ترياق للسياحة المفرطة؟ في منغوليا بحيرة نائية تضاهي اليونان بسحرها
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- السفر من عاصمة منغوليا، أولان باتار، إلى بحيرة "خيارغاس" الواقعة غرب البلاد ليس لضعاف القلوب.
للوصول إلى هذه الجوهرة المخفية، يجب اجتياز مسافة تبلغ 1،800 كيلومتر، قد تستغرق بين يوم إلى ثلاثة أيام، استنادًا إلى مدى الراحة التي تشعر بها خلف عجلة القيادة، على الطرق الوعرة في هذا البلد.
وثم هناك عامل الطقس، فليس من الغريب عَيش ثلاثة مواسم في فترة ما بعد الظهر عند القيادة بمنغوليا.
وما أن تصل إلى البحيرة، ستعبر مسافة 43 كيلومترًا أخرى من الطرق الوعرة، بعضها مليء بالرمال العميقة، للوصول إلى المعلم الأكثر شهرة، وهو "ختسو خاد".
لكن مشقة هذه الرحلة تستحق العناء، خصوصًا عندما نشاهد صور الوجهات المزدحمة وتذمر السكان المحليين في عناوين الأخبار بجميع أنحاء العالم.
يشتهر هذا الموقع المنغولي غير المعروف، بمنحدراته البيضاء، ومياهه الصافية، ما يُشعر الزوار بأنّهم يُطلّون على ضفاف البحر الأبيض المتوسط أكثر من كونهم في زاوية نائية من آسيا.
وأكّدت أويانغا فلاديمير، من شركة "TIC 4x4 and Outdoor"، وهي إحدى عاشقات مغامرات الهواء الطلق، ومن سكان أولان باتار المحليين:"إنّ بحيرة خيارغاس تُعتبر واحدة من أفضل أسرار منغوليا المحفوظة".
وتشارك فلاديمير صور رحلاتها على
"إنستغرام" عبر صفحتها التي تُدعى "@uvtravels".
وأضافت: "إنّ تفرّد المناظر الطبيعية والتكوينات الصخرية المحيطة بالمنطقة مقارنة بما تتوقّعه عادة في مناطق أخرى من البلاد أمر رائع. تبدو بحيرة خيارغاس، وكأنّها اليونان أكثر من أي شيء آخر. إنها عالم آخر".
وإذا انضمَمت إلى مجموعة من السكان المحليين الذين يأتون للسباحة في هذه المياه السحرية، ستشعر بأنّك تشهد أمرًا مميزًا.
لكن، وفقًا لفلاديمير، المشاهد الطبيعية ليست العنصر الوحيد الذي ينقل الزائر إلى عالم آخر في هذه الوجهة.
وشرحت أنّ "ثمة أسطورة تقول إنّ هناك ثور أزرق عملاق يعيش في أعماق بحيرة خيارغاس. وعند كل خريف، كان الثور يخرج من قاع البحيرة لزيارة عدد قليل من عائلات الرعاة فقط ويباركهم بماشية وفيرة للعام المقبل".
إحدى أكبر بحيرات منغوليا
تقع بحيرة "خيارغاس"، إحدى بحيرات المياه المالحة العديدة في البلاد، في مقاطعة أوفس الشمالية الغربية، وتغذي حوض نهر "زافخان"، وهي منطقة تشتهر بمناخها شبه الصحراوي.
يبلغ طولها 74 كيلومترًا، وعرضها 31 كيلومترًا، ويصل عمقها إلى 80 مترًا، وهي ثالث أكبر بحيرة في منغوليا.
ويُعتبر "ختسو خاد" معلم الجذب الرئيسي، وهو عبارة عن تكوين صخري طبيعي يمتد على طول الشاطئ الشرقي.
وإذا كنت تخطّط للزيارة بمفردك، فيُنصح بشدَّة باستخدام سيارة دفع رباعي قادرة على التعامل مع الرمال العميقة.
وكخَيار بديل، تسافر القوارب إلى "ختسو خاد" من الشاطئ الشمالي للبحيرة.
جنة الطيور
بالنسبة لعشاق الطيور، تُعد شواطئ بحيرة "خيارغاس"، وخصوصًا معلم "ختسو خاد"، نقطة جذب كبيرة.
يمكن العثور هنا على العديد من أنواع الطيور المهددة عالميًا.
ويمكن أن تشمل جلسة اكتشاف في الصباح الباكر رؤية البجع الدلماسي، والإوز مخطط الرأس، والبوم الصغير، والكثير من الفصائل الأخرى.
وتصل الطيور المهاجرة إلى البحيرة في أبريل/ نيسان، ومن ثم تغادر مجددًا بحلول منتصف شهر سبتمبر/ أيلول. ويقصد المسافرون هذا المكان تحديدًا لرؤية أعشاش طيور الغاق الكبيرة التي بنيت فوق منحدرات "ختسو خاد"، حيث تضع بيضها وتفقسه.
هناك أيضًا وفرة من أنواع الأسماك، وكلها مصدر غذائي رائع للطيور.
ترياق السياحة المفرطة؟
يمكن للمسافرين أيضًل التوجه إلى المنطقة جوًا خلال رحلة من أولان باتار إلى أولانغوم، عاصمة مقاطعة أوفس، التي تقع على بعد 220 كيلومترًا فقط من البحيرة.
يقدم العديد من منظمي الرحلات السياحية زيارات استكشافية في المنطقة تشمل البحيرة أيضًا.
وفي الوقت ذاته، تعد مقاطعة أوفس، الواقعة في الشمال الغربي بالقرب من الحدود الروسية، أكبر مقاطعات منغوليا، وواحدة من أكثر مقاطعاتها تنوّعًا.
لا توجد هنا بحيرات خلابة فحسب، بل هناك جبال مغطاة بالثلوج، وصحاري قاحلة أيضًا في هذا الجزء الفريد من البلاد.
هذا بمثابة تذكير لطيف بأنّ العجائب الطبيعية الأقل شهرة في منغوليا تُعتبر بدائل رائعة لبعض الوجهات العالمية الشهيرة التي أصبح الاستمتاع بها أمرًا صعبًا، رُغم أن الوصول إليها ليس سهلاً.