر ماركت، والمطاعم، والمواقع السياحية.
وتتمثل خدماتهما بالدعم القانوني، وأعمال التجديد، وإدارة الممتلكات، والتأمين.
ويمكنهما المساعدة أيضًا في تأجير العقار عندما يكون المشتري خارج البلاد.
ويرغب الثنائي في مساعدة المدن التي هجرها سكانها على استعادة رونقها، ومجتمعاتها المزدهرة.
الضيافة الجنوبية
أوضح مونجياردو. أن السكان هنا حافظوا على الدفء وحسن الضيافة التي يشتهرون بها تقليديًا، وهم يتقبّلون العالم المتغير، ولكنهم لا يريدون التخلي عن الطرق القديمة التي وفرت لهم الأمن والاستقرار طوال حياتهم.
وأكّد مونجياردو: "قد يكون هذا عالمًا قديمًا بعض الشيء، لكنه لا يزال غنيًا بمفاهيم القيم والإنسانية".
تُعد المنازل التي يُعيد الثنائي بيعها، وجميعها جاهزة للسكن ومجهزة بوسائل الراحة الحديثة، عقارات قائمة بذاتها تتكوّن من عدة طوابق، وعادةً ما تكون على طراز "المنازل البرجية" المحلية التي تعود إلى القرون الوسطى.
رُغم إعادة تصميمها، يضمن الثنائي أنّ البيوت تحتفظ بـ "روحها الأصلية"، وهي ليست متطابقة.
فرص ثانية وتحديات جديدة
تقع غالبية المنازل ضمن قائمة الثنائي في منتصف الطريق بين البحر والجبال، وتبعد عن الشواطئ بمقدار بضع دقائق فقط بالسيارة.
وقالت ديل أورسو: "هناك أيضًا أشخاص يفضلون الإقامة في مناطق جبلية، حيث يمكن الاستمتاع بإطلالة رائعة على البحر".
ويتعامل الفريق مع منازل تبدأ مساحتها من 28 مترًا مربعًا وصولًا إلى عقارات أكبر تبلغ مساحتها 280 مترًا مربعًا، ويتمتع بعضها بحدائق.
وتبلغ كلفة منزل نموذجي مطل على البحر، يتسع لما بين شخصين وأربعة أشخاص، وتبلغ مساحته 65 مترًا مربعًا حوالي 35 ألف دولار، ويتطلب تجديده 55 ألف دولار تقريبًا.
وفي مقابل مبلغ إجمالي قدره 90 ألف دولار، يمكن للشخص أن يحظى بمنزلٍ على الشاطئ في قرية تاريخية، مع غرفتي نوم، وحمامين، ومطبخ مفتوح، وغرفة معيشة.
وأكّد مونجياردو: "تُعجبني المنازل القديمة حقًا، وفكرة منحها فرصة ثانية، خاصةً عندما تكون مباني مهجورة وغنية بالتاريخ. حيث يُصبح كل مشروع تحديًا جديدًا يؤتي ثماره في النهاية بشكلٍ مُرضِي جدًا".