"إنهاء الفوضى".. مدينة كبرى أخرى تحظر استئجار الـ"سكوتر" الإلكتروني في شوارعها

نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- من الصعب إنكار أن درّاجات السكوتر الكهربائية المستأجرة تعد من بين وسائل النقل الأكثر إثارة للجدل في العالم الآن.

وأصبحت آلات التنقل الصغيرة مشهدًا شائعًا في شوارع المدن الكبرى حول العالم في السنوات الأخيرة، وغالبًا ما تتم الإشادة بها كونها طريقة فعالة ومستدامة للتنقل.

محتوى إعلاني

لكن وجودها أثار أيضًا مطالبات بضوابط أكثر صرامة، وذلك بسبب زيادة الحوادث والشكاوى من أنها تسبب الفوضى على الأرصفة والشوارع.

وقرر المسؤولون في مدينة ملبورن الأسترالية المضي قدمًا في الأمر من خلال حظر تأجير السكوتر الكهربائي تمامًا، مشيرين إلى مخاوف تتعلق بالسلامة بعد مئات الشكاوى وتقارير الحوادث كسبب لهذه الخطوة.

وصوّت مجلس مدينة ملبورن، الثلاثاء، على إنهاء العقود مع شركتي تشغيل دراجات السكوتر الكهربائية، "Lime" و"Neuron"، ومنحهما إشعارًا لمدة 30 يومًا لإزالة مركباتهما.

وبحسب ما ورد، قال عمدة ملبورن، نيكولاس ريس، خلال مؤتمر صحفي الأربعاء: "كانت هذه فرصة لإنهاء الفوضى في مسارات المشاة في ملبورن وجعل مدينتنا آمنة مرة أخرى".

وتابع: "لقد استمعت إلى السكان والتجار والزوار إلى ملبورن  في الأيام الأخيرة وهم يتوسلون إلينا حرفيًا لإنهاء هذه التجربة لجعل مدينتنا آمنة مرة أخرى".

وبدأت ملبورن علاقة الحب القصيرة الأمد مع دراجات السكوتر الكهربائية في عام 2022، عندما أطلقت حكومة ولاية فيكتوريا تجربة لمدة عامين، واصفة إياها بأنها "طريقة سفر يسهل الوصول إليها، وصديقة للبيئة، وفعالة من حيث التكلفة".

وفقًا لتقرير المدينة، فقد تم إجراء ما بلغ معدله 7,800 رحلة يومية على مركبات التنقل الصغيرة، بما في ذلك 6,800 رحلة على دراجات السكوتر الكهربائية، في ملبورن خلال السنوات الأخيرة.

وفي الوقت ذاته، ساعدت التجربة في الحد من انبعاثات الكربون في المدينة بأكثر من 400 طن خلال العامين ونصف الماضيين، وفقًا لبيان حكومي صدر في وقت سابق من هذا الشهر.

ولكن شعبية هذا الشكل الجديد نسبيًا من وسائل النقل جاءت أيضًا مع زيادة في الحوادث والإصابات.

وأصدر مستشفى "رويال ملبورن" تقريرًا، في ديسمبر/ كانون الأول عام 2023، ذكر وقوع 256 إصابة مرتبطة بدراجات السكوتر الكهربائية، بما في ذلك حادث مميت، وحث المدينة على تحسين تدابير السلامة لمستخدمي دراجات السكوتر الكهربائية.

وغالبًا ما تكون المركبات متاحة للتأجير بدون ترخيص، ويمكنها السفر بسرعة قصوى تبلغ 25 كيلومترًا في الساعة.

والآن، يبدو أن معركة بين المسؤولين الحكوميين قد تتشكل.

وصرحت رئيسة وزراء ولاية فيكتوريا الأسترالية، جاسينتا ألان، الأربعاء، أن الولاية قد تتدخل ردًا على قرار المدينة، موضحة أن هذا نقاش لن ينتهي في أي وقت قريب.

من جهتها، وصفت شركة "Lime"، إحدى شركات تشغيل دراجات السكوتر الإلكترونية في ملبورن، القرار بأنه خطوة "مؤسفة" من شأنها أن تترك العديد من المستخدمين "عالقين".

وأفادت الشركة في بيان: "لا نتوقع أن يؤثر هذا القرار المنعزل على المسؤولين خارج ملبورن، حيث شهدنا زخمًا هائلاً في المدن التي تتبنى دراجات السكوتر الإلكترونية المشتركة على مستوى العالم".

الحظر العالمي والحملات القمعية

ويبدو أن ملبورن ليست المدينة الكبرى الوحيدة التي أصبحت مترددة حول فوائد دراجات السكوتر الكهربائية.

وفي العاصمة الفرنسية، باريس، التي كانت ذات يوم واحدة من أكبر المدن التي تعتمد ركوب دراجات السكوتر الكهربائية في أوروبا، تم التصويت على حظر دراجات السكوتر الكهربائية المستأجرة في عام 2023.

وخضعت دراجات السكوتر الكهربائية للحظر في العاصمة الدنماركية، كوبنهاغن، في عام 2020، ثم أعادت تقديمها العام التالي، ولكن هذه المرة بقواعد جديدة صارمة.

أما مدينة برشلونة الإسبانية، فقد حظرتها جزئيًا في الأجزاء التاريخية من المدينة منذ عام 2016.

وفي العاصمة البريطانية لندن، لا تزال دراجات السكوتر الكهربائية الخاصة غير قانونية للاستخدام على الطرق العامة، لكن التجارب العامة كانت جارية مع ثلاثة مشغلين منذ منتصف عام 2021.

وفي عام 2022، اضطر مسؤولو مدينة روما الإيطالية إلى تنفيذ قواعد جديدة لتقليل تأثير دراجات السكوتر الكهربائية على الجمهور. 

وهذا الشهر، تصدرت مخاطر استهلاك المشروبات الكحولية أثناء ركوب دراجات السكوتر الكهربائية عناوين الصحف في عاصمة كوريا الجنوبية، سيؤول،  حينما اعتذر نجم البوب ​​الكوري، "Suga"، بعدما قُبض عليه وهو على دراجة سكوتر كهربائية تحت تأثير الكحول.

نشر
محتوى إعلاني