في مصر.. الكشف عن أول وأكبر مرصد فلكي يعود للقرن السادس قبل الميلاد
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، الجمعة، الكشف عن أول وأكبر مرصد فلكي يعود للقرن السادس قبل الميلاد.
وجاء في بيان الوزارة عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، أنّ البعثة الأثرية المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار، والعاملة في معبد "بوتو" بتل الفراعين في محافظة كفر الشيخ شمال البلاد، "نجحت بالكشف عن أول وأكبر مبنى لمرصد فلكي من القرن السادس قبل الميلاد".
والمرصد شُيّد من الطوب اللبن وكان يُستخدم لرصد وتسجيل الأرصاد الفلكية، وحركة الشمس والنجوم، بحسب البيان.
ومن جانبه، لفت الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر، محمد إسماعيل خالد، إلى أنّ "هذا الكشف الأثري الهام يؤكد براعة ومهارة المصري القديم في علوم الفلك منذ أقدم العصور".
وأضاف خالد أنّ هذا الكشف الأثري يُظهر "كيفية تحديد التقويم الشمسي ومواعيد الشعائر الدينية والرسمية مثل تتويج الملوك والسنة الزراعية، ويسلط الضوء على التقنيات الفلكية التي استخدمها المصري القديم، رغم بساطة الأدوات المستخدمة، يعزّز فهمنا للتطور العلمي والفلكي في العصور القديمة".
ومن جهته، وصف رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، أيمن عشماوي، المرصد الفلكي المكتشف في الركن الجنوبي الغربي لمنطقة المعابد، بأنه "أكبر مرصد فلكي يتم اكتشافه من القرن السادس قبل الميلاد، إذ تبلغ مساحته 850 مترًا تقريباً".
وأوضح عشماوي أن التصميم المعماري للمرصد يتألف من مدخل ناحية الشرق، حيث شروق الشمس، وصالة أعمدة وسطى مفتوحة على شكل حرف "L"، يتقدّمها جدار ضخم ومرتفع من الطوب اللبن به ميول إلى الداخل، شبيه بطراز الصرح المصري المعروف في مداخل المعابد.
وأضاف أنه عثر على كتلة حجرية مثبتة في أرضية صالة دائرية الشكل وإلى شمالها وغربها كتلتين حجريتين دائريتين لأخذ القياسات الخاصة بميول الشمس .
وأشار رئيس قطاع الآثار المصرية إلى أن البعثة عثرت على خمس غرف من الطوب اللبن، يُرجّح أنها استُخدمت لحفظ بعض الأدوات الخاصة بالمبنى، إضافة إلى أربع غرف صغيرة من الطوب اللبن، وغرفة حجرية صغيرة تمثل برج المرصد.
وعثرت البعثة على عدد من التماثيل الأثرية، من بينها تمثال للكاهن "بسماتيك سمن"، يحمل تمثال المعبود أوزير من الغرانيت الرمادي ويعود لعصر "واح إيب رع" من الأسرة السادسة والعشرين، وعثرت كذلك على أدوات قياس، وقلادة، وبقايا لوحات حجرية عليها بعض النقوش، وبعض اللقى الأثرية من الفخار مختلفة الأشكال والأحجام، كانت تستخدم في الطقوس الدينية والحياة اليومية.
وخلال أعمال الحفر داخل المرصد، عثرت البعثة على ساعة شمسية حجرية منحدرة معروفة بـ"ساعة الظل المنحدرة"، وتُعتبر من أبرز أدوات قياس الوقت في العصور القديمة، وفق ما ورد في البيان.